للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صفحات من التنصير في كردستان العراق]

جابان الكردي

لا يتورع الغرب عن استخدام كافة الأسلحة واستغلالها لتحقيق أهدافه والحصول على أعلى المكاسب المادية الاستراتيجية البعيدة المدى، بما في ذلك استغلال المشاعر الدينية لدى النصارى في المناطق التي يعيشون فيها كأقلية وخاصة في الشرق الإسلامي؛ بحيث كلما ذُكر التنصير والمنصرون جاء إلى ذهن الشرقي المسلم الاستعمار والغرب. والضحية كانت المشرقيين وخاصة النصارى الذين أصبحوا أداة بيد الغرب سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا، وخير شاهد كما يروي لنا التاريخ هو كيفية تعاون النصارى مع الصليبيين إبان الحروب الصليبية، وفي عصرنا نلحظ دورهم في الجنوب اللبناني، وتعاونهم مع الصهاينه المحتلين.

بدأ التبشير في المشرق الإسلامي منذ قرون عديدة؛ وذلك بأساليب مباشرة أو غير مباشرة، مع ظهور الغرب باعتباره قوة على الساحة الدولية، وكانت الطلائع من المنصرين الذين شكلوا بدورهم رأس الحربة للقوات الغربية الغازية. فبدءاً من الكشوفات البرتغالية في القرن الخامس عشر الميلادي ووصولهم إلى رأس الرجاء الصالح وانتهائهم إلى الهند، كانت العملية استعمارية تماماً؛ فقد اكتشفوا أن تحصينات المسلمين كانت ضعيفة يسهل اختراقها، وصحت ظنونهم وفازوا بما أرادوا بعد ذلك. وفي الوقت نفسه انقسمت أوروبا على نفسها بين (الكاثوليكية) و (البروتستانتية) ، وانعكس ذلك على الشرق بعد ذلك بفترة؛ بحيث أفضت الصراعات إلى تدخلات أجنبية في العراق بالذات بين فرنسا الكاثوليكية وبريطانيا الإنجليكانية، وكل منهم يحلم بحشد أكثر الجماعات النصرانية تحت لوائه، ترقباً لانهيار الخلافة العثمانية، لذلك أكثروا من النشاط التنصيري.

بدأ المنصرون البروتستانت الإنجليز يظهرون في العراق منذ أوائل القرن التاسع عشر وبالذات عام ١٨٢٩م، وأولهم (غروفر Grover، وبعد ذلك (صمويل) ترافقه البواخر الحربية والقوات المسلحة البريطانية، والتي كانت تهدف إلى فرض السيطرة على طريق العراق المؤدي إلى الشرق الأقصى بالقوة. قال الوكيل السياسي البريطاني في الشام (باركر Barkar) في أوائل القرن التاسع عشر: إن تسهيل المواصلات بين الشرق والغرب عبر الشام، ووضع هذه المواصلات في أيدي الأوربيين تسهيلاً لنشر المسيحية في المشرقيين الأوسط والأقصى أمر ملح. فأيدت جماعات تبشيرية غربية كثيرة هذا التوجه منها جماعة (سان سيمون) .

لعدم قدرة المبشرين البريطانيين على مواجهة منافسيهم الفرنسيين فقد رحبوا بالمنصرين الأمريكيين البروتستانت، وكان هدفهم تحويل نصارى العراق، وخاصة كردستان من المذهب الكاثوليكي إلى المذهب البروتستانتي، بالإضافة إلى محاولة تنصير المسلمين. تمت هذه البعثة تحت إشراف (كرانت Grant) ؛ والذي كان أول منصر يدخل إلى كردستان رسمياً (١) . وكان (كرانت) يعتقد أن تحويل نصارى العراق وخاصة النساطرة عن مذهبهم إلى المذهب البروتستانتي يعتبر خطوة مكملة لمجهودات البعثات التنصيرية الأمريكية في تحويل نساطرة إيران إلى البروتستانتية. وإذا ما نجحت هذه الخطة فإنهم بذلك يحرزون انتصاراً على الجهات الكاثوليكية التي تبذل جهداً مضاعفاً لتحويل هذه الجماعات المسيحية إلى المذهب الكاثوليكي.

نجح كرانت Grant في استمالة النساطرة إلى الغرب، وبدؤوا بتوجيه الاتهامات والإهانات إلى العثمانيين والكرد الذين كانوا أمراء المنطقة، بعد أن كانوا يعيشون مع الكرد مسالمين.

بدأت المشكلات، وثار النصارى ومن ورائهم المنصرون، خاصة عندما لبى (مار شمعون) بطريرك النساطرة النداء معتمداً على العطف الأوروبي وتشجيعات (كرانت Grant) ، فكانت النتيجة مأساة للنصارى وتدخلاً أقوى للغرب في المنطقة بحجة حماية النصارى؛ ففرنسا حملت راية الدفاع عن الكاثوليك، أما بريطانيا فادعت حماية البروتستانت، فما زادت المنطقة إلا بلبلة وآلاماً (١) .

- الموقف العدائي التنصيري ضد الثورات الكردية التحررية:

لا يخفى على الباحث الحصيف دور المنصرين في دعم الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة في كردستان لكي يحصلوا على فرص التنصير، فحدث أن وصلت الثورات الكردية مراحل متقدمة، وكانت قاب قوسين أو أدنى للوصول إلى تحقيق شيء من الحرية لولا المؤامرات المدبرة والمكايد من كل جانب وخاصة الغرب النصراني. وليس كلامنا هذا من قبيل التحامل أو عدم الإنصاف، بل حدث في تاريخنا الطويل المليء بالمآسي والأحزان، مرات ومرات، أن الأكراد كانوا ضحية هؤلاء المتآمرين، ونحن لا نذكر أسباب النكسات، بل نشير إلى أيدي خفية وراءها. على سبيل المثال نأخذ تجربة الشيخ عبيد الله النهري ـ رحمه الله ـ الذي حاول أن يعيد الحق إلى أصحابه بوسائل شرعية ومشروعة، فيروي لنا محمد أمين زكي الرواية هكذا: «وكان من أسباب هزيمة الشيخ عبيد الله النهري سنة ١٨٨١م أن بعثة التنصير الأمريكية لعبت دوراً مهماً في هزيمته (الشيخ عبيد الله النهري) . فكان للدكتور كوشران رئيس البعثة نفوذ كبير عند الشيخ، وعندما هدد الشيخ المجتمعات النصرانية (٢) في أورمية أنقذتهم البعثة (التنصيرية) فقد عرفت البعثة الشيخ، وكانت تعالج زوجته. كانت البعثة تعرف أن القوات الفارسية في طريقها إليه، وأقنعته أن يؤخر زحفه لعدة أيام حتى وصلت هذه القوات، حينها هرب أتباعه إلى المنطقة التركية، واندحر هو، ونقل إلى مكة منفياً حيث مات هناك» (٣) . وهنا تنتهي رواية المؤرخ الكردي المعاصر تقريباً لأحداث الثورة، ولا شك أن هذه الحادثة مظهر من مظاهر التآمر النصراني على الشعوب الإسلامية وخاصة الشعب الكردي.

وإذا اعتقدنا أن الدين في الغرب منفصل عن السياسة فنحن واهمون؛ فعلى سبيل المثال: كان رئيس قوات التحالف الدولي عام ١٩٩٥م في زاخو امرأة أمريكية؛ حيث قادت قوات أحد الأحزاب الكردية وشجعته في مدينة أربيل ضد حزب آخر (٤) . وهذه المرأة أخت لأكبر منصر وماسوني أمريكي اسمه (دوكلاس) Douglas وهو غني عن التعريف في كردستان (٥) . فقد قال في محاضراته التي قدمها أنه رأى بأم عينيه وتجول في أراضي كردستان بمساعدة أخته شبراً شبراً. وليس معنى التجوال السياحة أو البحث عن الاستجمام في جبالها وسهولها، بل كان الهدف وما يزال هو تنصير الشعب الكردي، إذ التنصير حلقة من حلقات الزحف الغربي على العالم الشرقي الإسلامي وبخاصة على الشعب الكردي المسلم، وفي الوثائق أدلة واضحة على ما نذهب إليه سنأتي على ذكرها وترك القارئ الكريم أن يصل إلى الحقائق بنفسه مع تعليق وجيز منا.

الوثيقة رقم (١)

المنظمة العالمية عن حقوق الإنسان Haklarini Savunma

ريكخراوي جيهاني بوداكوكي كردن لة مافي مروف aslarasi Insan Orgutu

INTERNATIONAL ORGANIZATION FOR THE DEFENCE OF HUMAN RIGHT

إلى/ الرأي العام وكافة وسائل الإعلام

م/ استنكار

ليس بخاف على أحد إذا قلنا إننا نعيش اليوم في كردستان في ظل ظروف صعبة ومعقدة بسبب الاقتتال الداخلي وعواقبه الوخيمة، وكذلك الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها المواطن؛ إلى جانب الأوضاع السياسية المعقدة وغير المستقرة في المنطقة عموماً، وهذه الظروف تهدد بكوارث اجتماعية ونتائج غير محمودة العواقب. وعليه فإن الحاجة تدعو إلى بذل كل الجهود من أجل السلام والتعاون ورص الصفوف بالوحدة والتآخي بين كافة أبناء كردستان من كافة التلاوين (الاتجاهات) القومية والدينية لمواجهة هذه الظروف الصعبة وتخفيف آثارها قدر المستطاع. ولكن ما يدعو للأسف أن نلاحظ هنا وهناك بعض التصرفات والتصريحات التي تدعو إلى التفرقة والإساءة إلى مشاعر الآخرين، ولقد نسجت خطبة (ملاَّ بشير) التي ألقاها بتاريخ ٥/١/١٩٩٦م وتم بثها من قِبَل بعض القنوات الإعلامية على هذا الموال؛ حيث كان فيها إساءة واضحة إلى مشاعر (الإخوة النصارى) ونحن إذ نستنكر مثل هذه الأحاديث التى لا تخدم أحداً ولا تخدم الإسلام ولا المنطقة عموماً، والتي لا تنسجم وروح الحوار القائم بين المسيحية والإسلام منذ عهد نجران عام (٤) للهجرة بين النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وبين مرجعية النصارة في حينه والمستمر إلى يومنا هذا. فإننا ندعو إلى العمل على توطيد الروابط وبث مشاعر الأخوة والإنسانية بين المسلمين والمسيحيين الذين يتعايشون معاً في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، وشاركوا بعضهم البعض السراء والضراء ولقد كان الأجدر بالخطيب أن يدعو إلى السلام وإلى تعميق روح التآخي والمصير المشترك، ويدعو للتقارب بين أبناء هاتين الديانتين السماويتين، وأن يتحدث عن الآيات الكريمة العديدة في القرآن الكريم والتي تدعو للتآخي والتقارب. ونحن كمنتظمة تعني بحقوق الإنسان إذ نستنكر ثانية مثل هذه الإساءة إلى مشاعر الإخوة النصارى فإننا ندعو كافة الجهات للوقوف بحزم أمام كافة محاولات التفرقة والإساءة إلى مشاعر الآخرين والتي لا تخدم سوى مصالح أعداء الإخوة في الإقليم.

المنظمة العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان

الأمانة العامة ١٥/١/١٩٩٦م

عنوان الأمانة العامة ص. ب: ٩١٧

أربيل ـ مركز المدينة ت: ٠٠٨٧٣٦٨٢٦٢٢٧٥٧

فاكس: ٠٠٨٧٣٦٨٢٦٢٢٧٥٣

التعليق:

تعليقنا على هذه الوثيقة: أولاً: أن هؤلاء لا يجيدون اللغة العربية، وأن كثرة أخطائهم اللغوية دليل على ذلك، والكلمات التي تحتها الخط وغيرها أمثلة على ذلك. ثانياً: أنا كنت شخصياً شاهداً على القضية، وأعرف شخص الخطيب وهو الشيخ الأستاذ بشير حفظه الله. فقد ألقى خطبة بمناسبة رأس السنة الجديدة عام ١٩٩٦م بعد نقل القنوات التلفزيونية المحلية لمراسم القداس داخل الكنائس العراقية وهم يهللون باسم الرب يسوع وابن الله أو ابن الرب الذي دأب القرآن على تكذيبهم في ادعائهم. فقام الرجل بإلقاء خطبة ليبين للناس حقيقة الأمر، فقال: إن المسيح ليس ابن الله، وليس هو الله، بل هو رسول من عند الله. هذا كل ما قاله الرجل ولم يرد من وراء ذلك إلا وجه الله سبحانه وتعالى، وهو شخص معروف في الأوساط الكردية بنزاهته وصدقه. والشريط المسجل متوفر في كردستان لمن يريد أن يستمع إليه. فقامت القيامة على الرجل، وأثارت المنظمات التنصيرية حفيظة العلمانيين لإشعال الفتن بين الناس. والمنظمة المعنية بحقوق الإنسان في كردستان ليست إلا وجهاً من وجوه التغريب والانحراف، وتتستر وراء هذا الاسم. فنتساءل: لماذا لم يدافعوا عن مشاعر المسلمين وهم السواد الأعظم عندما نقلت القنوات التلفزيونية قداس النصارى وهم يرتلون ويدعون المسبح ابنَ الله والرب، وهم حثالة في المنطقة؟ هل لهؤلاء النصارى شعور والمسلمون بغير شعور؟ أم هو النية المبيتة والمكر والخبث ضد الإسلام والأكراد باسم حقوق الإنسان؟ وأين الأخوة التي يدعون إليها؟ فلماذا سكتوا عندما شتم دوكلاس في قاعة ميديا في أربيل ربيع عام ١٩٦٦م، وهو يشتم الرسول والإسلام (١) ؟ فما بال هؤلاء القوم إذا وقف شخص وقال كلمة حق انكبوا عليه وانهالوا عليه من كل جانب، باسم الحرية والأخوة؟ جدير بالذكر أن معظم المنظمات الغربية العاملة، إن لم نقل كلها، بما فيها منظمة الأمم المتحدة يفضلون التمركز في محلة عنكاوة النصرانية على أماكن أخرى في مدينة أربيل.

والدعوة إلى التقارب بين الأديان التي جاء ذكرها فكرة ماسونية تروجها الأوساط الضعيفة والمشبوهة والمنهزمة أمام الزحف الغربي، والله ـ سبحانه وتعالى ـ قد أمرنا أن نسالمهم وأن نعايشهم بالمعروف. أما الدعوة إلى التقارب فعقيمة وباطلة، وقول الله قاطع دابر كل ضعيف ومكابر: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: ١٢٠] فلا فائدة من وراء ذلك، والقول باحترام مشاعر النصارى ليس بأمر جديد؛ فنحن نسمع ونسمح لهم منذ ١٤٠٠ سنة وهم يرددون: (المسيح هو الله، وابن الله) ، وبالرغم من ذلك فلم يسئ إليهم أحد ما داموا لا يروِّجون دعوتهم، ولا يجهرون بها بين المسلمين كما يفعل المسلمون الآن بدلاً عنهم بنقل مراسمهم وطقوسهم على شاشات التلفزيون.

الوثيقة (٢)

رئاسة أسقفية أربيل الكلدانية

أربيل ـ عنكاوة

التاريخ: ٥/١٢/١٩٩٥م الثلاثاء

إيضاح

سلام أخوي من الرب

منذ مئات السنين ونحن نعيش في هذه المنطقة جنباً إلى جنب مع إخوتنا المسلمين الأعزاء، ولم تحدث بيننا مشكلات أو نزاعات دينية أو طائفية بل كنا ولا نزال وسنستمر نعيش كإخوة في منطقة واحدة لكي تزدهر إيمانياً وثقافياً واجتماعياً رغم كل المحاولات التي تريد زرع المشاكل بيننا. إننا جميعاً أبناء إبراهيم أبي المؤمنين، نؤمن بإله واحد القادر على كل شيء، نؤمن بحياة أبدية وبقيامة الموتى. لذا نؤكد لإخوتنا المسلمين الأعزاء بأن الكنائس المحلية لا علاقة لها مطلقاً بتوزيع النشرات الدينية في الشوارع والمحلات والدوائر الرسمية؛ إذ إننا لم ولن نقوم بمثل تلك الأعمال، ونريد أن نعلن لإخوتنا المسلمين بأننا في مؤتمراتنا الكنسية ندعو دائماً إلى الحوار الأخوي بين النصارى والمسلمين، وإلى التعاون للعمل ضد الإلحاد والتفرقة الدينية.

عاشت الأخوة الإسلامية ـ النصارى في كل مكان. والله هو الموفق، وعليه اتكالنا دائماً. وبعد هذا الإيضاح القصير الذي كان لا بد منه في هذه الظروف، تقبلوا فائق تقديرنا واحترامنا راجين منه ـ تعالى ـ أن يكون في عون كل المخلصين والعاملين من أجل التآخي والمحبة والسلام. أدامكم الرب.

أخوكم ومحبكم

حنا مرخو

رئيس أساقفة أربيل وتوابعها عن الكلدان

تعليق:

النصارى في محلة عنكاوة يصاهرون روحياً المنظمات الغربية العاملة في كردستان والتي يتمركزون فيها، وهم يقدمون للنصارى كل الدعم مادياً ومعنوياً؛ فبالرغم من الحصار الظالم من الأمم المتحدة والحكومة العراقية لم يواجه النصارى خاصة في عنكاوة صعوبة العيش وقسوته كما عانى الاكراد، بسبب المساعدات السخية التي يحصلون عليها من الغرب.

قلنا إن المنظمات استقرت في عنكاوة منذ دخولها كردستان، ومن ضمنها منظمة تنصيرية ماسونية اسمها: خدمات تنمية الشرق الأوسط MEDS Middle East Development Services، يقودها شخص بريطاني ولد في مصر وهو يجيد اللغة العربية (وخاصة اللهجة المصرية) وتساعده زوجته كريستينا (التي غيرت اسمها إلى الكردية كويستان) . وبقية أعضاء المنظمة هم من الأقباط المصريين الذين يحقدون على كل ما هو إسلامي، ومعظمهم عاش في العراق إبان أيام الخير، فيبدو أن الحسد قد دب في عروقهم لما كان يعيش العراقي في نعيم. إن هؤلاء ينتمون إلى الكنيسة البروتستانتية الأنجليكانية، الذين يرون أن هداية الكاثوليك النصارى (وأهل عنكاوة على هذا المذهب) واجب ديني، فحاولوا التقرب إلى رؤوس الكنائس، ويبدو أنهم أخفقوا في ذلك، بل حاربوهم أيضاً؛ فلذلك سلكوا طريقاً آخر وهو جر بعض شباب الكاثوليك إلى مذهبهم، ولم يحالفهم الحظ كثيراً؛ فقد شك نصارى عنكاوة في نياتهم، وبدؤوا يشتكون إلى المقامات العالية في الخارج، ولذا أرادت هذه المنظمة أن تعكر صفوهم، والأمر سهل للغاية، فقد كان إسكندر يدرِّس في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة صلاح الدين، وكان بين الطلاب طالب نصراني طيب القلب انخدع بوعوده، فانتمى إلى كنيسة الله الجديدة كما يسمونها. ومن عادات هذه المنظمة إقامة الحفلات، وتصنُّع المناسبات لذلك، وأخذ الصور (١) ، وذات مرة أخذوا الصور إلى استوديوهات عنكاوة لتحميضها، لا سيما أن أهلها يعرف بعضهم بعضاً جيداً، فإذا بالمصور يأخذ الصورة إلى الكنيسة بغية تدارك القضية وهي ارتداد كاثوليكي إلى بروتستانتي، وعندما علمت الكنيسة بذلك أخذوا الشاب ومعه أخته وأهانوهما وحلقوا رأسيهما، ودبروا لهما مقلباً أودى بهما إلى السجن لفترة تأديباً لهم وزجراً. كان هدف المنظمة إثارة البلبلة بين النصارى والتوغل بينهم من خلال سياسة فرق تسد، ثم إن هذه المنظمة تبشر علناً بموافقة حكومة الإقليم، ولها محطة إذاعية تبث برامجها التنصيرية في منتصف كل ليلة. ولهذا عندما لم يجدوا ضالتهم بين أهل عنكاوة، وبعد إخفاقهم في استدراج بعض شبابها وبعدما حدث طردوهم من عنكاوة، ذهبوا إلى خارجها ولو لفترة مؤقتة، ومع ذلك لم يسكتوا، بل وجهوا رسائل إلى شخصيات عالمية نصرانية للتدخل سنذكرها فيما بعد إن شاء الله. ولهذا اضطرت كنيسة عنكاوة أن تظهر للنصارى الكاثوليك والمسلمين أن لا علاقة بينها وبين المنشورات وعمليات التنصير التي تدار في كردستان وخاصة المنظمات التنصيرية. بل هناك مجموعة من وراء (الكواليس) تريد تعكير الصفو، وشق الصفوف، ولهذا أصدر رئيس أساقفة الكلدان مرسوماً كنسياً يبرئ ذمته من هذه الأعمال، وهو يدرك أن هذه الدعوات لا تخدم النصارى ولا علاقتهم مع المسلمين.

الوثيقة (٣)

مدير منظمة رعاية وإغاثة الأكراد

الكنيسة الأسقفية

لويس فيلي/ كينتاكي الولايات المتحدة الأمريكية

رحمة واسعة من الكنيسة الأسقفية

إلى/ المطران عبد الأحد يعقوب (السليمانية)

المطران حنا فلو (دهوك)

المطران حنا مرخو (أربيل)

الخوري فيليب (دهوك)

الأخ غالب بطرس (C.F.T.K. دهوك)

الأخ إيليا يعقوب (C.F.T.K.دهوك)

أصدقائي الأعزاء المحترمون

سلام ونعمة من الله أبينا وربنا يسوع المسيح ـ السليمانية.

يرجى الإصغاء إليّ بانتباه الآن. أنا أسمع وبصورة مستمرة كلاماً فيه نميمة وافتراء وأنصاف حقائق محرفة و ... إلخ من الكلدان والآشوريين في شمال العراق ضد الأخ يوسف والأخ أندريه نوريو. إن القس يوسف متى، وأنا لا نعمل معاً، ولكنه صديقي، وأنا أبدي احتراماً لعمله بالرغم من وجود اختلاف كبير بين عمله وعملي. أما الأخ أندريه نوريو يعمل معي لكنه لديه الحرية الكاملة للقيام بعمله في دهوك كما يأمره الروح القدس.

يقول (ربنا يسوع المسيح) !: (أوصيكم بأن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أحبوا أنتم أيضاً بعضكم بعضاً بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي إذا أحببتم بعضكم بعضاً: يوحنا ١٣/٣٤ ـ ٣٥) . وقال المسيح أيضا: (هذه وصيتي: أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم. ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه عن أحبائه، فإن عملتم بما أوصيكم به كنتم أحبائي: يوحنا: ١٥/ ١٣ ـ ١٤) .

إني أسمع دائماً عن تقارير مطران الكلدان حنا فلو (دهوك) والمطران حنا مرخو (أربيل) والخوري الآشوري فيليب (دهوك) تتضمن كلمات سيئة أو انصاف حقائق محرفة ضد القس يوسف متى والأخ أندريه نوريو وكذلك ضد كل المسيحيين الأجانب الذين يعملون في شمال العراق.

إني التزمت الصمت لمدة ثلاث سنوات ونصف، ولكن إذا استمر المطارنة والقسس من الكلدان والآشوريين في مضايقة المسيحيين الآخرين العاملين هنا (١) ، عندئذ سوف أقوم بكتابة تقرير واضح إلى البابا يوحنا بولص الثاني في الفاتيكان وإلى البطريك مار دنخا الرابع في شيكاغو، وكذلك إلى الرئيس الأمريكي بيل كلنتون وإلى النائب ايل كور وإلى الوزير الخارجية وارن كريستوفر وإلى سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مادلين أولبرايت. أقدم شكوى ضد الكلدان والآشوريين عن أحاديثهم وافتراءاتهم وعن عدائهم الذي يحدث هنا. وكذلك أوصي بإيقاف كافة المساعدات الغذائية والكتب والتجهيزات الأخرى عن الكلدان والآشوريين العراقيين.

أرجو أن تعلموا بأن C.F.T.K لا ترغب بجعل أي من الكلدان والآشوريين بروتستنتياً، نحن نأمل ونريد أن يبقى جميع الآشوريين والكلدان في الكنيسة الآشورية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وأن يحبوا المسيح من كل قلبهم وذهنهم وروحهم، ويزداد إيمانهم بقوة روح القدس الإله بالمسيح ربنا: (مرقس ١١/٢٩ ـ ٣١، لوقا ١١/٩ ـ ١٣، يوحنا ٣/١ ـ ٢١) . آمين.

على كل حال فإنه إذا رغب أي نصراني عراقي، على سبيل المثال، أن يترك الكنيسة الآشورية أو الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية كما يرشدهم الروح القدس للانضمام إلى الكنيسة الأرثوذكسية أو الإنجيلية أو البروتستنتية ... إلخ فهذا اختيارهم الحر وحقهم الممنوح من الله، ولا يحق لأحد أن يقوم بمضايقتهم أو التميز بينهم.

لكن الافتراء والنميمة أو أنصاف الحقائق المحرفة هي إثم عظيم ضد الله والإنسان. وسوف يدين الله الناس الأشرار على أقوالهم السيئة (القساوة، الخبث والإثم) ، اقرأ بطرس: ٤/١٧، يعقوب: ٣/١ ـ ١٢، متى: ١٢/ ٣١ ـ ٣٧.

الندامة:

يقول ربنا يسوع المسيح: إن خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها وهي تتبعني، وأنا أهب لها الحياة الأبدية، فلا تهلك أبداً، ولا يختطفها أحد من يدي (يوحنا: ١٠/٢٧ ـ ٢٨) . وهكذا فالمشكلة ليست إلى أية طائفة كنسية ينتمي شخص ما أو يعمل، لكن هل الأشخاص (المسيحيين) يتبعون السيد المسيح حقاً وينفذون كلامه بقوة روح القدس، آمين.

قدمت بفائق الاحترام مع المحبة بالمسيح.

أخوكم الأصغر وليم براون

مدير منظمة رعاية وإغاثة الأكراد

الكنيسة الأسقفية ـ الولايات المتحدة الأمريكية

نسخة إلى:

ملف C.F.T.K.

الأخ أندريه نوريو ـ دهوك.

القس يوسف متى ـ دهوك.

تعليق:

هذه الوثيقة تزيح الستار عما خفي ولم يظهر للعيان. لقد ذكرنا أن النصارى في عنكاوة خاصة وفي كردستان العراق عموماً لا يحبذون وجود منظمات تنصيرية بروتستانتية في المنطقة، والمسألة بسيطة هي الصراع على النفوذ، والاستحواذ عليها؛ فالكل يريد أن يجمع حوله أكبر عدد ممكن من الناس. والمنظمات لا تخفى عليها ذلك، ولهذا حاولوا الدخول من الشباك وليس من الباب، ومع ذلك لم ينجحوا إلا نادراً، مع ما قدمت لهم من مساعدات؛ فالمعروف أن كل النصارى ـ خاصة أهل عنكاوة ـ يملكون بطاقات تموينية يحصلون بموجبها على المساعدات والإعانات الشهرية من الأغذية والمال.... من المنظمات الغربية وخاصة التنصيرية. بالرغم من ذلك لم ترضَ الكنائس المحلية بالتنصير بينهم، وعندما علموا أن المنظمات التنصيرية تحوم حول الشباب وتحاول جرهم إلى مذهب البروتستانت، تصدت لهم الكنائس المحلية بكل الوسائل مما أغضب تلك المنظمات حتى لم تعد تطق ذلك وتصبر، فهددوا من خلال الرئيس الأمريكي والبابا والوزراء واليهودية مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقه وسفيرتها في الأمم المتحدة سابقاً. وهذا أمر خطير ونذير شؤم للنصارى في كردستان، بمعنى: إن لم تسمحوا لنا بالعمل؛ فالويل لكم. الكلام في الوثيقة دال على الوعيد أكثر من الشكوى أو الرجاء، وقلنا إن التنصير ليس إلا مظهراً من مظاهر التغريب والزحف النصراني على العالم الإسلامي، وأنهم يخرجون في أوكار المخابرات والدسائس الغربية، والدليل ما جاء في الرسالة من أسماء وشخصيات تحكم العالم. فماذا يعني أن منظمة تنصيرية تهدد كافة الكنائس في كردستان لسبب بسيط أنهم لا يرضون عن منهجهم، ولا يشجعون الناس على المضي قُدُماً لتنفيذ مخططاتهم. وإن نصارى كردستان على وعي بما يجري وراء الكواليس ويبدو أنهم يفضلون السكوت.

والدفاع عن بعض الأشخاص مثل يوسف متى ليس من باب الإنصاف؛ فهذا الرجل من نصارى الموصل يعمل قسيساً في دهوك وصديق لدوكلاس وجماعته، وقريب منه، وتردد على ألسنة الناس أن يوسف متى كان ضابطاً ضمن الجيش العراقي إبان عمليات الأنفال السيئة الصيت في كردستان، وقد ذُكر أنه استحوذ على مبالغ طائلة مقابل ما يدعو إليه من أفكار الكنيسة البروتستانتية في كردستان العراق.

- المنظمات التنصيرية ونشاطها في كردستان العراق:

منظمة إغاثة ضحايا الحروب الأهلية: Emergency life support for civilian war victims. أنشئت في بدايات سنة ١٩٩٥م في مدينة ميلانو milano الإيطالية من قِبَل مجموعة من عناصر وأعضاء سابقين في (الصليب الأحمر) الدولي بقيادة الجراح الإيطالي المتخصص والمتجنس الأمريكي الدكتور Gino Strada وممرضة العمليات النرويجية Liv Amund ومضمد العمليات الإيطالي Waller والممرضة الإيطالية Giovanna والممرضة السويدية Turid وممرض الطوارئ الفنلندي Aoke. وكان الهدف من تكوينها تقديم المساعدات إلى الشيشانيين وعندما حاولوا دخول الشيشان منعتهم الحكومة الروسية فغيروا وجهتهم إلى كردستان العراق بالخصوص إلى مدينة حلبجة الشهيرة كفرقة إغاثة، كان ذلك في كانون الثاني ١٩٩٥م، وفي حينه كان القتال بين الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي (PDK) والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) على أشده في المنطقة الواقعة بين السليمانية وحلبجة، وحاولوا لمدة ثلاثة أيام العبور إلى حلبجة ولكنهم أخفقوا، واضطروا للعودة إلى مدينة السليمانية. وهناك اتصلوا بمنظمة MAG البريطانية المتخصصة في رفع الألغام، فأمضوا عدة أيام عندهم، ثم نصحوهم بالتوجه إلى قصبة جومان، التي يوجد فيها مستشفى مؤهل ومناسب للعمل الطبي، بالإضافة إلى تمركز فرع لمنظمة MAG في جومان. وهذا المستشفى كانت تديره حكومة إقليم لكردستان العراق، ولهذا بدؤوا في المرحلة الأولى بالإشراف على غرفة العمليات ثم إزاحة الشخصيات الإدارية المهمة غير المرغوبة لديهم، والذين يشكلون عقبة في طريقهم لتنفيذ مخططاتهم العدائية. واستغلوا في ذلك علاقتهم بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي وزعيمه تحت ذرائع شتى، وخلا لهم الجو بالكامل في شهر نيسان/ إبريل ١٩٩٥م، وخصصوا الرواتب للعاملين في المستشفى.

- سياسة المنظمة في كردستان:

السياسة التي تتبعها هذه المنظمة في كردستان تصبُّ في خدمة التنصير والحقد الغربي على المسلمين بشكل عام، ويتجلى ذلك في الآتي:

١ ـ اتباع سياسة فرق تسد بين الأعضاء والعاملين معهم من الكرد في المستشفى، والدوائر الحكومية في ضومان، ودائرة الصحة ووزارة الصحة، والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.

٢ ـ العنجهية والتكبر على العاملين الكرد، والنظر إليهم كمواطنين من درجة ثانية أو كخدم لهم، خاصة عند اعتراض أحدهم على مخططاتهم أو إبداء رأي ما. وكانوا يقولون لهم: نحن ندفع لكم الأجور، والذي لا يرضى فالباب واسع ومع ألف سلام. وكانوا يقولون دائماً بدون خجل: ما أتينا حتى ندللكم ونأخذ بخاطركم، والذي لا يرضى فليترك العمل معنا.

٣ ـ محاولة تغليب العنصر النسائي على الرجالي بين الكرد عند التقديم للعمل معهم؛ فالأفضلية عندهم للمرأة على الرجال.

٤ ـ لم يُبدوا أي اهتمام بالرعاية الصحية، ومن ذلك إهمال المرضى وعدم العناية بهم، وخاصة: الأمومة والطفولة، الإرواء الفموي للأطفال، التلقيحات، رقابة المطاعم والمخابز المتعاملين معهم. ومنها أيضاً إهمال: الرعاية الطبية الأولية للمراجعين، وعدم توفير الأدوية للقسم الطبي في المستشفى، عدم السماح لمن يشكون من أمراض باطنية بالدخول إلى المستشفى، وعدم القيام بالعمليات الجراحية للحالات الباطنية الطارئة وإهمالهم. ببساطة: ينظرون إلى المستشفى كأنه حقل لتجارب الفئران (والفأر هو الكردي المسكين البائس) .

٥ ـ إهمال أبسط المبادئ الأساسية للصحة والجراحة، وإهمال ذوي الخبرات من غير أعضائهم الأوروبيين. على سبيل المثال عندما شارك ثلاثة من الجراحين الكرد من مدينة أربيل في العمل معهم أهملوهم حتى تم طردهم أو انسحبوا هم نتيجة عدم العناية بهم وتقديرهم. والسبب كان بسيطاً أن هؤلاء الثلاثة كانوا ذوي مقدرة كبيرة في الجراحة؛ ومن المضحك أن هؤلاء الجراحين الكرد كان عليهم أن يأخذوا الأوامر من مضمد فنلندي AKO الذي لا خبرة له في عالم الجراحة، وهو ليس إلا ممرضاً صغيراً مقابل هؤلاء الجراحين الكرد. فحدث أكثر من مرة في حالات الطوارئ أن أدخلوا مَنْ مرضُه أقل خطورة من غيره فمات الثاني وهو ينتظر العملية؛ لأن صاحب الجلالة المضمد لم يأمر الجراحين الكرد بإجراء العملية له وإدخاله غرفة العمليات. والأمرّ من ذلك لم يجد هذا الأمر آذاناً صاغية من قِبَل المسؤولين الكرد، والسبب يبدو أنه مخفي وراء الكواليس.

أما في غرفة العمليات فقد كان على الجراحين، والأمر كان كذلك لمن بعدهم، أن ينتظروا الأوامر من المضمد AKO: أي خيط يستخدمون، وفي أي مكان يشقون، وكيف يخيطون الجرح، وكيف يقطعون العظم؟ ببساطة: كان على الجراحين أن يكونوا مضمدين وسيادته هو الطبيب والمشرف عليهم، وهذا من منطلق أن الكردي هو الخادم والأوروبي هو السيد. أما في قاعة المرضى أي بعد انتهاء العملية؛ فمن المفروض أن الجراح الذي قام بالعملية هو الذي يشرف على مريضه يومياً ويكتب له الدواء، أما هناك فكان الأمر من أعجب الأعاجيب؛ إذ إن الذي يعطي الدواء هو المضمد أو الممرضة، والأغرب أنهم لا يستخدمون المضادات بعد العمليات؛ وهذا من أبسط وأهم مراحل العلاج، كأنهم يتبعون منهج آبائهم في القرون الوسطى في العمليات الجراحية، ولهذا كانت الجروح تستغرق فترات طويلة حتى تندمل، وقد أقسم من نثق به قال: حدث أن رأينا الدودة في الجرح أكثر من مرة، وأن طيلة بقائهم في جومان لم يستخدموا أبداً المضادات، من له أذن فليسمع كما يقول هؤلاء النصارى.

٦ ـ الحوامل: الويل لمن أتى بها القدر إليهم؛ فالمقص والشفرات تنتظرها، والعمليات القيصرية هي الحل الوحيد ثم استئصال الرحم بحجج واهية وجهل الأزواج بالأمر والفاقة هما سببان رئسيان في قبولهم بالعمليات. وكانوا يقولون إن عدم استئصال الرحم يؤدي إلى موت الأم؛ فما كان على الزوج المسكين إلا الإذعان والسكوت. فحدث أكثر من مرة أن دخلت امرأة حامل وهي شابة في مقتبل عمرها أنجبت مرة أو مرتين

عمليات استئصال الرحم

تاريخ العملية

تسلسلها في ملفات

الجراح

عمر الحامل

اسم المرأة

(١) ١٢/٩/٩٥

٢٤٧

Aiberto/Gino

٢٧

بدرية أمين

(٢) ٧/١١/٩٥

٢٩٩ Yassin ٢٨

آيش حسن

(٣) ٩/١/٩٦

٣٤٦

Alessandro/Yassin

٣٠

آمنة عمر

(٤) ٢٠/٥/٩٦

٥١١ Stive ٢٥

بيروز مصطفى

(٥) ٣٠/٥/٩٦

٨٢٨ Aiberto ٢٥

جميلة أحمد

بدون مشكلة ما أن تصل إليهم يقومون بالعملية القيصرية لها، وبعد ذلك استئصال الرحم، وهذا أمر غريب في منطقتنا فلم نسمع به إلا نادراً. وهذه بعض الأسماء لعل من له قلب أن يعي ما يحدث في كردستان، ولا ينخدع بدعواتهم:

من الملاحظ أن أعمارهن تتراوح بين ٢٥ ـ ٣٠ سنة، والهدف من هذه العمليات تقليل نسبة الإنجاب بين المسلمين، والغريب أن الإخوة الشيشانيين أكدوا لنا أن عمليات استئصال الرحم جارية على قدم وساق في الشيشان، وكانت المنظمة قد حاولت في البداية الدخول إلى الشيشان ولم يستطيعوا، ويبدو أن هناك من يؤدي دورهم هناك. والله المستعان.

ورد اسم الدكتور ياسين وهو غربي في شكل كردي، وهو أشد قسوة من هؤلاء، وترددت أنباء بأنه كاكائي (فرقة ضالة وكافرة) . أما الجراح Stive هو جراح نصراني كردي من السليمانية هو أشد قسوة من سابقيه لحقده النصراني وولائه للغرب.

وأكد لنا بعض الإخوة أن كثيراً من الشرفاء من الأطباء والجراحين الكرد رفضوا العمل معهم لمعرفتهم ما يكيدون، ولا حول لهم ولا قوة إلا الرفض وعدم المشاركة في هذه الجريمة، وتلويث أسمائهم من أجل حفنة من الدولارات. على سبيل المثال نذكر ذلك للتاريخ أن طبيباً من أهل السليمانية اسمه (سرمد) لم يطع أوامرهم، وكانت أخلاقه وضميره ودينه ينهاه أن يسلك سبيل المجرمين، فكانت عاقبته الطرد من المنظمة، وسبقه في ذلك طبيبان جراحان كرديان من مدينة أربيل.

٧ ـ نتيجة لنفاقهم واتباع سياسة فرق تسد مع دوائر حكومة الإقليم أدركت الجهات المسؤولة والشرفاء الذين يهتمون بالشعب الكردي أن هؤلاء شر على المنطقة، فعملوا على طردهم منها، فذهبوا إلى مدينة السليمانية ووجدوا وكراً لهم، فأسسوا مستشفى خاصاً للعمليات الجراحية والطوارئ، ولهم حرية مطلقة في كل ما يفعلون. وقدموا طلباً إلى مستشفيات ولادة أربيل ودهوك أن يديروها ويشرفوا عليها بغية تنفيذ مؤامراتهم وخططهم التنصيرية، وقد باءت محاولاتهم بالإخفاق نتيجة مواقف الأطباء والمسؤولين الشرفاء من أبناء الكرد الذين يدركون أن هؤلاء لا يريدون خيراً لأحد. والجدير بالذكر أن المنظمات التنصيرية لها اجتماع دوري لمعرفة مستجدات الساحة الكردية وكيفية السبيل إلى تنفيذ مؤامراتهم، ويكون عادة في مقرات الأمم المتحدة الكائنة في محلة عنكاوة النصرانية.

وما قدمناه هو تقرير ووثيقة تاريخية، وجعلنا الحقائق نفسها تنطق كما هي. ونقول: لا خير في هؤلاء؛ فإن قدموا لنا مساعدة، فوراءها (فاتورات) علينا أن ندفعها، ولأنهم لم ولن يرضوا عنا، كما بين ـ عز وجل ـ في قوله ـ تعالى ـ: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: ١٢٠] ؛ فعلينا الحذر كل الحذر منهم ومن مساعداتهم، والله هو المولى ونعم النصير.


(١) كردستان قبل التقسيم الأخير بين الترك والعرب والفرس وغيرهم.
(١) لمزيد من المعلومات انظر: مجلة الثقافة (العراقية) ، التي كانت تصدر من بغداد، مقالة: التبشير البروتستانتي في العراق، للدكتور عبد العزيز نوار.
(٢) مع الأسف الشديد هذا الموقف من هؤلاء مع أنهم يعيشون بيننا ولكنهم يتعاطفون مع غيرنا!
(٣) محمد أمين زكي، تاريخ الكرد والكردستان، ص ٢٦.
(٤) في مناظرة علنية في ميديا TV بين سعدي بيرة والدكتور الكركوكي وبعض الشخصيات الكردية أشار المعلق إلى قيادة رئيس قوات التحالف الدولي ومشاركته في الاقتتال ولم ينف أحد التهمة.
(٥) فقد قدم محاضرات في كبريات القاعات في كردستان عام ١٩٩٦م شاتماً الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو صاحب كتاب منحرف «الكورد في التوراة» باللغة الكردية.
(١) والذي قام بالرد عليهم ورمي الأوراق الموزعة في وجوههم هو القاص والكاتب الكردي عزيز، وحيث ترك القاعة بعد ذلك لما رأى من قلة الأدب والوقاحة من دوكلاس. والجدير بالذكر أن كثيراً من الكتاب والأدباء كانوا مدعوين للحضور.
(١) كان طلاب قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب يُدعون إلى حفلات ترتل فيها الدعوات، وتؤدى فيها الصلوات والطالب لا يستطيع الرفض؛ وإلا فالرسوب أمامه. وأخبرني طلاب القسم بذلك في حينه.
(١) يقصد المنصرين العاملين في المنظمات التنصيرية التي تتستر خلف أسماء مختلفة مثل حقوق الإنسان والمنظمات الطبية وغيرها.