للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السفينة]

محمود العمراني

هتف الربان في أهل السفينَةْ:

من أراد الماء فليصعدْ

إلى الأعلى..

ولا يركب جنونَهْ!

إن هذا البحر لا يرحمُ

شيخاً.. أو ظعينَةْ..!

ها أنا أنذرتكم

كل مشينَةْ..

فاحذروا أن تخرقوا خرقاً

دقيقاً أو جليلاً..

أو فموتوا في الدجى غرقى

ولن تلقوا خليلاً..!

كلُّها بضعة أيَّامٍ ونرسو..

فاصبروا صبراً جميلاً..

* * * * *

ها هي الفلك بعرض البحر تجري

وتشقّ الموج في أمنٍ ويسرِ..

وعلى زاويةٍ منها التقى

زيدٌ بعمرِو..

قال زيدٌ: عمرُو.. هل تكتم سري؟!

- ما لديك..؟!

- إنني يا صاحبي قد ضاق صدري!

كلما احتجت إلى الماء اشتكى الآلامَ ظهري..!

- ثمَّ ماذا..؟!

- إنني أقصد أن نخرق خرقاً ...

- وإذن نصبح غرقى.. أوَ لم تسمع

إلى ما قال ربان السفينة..؟!

- آهِ.. ربان السفينة..!

كيف بالله سيدري؟!

- يا صديقي..

إنني أنذرك الموت..

ولن تحظى هنا حتى بقبرِ..!!

ادّخر نصحك يا هذا..

وصن في القلب سري..!

* * * * *

فتح الربان عينيه على ماء

عظيمٍ يتدفقْ..

وصراخ يتعالى..

كلنا اليوم سنغرقْ..!

كلنا اليوم سنغرقْ..!

صرخ الربان:

لا تستسلموا حتماً

سننجو..

أخرجوا الماء ولا تستسلِ ... (يشرقْ!!)

ومضتْ بضع دقائقْ..

بعدها عَمَّ سكون الموتِ

في البحر

وأطبق!!