للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مرجعية موحدة.. لأمة واحدة]

تربويات التشييد (٢ ــ٢)

محمد مصطفى المقرئ

في الحلقة السابقة أكد الكاتب على أننا ننشد مرجعية موحدة تجمع الشتات، وتلم الشعث، وتسوّي الصفوف، وأنها الفريضة الأمل، وقد وجه الدعوة في ذلك إلى أصناف المؤمنين ومهماتهم العلمية والدعوية والتربوية، وتحدث عن الصدق والإخلاص في صياغة اللبنة الأنموذج المطلوبة لصرحنا المنشود، وتطرق إلى خُلُق التواضع وأنه يورث العقلية الجماعية، والروح الأخوية، والألفة والمودة، أما تحقيق التواضع عملياً فيكون بالتمرس عليه، وتكلف أفعال أهله، ومجاهدة النفس على ذلك. وفي هذه الحلقة يتابع حديثه في صفات أهل المرجعية الموحدة.

_ ثالثاً: سلامة الصدر:

ـ سلامة الصدر حال عزيزة نادرة، وهي ـ وإن كانت تُكتسب وتستفاد، ولها أسباب توصلك إليها ـ إلا أنها هبة من الله يمنحها من يشاء من عباده: إما بمحض فضل منه ورحمة، وإما لاجتهاد العبد في إصلاح قلبه، وسلامة صدره، فيكافئه الله ـ بفضله أيضاً ـ من جنس ما عمل، وبنية ما قصد؛ ولذلك كان دعاء المؤمنين ـ تضرعاً إلى الله ـ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: ١٠] .

ـ وسلامة الصدر راحة لصاحبها، وصلاح بال، وصفاء ذهن، وطمأنينة قلب، وعافية نفسية، وبرء من آلام وأوجاع ومعاناة الغل والحقد والحسد، ومن سائر أدواء مرض الصدر وآفاته.

وإنَّ غير سليم الصدر لهو أبأس المعانين، وأتعس المتخاصمين، وأشدهم تضرراً، وأعظمهم عذاباً؛ لأنه يعاني ضيقاً في كل ما ينبغي أن يكون واسعاً: ضيقاً في صدره، وفي أخلاقه، وفي فكره، وفي مَعِين محبته الخير وإنشاده الصلاح للناس، ولا يبرح ـ بهذا الضيق ـ في حرج إلى أن ينتهي به ـ لا محالة ـ إلى الخزي والضلال، وفساد القلب والحال؛ فإنما القلب مضغة إذا صلحت صلحت الجوارح كلها، وإذا فسدت فسدت الجوارح جميعها؛ وفي ذلك خسران مبين في الدنيا ويوم الدين. وتأمل كيف كان دعاء إبراهيم ـ على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم ـ: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٧ - ٨٩] .

وهل تجد سليم الصدر إلا ودوداً بإخوانه، ذليلاً عليهم، رؤوفاً رحيماً بهم وبعموم المؤمنين، محباً لهم ما يحبه لنفسه، طالباً لما فيه صلاحهم، حريصاً على ما منه نفعهم؟ وذلك ما يجعله شغوفاً بنصحهم، مهموماً بما فيه عَنَتُهم، يتوخى صلاحهم من كل سبيل؛ فهو على إثر من قال فيه الله ـ جل وعلا ـ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨] .

إنه بلا شك الصدر السليم.

جاء في تفسير قول الله ـ تعالى ـ: {إذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: ٨٤] : «.. أن عوف الأعرابي قال: سألت محمد بن سيرين: ما القلب السليم؟ فقال: الناصح لله ـ عز وجل ـ في خَلْقِهِ» (١) .

وكان من دعاء نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إني أسألك قلباً سليماً» (٢) .

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» (٣) .

قال الإمام القرطبي ـ معلقاً على هذا الحديث ـ: «يريد ـ والله أعلم ـ أنها مثلها في أنها خالية من كل ذنب، سليمة من كل عيب، لا خبرة لهم بأمور الدنيا؛ كما روى أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أكثر أهل الجنةِ البُلْهُ» وهو حديث صحيح. أي: البُلْهُ عن معاصي الله. قال الأزهري: الأبله هنا هو الذي طُبِعَ على الخير، وهو غافل عن الشر لا يعرفه. وقال القتبي: البُلْهُ: هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس» (٤) .

إن الصدر السليم صدر منشرح رحيب، متسع لمعاني الإسلام، مستوعب لمكارم الأخلاق، متشبع بالتراحم والتسامح، مطبوع على مصافاة المؤمنين؛ فهو لا ينفكُّ في هداية إلى الفطرة الصافية، والوحي المنير، بينما يوشك الصدر المريض أن ينتهي بصاحبه إلى الضلالة والعمى. ألا ترى أن ضيق الصدر وحرجه هو أول الضلال ومنشؤه؟ قال ـ تعالى ـ: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: ١٢٥] .

وما يضيق الصدر إلا لانشغاله بالضغائن والأحقاد، وإضمار الغل والحسد، والرغبة في التشفي والانتقام، واجترار الذاكرة لوقائع المخاصمات والمنازعات، وما يصحب ذلك ويتبعه من الغيبة والنميمة، والطعن واللعن، وإساءة الظن، وتدبير المكائد، وحبك المؤامرات.

قال العلاَّمة ابن قيم الجوزية ـ في سياق حديثه عن سلامة الصدر وبرد القلب ـ: «.. وهذا مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته، وهو ألاَّ يشتغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درْك ثأره وشفاء نفسه، بل يفرغ قلبه من ذلك، ويرى أن سلامته وبرده وخلوَّه منه أنفع له وألذ وأطيب وأعوَن على مصالحه» إلى آخر كلامه رحمه الله (٥) .

ـ وسلامة الصدر هي أقصر الطرق إلى الجنة، وأقلها كلفة بدنية، واجتهاداً مادياً، وإن كانت كُلَفُ البدن من أعظم دعائم تلك السلامة، بل هي شرايين حياتها وإمدادها، إلا أن مجاهَدات النفس هي أصل حياتها.

روى الإمام أحمد ـ في مسنده ـ من حديث أنس ـ قال: «كنا جلوساً مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» . فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وَضوئه، وقد علَّق نعليه بيده الشمال. فلما كان من الغد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك، فطلع الرجل مثل المرة الأولى. فلما كان اليوم الثالث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى؛ فلما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبعه عبد الله بن عمرو ـ أي تبع الأنصاري..» الحديث ... إلى أن قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لك ـ ثلاث مرات ـ: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعتَ أنت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كبير عمل! فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال ـ أي الرجل ـ: ما هو إلا ما رأيتَ. قال عبد الله: فلما ولَّيت دعاني فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيتَ؛ غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله: فهذه التي بلغتْ بك، وهي التي لا تطاق» (٦) .

قال مقيده: وهي التي نريد، بل نرجو، ونسأل اللهَ أن تسود بيننا.. لا حسد لمؤمن، ولا غش له، ولا بغي عليه.

فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان» . قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غِل، ولا حسد» (٧) .

وإذا تمكنت سلامة الصدر من امرئ ألفيته كما ترجو، وعلى الكيفية التي تنشد: أنموذجاً فريداً للبنة المرجعية المنشودة.

ـ فسليم الصدر: لا يضمر إلا الخير والصلاح، ولا يطوي فؤاده إلا على نية حسنة، ولا يسعى إلا إلى مقصد نبيل، ومن كان كذلك فهو أبعد الناس عن المخادعة والمصانعة، وأشدهم تنزهاً عن المجاملات الصفراء، وأعظمهم تورعاً عن المآرب الخاصة؛ فهو ـ أبداً ـ لا يتخابث ولا يُسيغ التخابث، ولا يستبيح لنفسه أن يضمر خلاف ما يظهر، ولا أن يسخِّر ما من شأنه العمومية والشيوع، لخصوصيات حزبية أو شخصية.

ـ وهو: أبعد الناس عن دجل السياسة الملتوية وإفكها، وألاعيب الساسة المنحرفين ومراوغاتهم؛ لأن سليم الصدر نقي السريرة، صادق صدوق، لا نفاق فيه ولا تلوُّن، ولا سراديب لأفعاله ومعاملاته، ولا مراوغات أو تغريرات في عهوده ووعوده.

والمرجعية الموحدة التي ننشدها: عهد على الصلاح والخير، وتَبَايُعٌ على البر والتقوى، والعهد لا يحتمل إلا الصدق كل الصدق، والوفاء تمام الوفاء.

ـ وسليم الصدر: عظيم البِشر إذا لقي إخوانه، ضاحك السن بسام المحيا، غير عبوس ولا مقطب الجبين، وإن كان يحمل هموم الدنيا، وهو كذلك دوماً، حتى مع من يلقاه بضد لقياه؛ وإن ذلك لهو لُحمة بنياننا الذي ينبغي أن نشيد.

لُحمة الكيان:

لُحمة كياننا المأمول: سلامة الصدور.

ـ فإن «كياننا» هذا يرجى له أن يجمع أطياف الأمة كلها ليردها إلى مرجعية واحدة؛ وذلك لا يعني أن مجرد وجودها نافٍ للخلاف، بل المأمول هو حسم الخلاف على المستوى العملي، وفيما يجب أن تتوحد فيه الكلمة، مما لا مناص فيه من التوحد، ولا تتم واجبات الأمة إلا بالاجتماع عليه.

إذ الخلاف بين أطياف المرجعية وارد، بل هو السنَّة المطَّردة حتى في خير القرون. فما لم تتسع أخلاق المؤمنين لأعراض الخلافات، فيتمثلوا الحِلْم، ويتحلوا بالتسامح.. تفشى فيهم التباغض والتنافر، والتقاطع والتدابر.

والأمر في هذا إنما يبدأ هيناً بسيطاً؛ فإذا لم تسلم الصدور تمدد وتعاظم واستفحل وتعقد.

ومن الطبيعي ـ في كل كيان ـ أن تتعدد فيه المهام والأدوار، فتتفاوت الوظائف والقدرات، والمواهب والملَكات، بل ويتفاوت التوفيق والسداد، وتحقيق الإنجازات والنجاحات، ومن ثم تتفاوت المراتب والمواقع، رفعة وتواضعاً، وتقديماً وتأخيراً؛ فما لم تكن صدور الجماعة المسلمة سليمة نقية دبت فيها غوائل الغيرة والحقد والحسد.

وأجواء الخلاف أجواء مَرَضية ملوثة؛ فمن شأنها أن توفر وَسَطاً ملائماً لحياة هذه الأدواء و «الفيروسات» ، وهي أدواء و «فيروسات» متشابكة متداخلة، تؤثر وتتأثر، بعضها في بعض، وبعضها من بعض.

ألا ترى كيف جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- ـ في حديث واحد ـ بين التدابر والتباغض والتحاسد، وجمع إلى ذلك أموراً من شأنها أن تستثير هذه الأخلاق السيئة، ثم حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مضاعفاتها؛ فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا (١) ، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يَبِعْ بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره. التقوى هاهنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه» (٢) .

قال مقيده:

والحسد معروف، وما دخل الحسد بين اثنين إلا أفسد بينهما.

والمراد بالتناجش ـ هنا ـ: المعنى العام للمناجشة، وهو المخادعة. قال ابن رجب: «ويحتمل أن يفسر التناجش المنهي عنه في هذا الحديث بما هو أعم من ذلك؛ فإن أصل النجش في اللغة: إثارة الشيء بالمكر والحيلة والمخادعة، فيكون المعنى: لا تتخادعوا، ولا يعامل بعضكم بعضاً بالمكر والاحتيال، وإنما يراد بالمكر والمخادعة إيصال الأذى إلى المسلم: إما بطريق الأصالة، وإما باجتلاب نفعه بذلك، ويلزم منه وصول الضرر إليه، ودخوله عليه، وقد قال ـ عز وجل ـ: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِهِ} [فاطر: ٤٣] . وفي حديث ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار» (٣) .

وما أحسن قول أبي العتاهية:

ليس دنيا إلا بدين وليس الدين إلا مكارم الأخلاقِ

إنما المكر والخديعة في النارِ هُما من خصال أهل النفاقِ

«وإنما يجوز المكر بمن يجوز إدخال الأذى عليه، وهم الكفار المحاربون، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الحرب خدعة» (٤) .

والتباغض: نوع منه منهي عنه، وهو ما كان في غير ذات الله، أي ما خرج عن المعنى الصحيح للولاء والبراء المأمور به شرعاً.

قال الحافظ ابن رجب: وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ولا تباغضوا» : نهى المسلمين عن التباغض بينهم في غير الله، بل على أهواء النفوس؛ فإن المسلمين جعلهم الله إخوة، والإخوة يتحابون بينهم، ولا يتباغضون ... وقد حرم الله على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء، كما قال: {إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة: ٩١] ..» (١) .

ويدخل في ذلك كل ما في معناه، كالغيبة، والنميمة، وإساءة الظن.. إلى آخر ما من شأنه إفساد ذات البين. خرَّج الإمام أحمد (٢) ، وغيره، من حديث أسماء بنت يزيد ـ رضي الله عنها ـ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «ألا أنبئكم بشراركم؟» قالوا: بلى يا رسول الله! قال: المشَّاؤون بالنميمة، المفرِّقون بين الأحبة، الباغون للبُرآء العنت» (٣) » اهـ (٤) .

وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه بمثل هذه الأدواء يكون ذهاب الأمم، وسقوط الممالك، وتفكك الجماعات، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «سيصيب أمتي داء الأمم» قالوا: يا نبي الله! وما داء الأمم؟ قال: «الأشَر والبطَر، والتكاثر والتنافس في الدنيا، والتباغض، والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج» (٥) .

والتدابر: هو التقاطع، أو هو أثره أو بعض أثره، وقد يكون مقدمة له. قال أبو عبيد: «التدابر: المصارمة والهجران، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره، ويُعرض عنه بوجهه، وهو التقاطع» (٦) .

والنهي عن التدابر موجَّه إلى الجمع كما هو موجَّه إلى الفرد، فلا ينبغي للجماعة المسلمة أن تهجر جماعة أخرى من أهل السنة، وإن اختلفت معها، والتجاهل والقطيعة والخصام كل ذلك داخل في معنى التدابر.

وخرَّج مسلم من حديث أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله « (٧) .

فأمر بالأُخوة ونهى عن مفسداتها.

ذلك؛ وإن سليم الصدر لقريب العَوْد، سهل بسيط، هين لين، مرجوٌّ عفوُه، جميلٌ صفحُه، صادقة مسامحته.

وهل يشاد بناؤنا المنشود إلا بهذا؟

_ خامساً: العدل والإنصاف:

ـ وهذا باب واسع يدخل في كل أمر، وعليه قامت السموات والأرض، وبه بُعِثَ الرسل وأُنزلت الكتب، ولا يصلح أمر الخلق دونه.

وحسبك أن نقول «العدل» ، وإنما ضممنا إليه «الإنصاف» تحرياً لتمام معنى ما نريد؛ فإن العدل ضد الظلم، وإن من تمام انتفاء الظلم بذل الحق وافياً غير منقوص؛ فتمام العدل يقتضي انتفاء الظلم والهضم جميعاً، وبين هذين فرق دقيق. قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: «والفرق بين الظلم والهضم: أن الظلم: المنع من الحق كله، والهضم: المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه» (٨) .

«والنَّصَفة: اسم الإنصاف، وتفسيره: أن تعطيه من نفسك النصَف، أي تعطيه من الحق كالذي تستحق لنفسك. وأنصف الرجل: أي عدل. ويقال: أنصفه من نفسه، وانتصفت أنا منه، وتناصفوا: أي أنصف بعضهم بعضاً من نفسهم» (٩) .

وحسبنا ـ في هذا المعنى ـ هنا: أن نتناوله من زاوية عدل المسلم مع مخالفيه، وإنصافهم له من نفسه، هذا على وجه العموم والإجمال، وإن أهل السنة هم أعدل الفرق في معاملة خصومهم؛ فلا جرم أن متبعيهم يكونون كذلك فيما بينهم، أو كذلك ينبغي أن يكونوا.

قال ـ تعالى ـ: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِهَا وَإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: ٥٨] . فأمر بالعدل في الحكم والفصل والقضاء.

وقال ـ تعالى ـ: {وَإذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام: ١٥٢] . فأمر بالعدل في الأقوال والشهادات والآراء.

ولما كان امتثال ذلك عند الخصومة عزيزاً نادراً؛ أفرد تلك الحالة بأمر خاص بالعدل فيها، وقرن إليه النهي عن ضده، وهو الظلم وغمط الآخر، فقال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: ٨] ، وقال: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: ٢] .

وتأمل كيف أعقب ذلك بالأمر بالتعاون على البر والتقوى؛ وفي هذا إشارة إلى أن التعاون الممدوح لا يكون إلا في أجواء من العدل والإقرار بالفضل وإنصاف المخالف.

قال الإمام ابن قيم الجوزية: «ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح، وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين» (١) .

قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ: «.. ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعُلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له الله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك» (٢) .

فشتان شتان بين النقد والنقض؛ فالنقد: بيان للخطأ ـ كما يوجبه الشرع ـ دون إهدار المحاسن، والنقض: هدم للعالم بحسناته وسيئاته!!

والناس اليوم في أحد أمرين اثنين أو يكادون:

الأول: إذا رضوا عنك تغاضوا عن أخطائك ولو كانت مثل جبل.

والثاني: إن سخطوا عليك فتشوا لك عن زلة ولو كانت قدر نملة.

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا

ورحم الله الإمام الشعبي إذ يقول: «لو أَصَبت تسعاً وتسعين، وأخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين» (٣) .

ومع الاتصاف بالعدل والإنصاف تنتفي تلك الصور في معاملة المخالف التي أومأ إليها الأئمة ليحل محلها التراحم والحرص والتماس الأعذار وتذكُّر الفضل. وليقدم إحسان الظن على الاتهام، والاعتراف بحسنات المخالف على غمطها، وليكن افتراض حسن النية هو الأصل.

روى البخاري ومسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين ذُكر لها أن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي، فقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب، ولكن نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيهودية يبكي عليها أهلها؛ فقال: «إنكم لتبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها» (٤) .

ولا يُتصور حصول وفاق بين جماعات المسلمين إلا إذا اعتقدت احتمال الخطأ في اجتهاداتها، واحتمال الصواب في اجتهادات المخالف لها من مثيلاتها.

وإذا استنكف بعضنا أن يعترف بالخطأ، وتنكر لحسنات مخالفه، وتناسى فضل ذوي الفضل، وتجاهل دور الآخر وعطاءه، ومالأه على ذلك الأتباع والأشياع؛ بات الأمل في الالتقاء على مرجعية واحدة مجرد وهم وأمنية، وبتنا منه بمفازة، أو كما قال القائل:

منىً إن تكن حقاً فهي أجمل المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا

_ يا أخا الإسلام!

إنه إذا تجذر العدل في نفوسنا، وأخذ مكانته من مناهجنا؛ أضفى أثره ـ ولا بد ـ على تقويماتنا وأحكامنا، ومن ثم قدرنا الأشياء أقدارها، وجعلناها في مواضعها وتراتيبها؛ فلا جرم كان من مظاهر ذلك ما يلي:

ـ أصل الولاء للإسلام، وهو مقدم على الولاءات الخاصة؛ فدائرته أوسع وأشمل، وما الولاءات الخاصة إلا خادمة له، فإن تكن كذلك وإلا فهي ولاءات مرفوضة؛ لأنها لا تعدو أن تكون نوعاً من الحمية {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: ٢٦] .

ـ أصل المحبة أن تكون في الله، فيُحب المرء لطاعته وإن كان ولاؤه للمخالف، ويبغض لمعصيته وإن كان ولاؤه للموافق، وفي الصحيح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان» وذكر منها: «أن يحب المرء لا يحبه إلا لله» (٥) .

وعليه فلا يكون التقديم والتقريب إلا على أساس من ميزان العدل {إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣] ، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ـ لما سئل عن أكرم الناس ـ: «أكرمهم عند الله أتقاهم» (٦) . وعلى أساس مراعاة مصلحة المؤمنين وما هو أنفع لهم، لا باعتبار الانتماءات؛ فعن يزيد بن أبي سفيان قال: قال لي أبو بكر ـ رحمه الله ـ حين بعثني إلى الشام: يا يزيد! إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالولاية، وذلك أكبر ما أخاف عليك؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من وَلِيَ من أمر المسلمين شيئاً فأمَّر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم..» الحديث (٧) .

ـ إيثار ما هو أنفع للمسلمين من الكيانات والأعمال؛ فذلك مقتضى العدل في تقويمها والموازنة بينها على أساس من مراعاة المصالح الشرعية وترجيحها على المصالح الحزبية، مهما كانت هذه الأخيرة نافعة ملتقية مع مقاصد الشارع الحكيم.

ولا ريب أن إيجاد مرجعية موحدة يلتقي عليها عموم الأمة هو أصلح وأنفع للأمة من تلك الجماعات القائمة مع بقائها متفرقة مفتتة الجهود، متعارضة التوجهات والمسارات.

_ سادساً: علو الهمة:

ـ علو الهمة هو استصغار كل ما دون القمة، وهو صدق العزم على بلوغ الغاية، وهو لزوم الرقي على كل حال.. وفي حديث سطيح: شَمِّرْ فإِنَّكَ ماضي الهمِّ شِمِّيرٌ.

أي: إذا عزمت على أمر أمضيته.

والهُمامُ: الملك العظيم الهمة. قال ابن سيده: الهمام: اسم من أسماء الملك لعظيم همته، وقيل: لأنه إذا همَّ بأمر أمضاه لا يُرد عنه بل يَنْفُذ كما أراد» (١) .

فعلو الهمة هو الطموح الباعث على الفعل، وهو صدق الإرادة، بل هو إرادة منتهى الغاية. ولذلك قيل: الهمُّ: أول الإرادة، والهمة نهايتها. فخلص لنا أن الهمة هي حقيقة الإرادة، وعلوها هو طلب أسمى ما يراد.

فلا يبرح علِيُّ الهمة صاعداً يرنو إلى القدوة ثَمَّ.. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: ٢١] . فهو وإن كان لن يبلغها إلا أنها تشده دائماً إلى هناك وتسمو به إلى فوق.

ولا يبرح عليُّ الهمة يطلب أعلى المنازل، وأسمى المراتب.. {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: ١٥٣] : «إذا سألتم الله ـ تعالى ـ فاسألوه الفردوس؛ فإنه سر الجنة (٢) » (٣) .

يعني أفضل موضع فيها وأعلاه.

ولا يبرح عليُّ الهمة يزداد بالرقي رغبة فيما هو أرقى، وبالكمال تهيؤاً لما هو أكمل.. {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: ١٧] .

وفي ذلك يتفاوت السائرون إلى الله.. كما قال ـ تعالى ـ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}

[فاطر: ٣٢] .

وليس في السير إلى الله توقف، بل إما تقدم أو تقهقر.. صعود أو هبوط، وعلو الهمة لا يدع صاحبه يتوقف أبداً، ولا يمهله أن يرضى بما دون الوصول، وذلك هو عين الوصول.. أولئك {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [آل عمران: ١٧٢] .. فـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: ٢٤] .

كذلك علو الهمة، وكذلك أهلها.

أتراهم ـ وذلك شأنهم ـ يقنعون بعمل لم يبلغوا منه غايته؟ أو يكتفون بجهد دون الوسع والاستقصاء؟ أو يرتضون إنجازاً ـ بلغ ما بلغ ـ هو دون التمكين لهذا الدين؟ أو ينحصرون في إطار حزبي ـ مهما عظم ـ هو دون أن نتحرك كأمة؟

إن علو الهمة لهو سر النفوس الوثابة، وفتيل الجهود الخلاقة، وهي المثُلُ التي لا ترتضي لأهلها مثلاً إلا من أهل الكمال.. {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الفتح: ٢٩] .

إن مرجعيتنا المنشودة مرجعية جامعة شاملة، وهي الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تحقق لنا التأهل للتمكين أو تضعنا على طريقه؛ إذ ليس لبلوغه درب سوى تكامل جامع، يسلك ملكات الأمة وعطاءاتها في نسق واحد.. {إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٩٢] .

ذلك؛ وإن علو الهمة ـ في ظلال الإيمان ـ لهو سر الطفرات الإيجابية المنضبطة، وهو الذي يصوغ النماذج الفريدة الفذة، وهو الذي يفجر كوامن الملكات والمواهب، وهو الذي ينفخ في النفوس روح التفاني والإبداع.

ألا إن جانباً من معاناتنا التربوية ـ كأفراد وكجماعات ـ يُشخص في نفسية الانبهار، ونزعة التلقي، وروح الجمود، والسكون إلى قوالب موروثة أو جاهزة، بحكم الإلف والمعايشة، وإيثاراً لسلامة موهومة، وتهيباً للتجديد والتطوير، وما هو إلا عجز مقعد، وضعف في الهمم.

_ فمن للتجديد القادم والتغيير المنشود؟

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن اللهَ يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها» (٤) .

وهذا التجديد المقصود في الحديث هو أعم من إنشاء جماعة، وأوسع من حدود قطر أو أقطار، وأشمل من تغييرات جزئية ـ بلغت ما بلغت ـ تحدثها جماعات المسلمين في حدود قدراتها ومجالات تأثيرها، وهي حدود ومجالات ـ لا ريب ـ دون التغيير الشامل المأمول.. أما التغيير الشامل المأمول؛ فدونه إعلاء الهمم إلى سقف ما نريد، والتأهل لمستوى ما ندعو إليه، وبلوغنا إلى تمثيل الإسلام جديرين بتمثيله، وأهلاً لتحمل مسؤوليته وأمانته.

وبعد: كانت تلك بعض عناصر البناء الذي نريد أن نشيد، أو قل أهم تركيبات خلاياه التي منها ينتظم الجسد الكبير.. إنها خصائص للأمة كائنات، ليست بدعاً فينا ولا مستغربات، بل هي شُعَب من الإيمان، ومفردات من الخير، تالله تفتؤ تشيع في أمة الخير كثرة أو قلة حتى آخر الزمان، غير أننا نريد لنشيعها فيها على وجه الكفاية، وعلى نحو ما تستوجبه مطالب الغاية.

فاللهم وفق سعاة الخير بناة القرون لتشييد البناء المأمول.

وصلى الله ـ تعالى ـ وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


(١) الجامع لأحكام القرآن «: (٧/٤٨٣١) ط: دار الريان ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
(٢) رواه أحمد: (٤/١٢٣، ١٢٥) ، والنسائي: (١٣٠٤) ، والترمذي: (٣٤٠٧) ، عن شداد بن أوس، بلفظ: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر.. وأسألك قلباً سليماً» .
(٣) رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة، وانظر: «مختصر مسلم» : (١٩٥٩) ، و «صحيح الجامع» : (٨٠٦٨) .
(٤) الجامع لأحكام القرآن: (٧/٤٨٣١) ط: دار الريان ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
(٥) انظر: «مدارج السالكين: (٢/٣١٨، ٣١٩) ط: دار الكتب العلمية.
(٦) رواه أحمد: (٣/١٦٦) ، وفي الفتح الرباني: (١٦/٢٣٩) ، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» : (٨٦٣) ، والزهد لابن المبارك: (ص ٢٤١) ، وعبد الرزاق: (١١/٢٨٧) ، والطبراني في «مكارم الأخلاق» : (٧٢) ، والبزار كما في «كشف الأستار» : (٢/٤٠٩) برقم (١٩٨١) والبيهقي في «الشعب» : (٥/٢٦٤ـ ٢٦٥) ، وانظر «المجمع» . وأورده المنذري في «الترغيب» وقال: «إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم» . وقال العراقي ـ في تخريج «الإحياء» : (٤/١٨٣٦) برقم (٢٩١٤) ـ: «رواه أحمد بسند صحيح على شرط الشيخين. وأعلَّه الحافظ المزي في «تحفة الأشراف» : (١/٣٩٥) ، وكذا ابن حجر في «النكت» عليها؛ إذ قال: «وقد ظهر أنه معلول» .
(٧) رواه ابن ماجه: (٤٢١٦) ، وقال في «مجمع الزوائد» : هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. ورواه البيهقي في «الشعب» : (٦٦٠٤) .
(١) التناجش: فسره كثير من أهل العلم بالنجش في البيع، وهو: أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها، إما بنفع البائع بزيادة الثمن له، أو بإضرار المشتري بتكثير الثمن عليه.
(٢) رواه أحمد: (٢/٢٧٧) و (٣٦٠) ، ومسلم في «صحيحه» : (٢٥٦٤) ، وابن ماجه: (٣٩٣٣) ، والبيهقي: (٦/٩٢) و (٨/٢٥٠) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» : (٣٩٣) .
(٣) رواه الطبراني في «الكبير» : (١٠٢٣٤) ، و «الصغير» : (٧٣٨) ، وأبو نعيم في «الحلية» : (٤/١٨٨ـ ١٨٩) ، وصححه ابن حبان: (٥٥٥٩) ، جامع العلوم والحكم: (٢/٢٦٤) ط: مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤١٧هـ ـ ١٩٩٧م.
(٤) المصدر السابق: (٢/٢٦٥) ط: مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤١٧هـ ـ ١٩٩٧م.
(١) المصدر السابق: (٢/٢٦٥) ط: مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤١٧هـ ـ ١٩٩٧م.
(٢) رواه أحمد: (٦/٤٥٩) ، والطبراني في «الكبير» : (٢٤/٤٢٣، ٤٢٥) ، وفيه شهر بن حوشب، فيه ضعف، وبعضهم صحح حديثه.
(٣) قال ابن الأثير: العنت: المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والخطأ والزنا، وكل ذلك قد جاء، وأطلق العنت عليه، والحديث يحتمل كلها. ا. هـ.
(٤) بقليل من التصرف «المصدر السابق» : (٢/٢٦٥، ٢٦٦) ط: مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤١٧هـ ـ ١٩٩٧م.
(٥) رواه الحاكم: (٤/١٦٨) وصححه، ووافقه الذهبي، وقال العراقي: إسناده جيد، وانظر «هامش الإحياء» : (٣/١٨٧) .
(٦) غريب الحديث: (٢/١٠) .
(٧) مسلم: (٢٥٦٣) عن أنس، (٢٥٦٣) عن أبي هريرة.
(٨) الجامع لأحكام القرآن: (٦/٤٢٨٩) ط: دار الريان، القاهرة، بدون تاريخ.
(٩) باختصار من لسان العرب حرف (الفاء) مادة: (نصف) : (٩/٣٣٢، ٣٣٣) .
(١) إعلام الموقعين: (٣/٢٨٣) مراجعة: طه عبد الرؤوف، ط: دار الجيل ـ بيروت ١٩٧٣م.
(٢) سير أعلام النبلاء: (٥/٢٧٩) ط: مؤسسة الرسالة، بيروت ١٤١٧هـ، ١٩٩٦م.
(٣) حلية الأولياء: (٤/٣٢٠ـ٣٢١) لأبي نعيم، إعداد السعيد بن بسيوني، ط: دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(٤) رواه الإمام مالك في «الموطأ» في كتاب الجنائز ـ باب (١٢) : ١/٢٣٤، والبخاري في كتاب «الجنائز» ـ باب (٣١) انظر: فتح الباري: ٣/١٥٢، ومسلم في كتاب «الجنائز» ـ باب (٩) : ٢/ ٦٤٢.
(٥) رواه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وانظر «صحيح الجامع» : (٣٠٤٤) .
(٦) رواه البخاري كتاب «الأنبياء» ـ باب (٨) ، ومسلم كتاب «الفضائل» ، ح (١٦٨) .
(٧) رواه أحمد: (٢١) في الإمارة، وأورده الهيثمي في «المجمع» : (٩١٧٥) وقال: وفيه رجل لم يُسمَّ.
(١) «لسان العرب» : (١٢/٦٢١) حرف «الميم» مادة: همم.
(٢) «السر» جوف كل شيء ولبه وخالصه.
(٣) رواه الطبراني عن العرباض، وانظر: «مجمع الزوائد» : (١٠/١٧١) و (٣٩٨) و «فيض القدير» ، و «صحيح الجامع» : (٥٩٢) .