للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسلمون في استراليا]

سامي الدبيخي - أمير بتلر

تبعد دولة أستراليا عن أرض الحرمين ١٥٠٠٠ كم، وفيها جالية إسلامية تقارب ٣٠٠٠٠٠ مسلم من أصل عشرين مليون نسمة؛ وبما أن القليل من يعرف عن شأن الإسلام في أستراليا؛ لذلك فإن الكاتبين أخذا المبادرة لكتابة تقرير موجه بالدرجة الأولى للعلماء والدعاة والجمعيات الإسلامية من أجل توضيح الصورة عن وضع الإسلام والمسلمين في أستراليا. وهذا التقرير يلقي الضوء على تاريخ الإسلام في أستراليا، والوضع السكاني والاقتصادي للمسلمين، والجمعيات والمدارس الخاصة بالمسلمين. وفي نهاية التقرير أعطى الكاتبان عناصر لتقييم الوضع للجالية الإسلامية في أستراليا. وللخروج بصورة أشمل عن الإسلام والمسلمين هناك، ينصح الكاتبان بالاطلاع على الحوار المنشور لهما في مجلة البيان العدد (٢٠١) جمادى الأول ١٤٢٥هـ.

١ - تاريخ الإسلام في أستراليا:

عاصر دخول الإسلام إلى القارة الأسترالية وصول المستعمرات الغربية؛ حيث اعتمد الإنجليز على الأفغان المسلمين في نقل البضائع والتموين وتشييد الطرق، وقد وصل عددهم في عام ١٩٣١م إلى ما يقارب ٣٩٣ رجلاً قدموا للعمل بغير عوائلهم التي فضّلوا بقاءها في أفغانستان بسبب عدم سماح النظام الأسترالي في ذلك الوقت بقدوم نساء الأفغان. وبما أن الإنجليز لم يمنحوا الأفغان الجنسية رغم مساهمتهم بتطوير البلاد، وقد وجد الأفغان البلد غير مناسبة للحفاظ على هويتهم الإسلامية؛ ولهذا فإن معظمهم عاد إلى أفغانستان، والقليل منهم مكث في أستراليا وتزوج من سكان البلد الأصليين والإنجليز، وقد خلّف الأفغان المسلمون خلفهم بعض العادات والتقاليد والمباني التي ما زالت إلى الوقت الحاضر ملموسة في الجالية الإسلامية.

إن نشر الإسلام في القارة الأسترالية في عام ١٨٦٦م كان أهم وأعظم مساهمة قام بها الأفغان، وما زال الصدق والأمانة وحسن المعاملة والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي متعلقة بأذهان الأستراليين حول أولئك الرجال، إلى درجة أن عدم شربهم للخمر قد أدهش الغربيين. ورغم احترام المسلمين للأنظمة إلا أن وضعهم كان صعباً وضعيفاً؛ لأن الغرب يراهم متخلفين بسبب تمسكهم بالإسلام، ولكن التأريخ يوضح أن الأفغان ليسوا أول من وصل إلى أستراليا؛ حيث إن التجار المسلمين كان لهم علاقات مع سكان شمال أستراليا الأصليين في القرن السابع عشر الميلادي. ولكن تأثير الأفغان حالياً هو القائم والمشهود له. ومساهمة المسلمين بشكل عام في التجارة والصناعة والزراعة ظاهر في جميع الولايات الأسترالية ومعترف به. واليوم فإن عدد المسلمين في أستراليا يقارب ٣٠٠٠٠٠ مسلم تقريباً، يقطن ٨٠% منهم في مدينتي سدني وملبورن.

٢ - المسلمون في أستراليا:

إحصائيات سكانية:

حسب آخر الإحصائيات الرسمية السابقة في عام ٢٠٠١ فإن هناك ما يقارب ٣٠٠٠٠٠ مسلم من ٢٠ مليون نسمة في أستراليا؛ ولذلك تعتبر الجالية الإسلامية قليلة، ويمكن ملاحظة ذلك في الجدول (١) ؛ حيث وجد بموجب الإحصاء الرسمي الأخير أن ٣٦% فقط من المسلمين هم من مواليد أستراليا، وأما الأغلبية فهم من مواليد خارج أستراليا؛ وهذا يوضح أن المسلمين الأستراليين في الحقيقة هم من مهاجري الجيل الأول.

جدول (١)

دول الولادة للمسلمين الأستراليين

م دولة الولادة النسبة

١ استراليا ٣٦%

٢ لبنان ١٠%

٣ تركيا ٨%

٤ أفغانستان ٣.٥%

٥ البوسنة ٣.٥%

٦ باكستان ٣.٢%

٧ إندونيسيا ٢.٩%

٨ العراق ٢.٨%

٩ بنجلاديش ٢.٧%

١٠ إيران ٢.٣%

١١ فيجي ٢.٠٠%

ومما يجدر الإشارة إليه أنه ليس من الضروري أن أغلب ٣٦% من مواليد أستراليا المسلمين هم من أصول غربية، بل الإحصائيات توضح أن ٣٠% من هذه الشريحة من أصل لبناني، و١٨% من أصل تركي. والجدول (٢) يوضح أصول الجالية المسلمة الأسترالية حسب أصولهم.

جدول (٢)

مناطق الولادة لمسلمي استراليا

المنطقة النسبة

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ٢٨%

آسيا ١٦%

أوروبا ٩%

أفريقيا ٤%

سواحيليون (استثناء استراليا) ٣%

وعلى الرغم من أن العديد من المسلمين من الجالية التركية إلا أن أغلب اللبنانيين في أستراليا في الواقع نصارى، وأكثر الأتراك مسلمون؛ إلا أن فيهم ديانات أخرى متعددة مثل العلويين (النصيريين) والنصارى.

والجدول (٣) يوضح نسبة المسلمين حسب اغلب العرقيات المسلمة والموجودة في أستراليا. وتجدر الإشارة إلى أنه في أغلب الحالات مثل الأندونيسيين النصارى والباكستانيين النصارى طلبوا الهجرة إلى أستراليا تحت ادعاء الهروب من الظلم الإسلامي في دولهم.

جدول (٢)

مناطق الولادة لمسلمي استراليا

موطن الولادة عدد المولودين خارج استراليا عدد المسلمين نسبة المسلمين

لبنان ٣٤٩٧١ ٣٢١٢٩ ٤١%

تركيا ٨٢١٢٩ ٤٧٩٢٣ ٧٩%

أفغانستان ٢٩٦١١ ٩٢٣٩ ٨٨%

البوسنة ٨٤٨٢٣ ٨٩٢٩ ٤٢%

باكستان ٨٧٥١١ ٢٣٨٩ ٧٨%

إندونيسيا ١٥٨٤٧ ٠٨٧٨ ١٧%

العراق ٨٣٢٢٤ ٧٤٩٧ ٣١%

بنجلاديش ٠٧٧٩ ٥٩٦٧ ٨٤%

إيران ٧٨٩١٨ ٣٥٣٦ ٣٤%

فيجي ٢٦١٤٤ ٧٧٢٥ ١٣%

وأما من الجانب السكاني فيشكل الذكور من المسلمين الأستراليين نسبة ٥٣%، بينما الإناث ٤٧% وهذه النسبة متباينة مع النسبة السائدة لجميع السكان في أستراليا؛ حيث يشكل الذكور ٤٩% والإناث ٥١% مقارنة مع غير المسلمين في أستراليا. وشريحة المسلمين أغلبها من جيل الشباب، وتقل نسبياً شريحة من هم في سن العمل (٢٥ - ٦٤ عاماً) . وبناء على ذلك فليس من المستغرب أن ٢٥.٢% تقريباً من المسلمين لم يسبق لهم الزواج، و ٦٧.٨% متزوجون، و ٢.٤% منفصلون من أزواجهم، و ٢.٤% مطلقون، ٢.٢% أرامل. ومن المناسب الإشارة إلى أن ٤.٦% فقط من المسلمين مطلقون أو منفصلون وهذه النسبة أقل بشكل كبير من المعدل الوطني الأسترالي. وأما المسلمات الأستراليات اللاتي تتجاوز أعمارهن ١٥ عاماً، فإن ٢٦.٧% منهن ليس لديهن أطفال، و ١٣.١% لديهن طفل، و٢٠.٩% لديهن طفلان، و ١٥.٨% لديهن ثلاثة أطفال، و ٩.٦% لديهن أربعة أطفال و ١٣.٩% لديهن خمسة أطفال أو أكثر.

- التعليم والعمل:

هناك ظاهرة متعارف عليها في أستراليا وهي أن المسلمين كجالية أقل بكثير من الناحية التعليمية والمشاركة في سوق العمل؛ وذلك مقارنة ببقية الشعب الأسترالي، ومع الأسف فإن الإحصائيات الرسمية الأخيرة (٢٠٠١م) أكدت هذه الظاهرة. ٦٩.٦% من المسلمين الذكور الذين تتجاوز أعمارهم ١٥ عاماً موظفون، وكذلك ٣٨.٦% من النساء المتزوجات موظفات، و٣٦.١٥ % من النساء غير المتزوجات موظفات، و ٢٦.٨% من المسلمين الذكور الذين تتجاوز أعمارهم ١٥ عاماً يصفون أنفسهم غير موظفين، بينما ٣١.٦% من النساء المتزوجات، و ٣٣.٥% من غير المتزوجات يصفن أنفسهن غير موظفات.

ويصور شكل (١) المستوى التعليمي لمسلمي أستراليا؛ حيث إن ٤% فقط من المسلمين حاصلون على شهادة جامعية، و ١.٦% على دبلوم، و ٦% على شهادة تجارة و ١٠.٧% على أنواع أخرى من الشهادات، و ٧٦.٧% ليس لديهم أي مؤهلات علمية. وحالياً فإن كل شخص من بين أربعة مسلمين عاطل عن العمل؛ مما يخلق قلقاً للجالية الإسلامية التي تعتمد على المساعدة الحكومية. ويتضح من ذلك أن الجالية الإسلامية في أستراليا تخطو إلى أن تعتبر فئة عاملة؛ حيث إن ٤٧.٧% يمكن وصفهم بأنهم فئة عاملة، و ٨.٥% يعملون في المجال المهني العالي.

يوضح شكل (٢) أن أغلبية المسلمين يعيشون على الساحل الشرقي لقارة أستراليا وخاصة في ولايتي (نيوساوث ولز) و (فكتوريا) .

يوضح شكل (٣) أن جميع المسلمين الذين تتجاوز أعمارهم ١٥ عاماً منهم ١٤.٦% دخلهم السنوي ٩٠٠٠ دولار أسترالي فأقل، و ٣٩.٥% دخلهم السنوي بين ٩٠٠١ - ١٥٠٠٠ دولار أسترالي، و٣١.٧% دخلهم السنوي بين ١٥٠٠١ - ٢٢٠٠٠ دولار أسترالي، و ١٠.٢% دخلهم السنوي بين ٢٢٠٠١ - ٣٢٠٠٠ دولار أسترالي، و ٢.٣% دخلهم السنوي بين ٣٢٠٠١ - ٤٠٠٠٠، و١.٧% دخلهم السنوي أعلى من ٤٠٠٠٠ دولار أسترالي. وهذا يوضح أن معدل الدخل السنوي ٢٥٠٠٠ دولار أسترالي سنوياً، وهو معدل منخفض جداً.

٣ - المساجد والجمعيات الإسلامية في أستراليا:

لمحة تاريخية:

في الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي أُسست أول الجمعيات الإسلامية في كل من ولاية فكتوريا، وعاصمتها مدينة ملبورن، ونيوساوث ويلز، وعاصمتها سدني. وقد بدأت الجمعية الإسلامية في فكتوريا نشاطها في عام ١٩٥٧م، وكان لها ممثلون من العرب والأتراك واليوغسلافيين والهنود، ولكن الأتراك كانوا من أول المنسحبين، وأسسوا جمعية خاصة بهم، وأنشؤوا في منطقة كوبرق في عام ١٩٧١م مسجد الفتح. وأصبحت الجمعية الإسلامية في فكتوريا جمعية إسلامية أغلب ممثليها من الجالية اللبنانية. وفي الجانب الآخر فإن الجمعية الإسلامية في ولاية نيوساوث ولز لم تتحول بنفس الأسلوب، ولكن الجالية اللبنانية غادرت الجمعية في عام ١٩٦١م وأنشأت جمعية مستقلة سمتها: (الجمعية اللبنانية الإسلامية) ومقرها مدينة سدني.

وأما المهاجرون المسلمون من العرقيات المختلفة، وحتى أثناء ازدياد ظاهرة الجمعيات الإسلامية العرقية على السطح؛ فقد حاولوا بناء درجة من الوحدة بين الجالية الإسلامية متجاهلين بذلك قضية العرقية؛ ونظراً للجهود التي بذلت من بعض القيادات الإسلامية أمثال الشيخ فهمي الإمام، وعبد الخالق قاصي، وإبراهيم ديلل وغيرهم، فقد أُسس الاتحاد الأسترالي للجمعيات الإسلامية (أفس) في عام ١٩٤٦م، وبالرغم من أن الانقسام والنقاش كانا مشتركين كما هو في أي مجتمع يعتمد على العمل التطوعي فقد نما الاتحاد بقوة.

وفي عام ١٩٧٤م حدثت نقطة التحول عندما قدم وفد من المملكة العربية السعودية مكوناً من الدكتور عبد الله الزايد، والدكتور علي كتاني المستشار لدى الملك فيصل؛ وذلك من أجل تقصي حاجات الجالية الإسلامية في أستراليا. وقد دعم الوفد منهجاً جديداً لجمعية إسلامية تعالج قضية الانقسام العرقي، ومشكلة توحيد جميع الولايات تحت مظلة واحدة ومشكلة القلق بين القيادات الإسلامية.

وكانت اول التحديات تدور حول: إذا كانت المنظمة الوطنية المقترحة سيسيطر عليها ٩٠% من المسلمين في مدينتي سدني وملبورن؛ فلماذا الجمعيات الإسلامية في الولايات الأسترالية الصغيرة تكلف نفسها الانضمام من الأساس؟ وهذه كانت المشكلة نفسها التي واجهت الاتحاد الأسترالي للجمعيات الإسلامية. وتغلب الوفد على هذه المشكلة بتبني فكرة مجلس النواب الممثل من كل ولاية؛ حيث يكون التمثيل في المجلس بالمقاعد من كل ولاية، وليس اعتماداً على حجم المسلمين في كل ولاية. ورُحِّب بتوصيات الوفد من الاتجاه السائد في المجتمع المسلم، لكنها ما زالت بانتظار التطبيق بالكامل، وتتمثل التوصيات في الآتي:

أولاً: التخلص التدريجي من الجمعيات الإسلامية المبنية على أسس عنصرية أو طائفية أو اللغة المشتركة.

ثانياً: الشروع في تأسيس جمعيات إسلامية بناءً على أسس جغرافية في كل ولاية أسترالية.

ثالثاً: تأسيس مجلس إسلامي لكل ولاية.

رابعاً: تشكيل ائتلاف بين المجالس الإسلامية للولايات الأسترالية في اتحاد إسلامي على المستوى الوطني.

والتوصيتان الأخيرتان هما اللتان أخذتا الشكل العملي في حيز الواقع، بينما ما زال التفاخر العرقي يفرق ويقسم الجالية الإسلامية على الرغم من أنه حالياً يعاصر الجيل الثاني والثالث من المسلمين مواليد أستراليا. وبناء على ذلك أسس الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية (أفيك) في عام ١٩٧٦م؛ نتيجة لوفد السعودية في عام ١٩٧٤م؛ وذلك من أجل مساعدة الجالية الإسلامية لتأسيسها على أسس مالية صحيحة، وتبرع الوفد بمبلغ مليون ومئتي ألف دولار أسترالي لصندوق (أفيك) من أجل توزيعه على الجمعيات والمراكز الإسلامية في أرجاء أستراليا؛ لتأسيس المساجد والمراكز الإسلامية.

كما أوصى الوفد أن يعترف بـ (أفيك) كممثلة للمسلمين في أستراليا، وتصبح الهيئة العليا في أستراليا جهة للتصديق على الذبح حسب الشريعة الإسلامية، وكان القصد من وراء هذه التوصية جعل الجالية الإسلامية في أستراليا معتمدة على نفسها وأقل اعتماداً على الدعم الخارجي. وجاء القرار الملكي السعودي السامي في عام ١٩٧٦م الذي حدد شهادات اللحم الحلال الصادرة من (أفيك) فقط؛ للموافقة على استيراد اللحم من أستراليا إلى السعودية، وقد عملت بالمثل دول إسلامية أخرى كالإمارات العربية المتحدة في عام ١٩٨٠م، والكويت في عام ١٩٨٢م.

وأصبح لشهادة اللحم الحلال فائدة، وفي نفس الوقت مشكلة لـ (أفيك) .. وقد كانت فائدة من حيث أن القيمة المحصلة من المذابح للحصول على الشهادة تستخدم كمصدر للجمعيات والمجالس الإسلامية لإنشاء المساجد، ولكن مع الأسف فإن تشييد معظم المساجد يتعارض مباشرة مع توصيات الوفد السعودي من حيث أن كل مجموعة عرقية ترغب في إنشاء المسجد الخاص بها، حتى وصل الأمر إلى أن المجموعات الفرعية من أصل الجماعات العرقية ترغب بأماكن خاصة بها للصلاة.

إن إعطاء (أفيك) الحق في إصدار شهادة اللحم الحلال قوبل بمعارضة كبرى من مجموعات قامت بتأسيس شهادات للحم الحلال مثل (شركة صادق للحم الحلال في بيرث) و (رابطة المسلمين في برزبن) و (الجمعية الإسلامية لمسجد ادليد) . وفي عام ١٩٨٢م تدخلت الجهات الحكومية الأسترالية المعنية باللحم والذبح وعارضت النظام المعمول به في (أفيك) بناءً على أنها تفرض رسوماً عالية على المسالخ، ولعدم قدرة النظام على الاستمرار؛ لعدم وجود الموظفين المتفرغين للعمل، وكان هناك نقد للنظام والذي يعتقد أنه أنشئ للاستغلال.

والحقيقة أن الاستغلال كان كبيراً جداً؛ حيث أشارت إحدى التقارير الرسمية إلى أن النظام الحالي لا يمكن له السماح بالاستمرار، وكذلك فإن الشهادات والتواقيع زُوِّرت من أجل تجنب الرسوم المفروضة من (أفيك) ، وحتى المعينون للذبح من قِبَل (أفيك) قاموا بتوقيع شهادات مزورة، وقد أشارت إحدى الشركات إلى أن عدم التمكين من الحصول على شهادة اللحم الحلال في الوقت المحدد للشحن الجوي ساعد على مثل هذه الظاهرة؛ إلى درجة أن وزير الصناعات الأولية في مجلس الحكومة الأسترالية أفاد بأنه سمع في عام ١٩٨١م أن لحم الكناغر وجد في كراتين لحم الغنم في المملكة العربية السعودية؛ ولذلك تدخلت الحكومة الأسترالية في الموضوع من أجل حماية الصادرات الأسترالية.

دور (أفيك) حالياً ليس له علاقة قوية في حياة المسلمين، إلا أنه ينحصر في إدارة بعض المدارس وغالبها في ولاية (نيو ساوث ولز) والتي عاصمتها سدني، والحقيقة أن انعدام علاقة (أفيك) بحياة المسلمين راجع إلى أن معظم المسلمين في أستراليا لا يعرفونها أو لا يعرفون دورها ورسالتها على الإطلاق.

المساجد:

هناك ١٠٠ مسجد تقريباً في أستراليا، تنظم أغلبها بصفة رسمية أو غير رسمية على المحاور العنصرية. فعلى سبيل المثال: الجالية التركية لديها مساجد يترأسها أتراك ويؤمها أئمة معينون من قِبَل الحكومة التركية، وهناك القليل من المساجد يترأسها بعض متعددي الأعراق. وتؤيد الحكومة الأسترالية المساجد المتوافقة مع أنظمتها في دعم تعدد الجماعات الطائفية؛ ولذلك يقدَّم لها الدعم المالي للقيام بالأنشطة وتقديم الخدمات للجالية الإسلامية، وبالإضافة إلى كون المساجد دوراً للعبادة؛ فإن معظمها تنظم دراسة أيام إجازة نهاية الأسبوع (السبت، والأحد) حيث يدرس فيها القرآن واللغة العربية للأطفال. والعديد من المساجد تم تشييدها اعتماداً على الدعم المقدم من الجمعيات الخيرية وبعض الدول الأسلامية. ومما يجدر الإشارة إليه أن أحد أوجه النقص في سياسات الدعم الخيري للمساجد والجمعيات الإسلامية في أستراليا لم تكن مربوطة بمنهج الجمعيات والناس القائمين عليها.

المدارس الإسلامية:

هناك نظامان للتعليم الإسلامي في أستراليا: الأول: غير رسمي ويأخذ شكل المدارس الواقعة في المساجد والمراكز الإسلامية والتي تدرس القرآن والعلوم الإسلامية خلال إجازة الأسبوع. والنظام الثاني: عن طريق المدارس الإسلامية الرسمية المدعومة من قِبَل الحكومة الأسترالية، والتي تدرس في هذه المدارس العلوم الإسلامية بالإضافة إلى المنهج الأسترالي. وأكبر المدارس (مدرسة الملك خالد الإسلامية) في مدينة ملبورن و (مدرسة الملك فهد الإسلامية) في مدينة سدني، وتحوي كل منهما على ما يقارب ألف طالب وطالبة.

وعلى الرغم من أن معظم المدارس الإسلامية أسست على دعم مقدم من الخارج، إلا أنها تعتمد حالياً في التموين على الرسوم الدراسية، والدعم المقدم من الحكومة للمدارس الخاصة، ومعظم المدارس التركية الإسلامية تصرف عليها الحكومة التركية، وينعكس ذلك على نوعية الدراسات الإسلامية المقدمة. ويوجد هناك عشر مدارس إسلامية في ولاية نيوساوث ولز وعاصمتها سدني، وسبع مدارس إسلامية في فكتوريا وعاصمتها ملبورن، وثلاث مدارس إسلامية في غرب أستراليا وعاصمتها بيرث، ومدرسة إسلامية في كوينزلاند وعاصمتها برزبن، ومدرسة إسلامية في جنوب أستراليا وعاصمتها أدليد.

وعلى الرغم من أن هناك العديد من المدارس الإسلامية في أستراليا، إلا أن هناك حاجة ملحة لمدرسة إسلامية مبنية على منهج أهل السنة والجماعة. وأقرب مدرسة لهذا المنهج حالياً هي مدرسة (دار العلوم) في ملبورن والقائم عليها جماعة التبليغ. ومعظم المدارس الإسلامية تتبنى المنهج الإسلامي في التدريس، ولكن عليها بعض المآخذ مثل عدم عزل الطلاب عن الطالبات حتى في المراحل المتقدمة، وتقديم بعض دروس العزف والغناء والرقص للطلبة. ويعود ذلك بسبب قناعات القائمين على التعليم فيها.

المنظمات الإعلامية الإسلامية:

إن كلاً من مدينتي سدني وملبورن تتمتعان بمحطات راديو تبث على نطاق محدود من مواقع محدودة، ومدينة سدني هي الوحيدة التي تتمتع بمحطة راديو إسلامية تبث على مدى ٢٤ ساعة؛ ومع الأسف فإن التصريح لهذه المحطة هو لطائفة الأحباش، وتستخدم المحطة لبث عقيدة تلك الطائفة ونقد منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب. ومن ثَم فإن هذه المحطة مصدر قلق للمسلمين، ولكن أغلب المسلمين ـ ولله الحمد ـ على علم بطائفة الأحباش، وبأنهم ضد المنهج الإسلامي الصحيح؛ لذلك فإن القليل منهم يأخذ ما يقال في الراديو على وجه الجدية. وللأسف فإن هذه المحطة تعتبر فرصة ضائعة على المسلمين.

وأما الصحف في أستراليا فلا يوجد هناك صحيفة إسلامية، بينما يوجد مجلتان:

الأولى: (سلام) ويصدرها «اتحاد رابطة الطلبة والشباب المسلمين في أستراليا» .

الثانية: (نداء الإسلام) وتصدرها «حركة الشباب الإسلامي» .

وهناك أيضا اللجنة الأسترالية للشؤون العامة للمسلمين (أمباك) ومقرها مدينة ملبورن، وهي من الجمعيات التي تمثل الإسلام في وسائل الإعلام، وتنشر الدعوة من خلال استعمال المنافذ المتوفرة للقارئ الأسترالي، وطرق الإقناع التي يستسيغها. وقد قامت الجمعية بنشر ١٠٠ مقال تقريباً في وسائل الإعلام حول العالم، وقد تم تشييد اللجنة اعتماداً على اعتقادات أهل السنة والجماعة. وأبرز الجمعيات الدعوية:

أولاً: المركز الإسلامي للمعلومات والخدمات في أستراليا (إيسنا) :

Islamic Information & Services Network of Australasia (IISNA)

إن هذا المركز يعتبر أكبر جمعية إسلامية تدعو إلى الفهم الصحيح للإسلام حسب منهج أهل السنة والجماعة، ويتمركز في مدينة ملبورن الأسترالية، ويعقد المركز سنوياً العديد من المؤتمرات، ويستضيف العديد من العلماء وأغلبهم من الجامعات الإسلامية السعودية. علماً أنه ليس للمركز علاقة بمنظمة إسنا العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتنتج (إيسنا) أشرطتها الدعوية من خلال أستديو خاص بالإنتاج والتوزيع الإعلامي، وهي تحاول تغطية حاجة الدعوة في أستراليا وخارجها. ويتم دعم الجمعية بشكل رئيس عن طريق الجالية الإسلامية اعتماداً على برنامج (دولار في اليوم من أجل الدعوة) وقد حصلت على مساعدات من مؤسسات إسلامية في السعودية؛ لتفعيل أنشطتها وبرامجها الدعوية. وتركز جمعية (إيسنا) على المسلمين غير الناطقين بالعربية وغير المسلمين، وتعمل على الدعوة خارج مدينة ملبورن؛ حيث تقوم بعقد المحاضرات في كل من سدني وبيرث وادليد، وبالإضافة إلى ذلك يقوم دعاة هذا المركز بزيارة إلى دولة نيوزلندا وفيجي للدعوة، ويقدر عدد الحضور لهذه المحاضرات ما يقارب ١٠٠٠ شخص مما يجعلها من أقوى الجهات الدعوية في أستراليا، ولله الحمد. ونتيجة لجهود هذا المركز في الدعوة فإن في كل شهر تقريباً يعلن شخص أو شخصان إسلامهم.

ثانياً: الجمعية الإسلامية في فكتوريا (آي إس في) :

Islamic Society of Victoria (ISV)

وتتخذ هذه الجمعية مسجد عمر بن الخطاب في منطقة برستون شمال مدينة ملبورن مقراً لها، وترتبط أنشطة المسجد بمركز (إيسنا) الإسلامي. وتعتبر (آي إس في) مركز الدعوة الرئيس لمدينة ملبورن والذي يستهدف المسلمين العرب. ويتمتع المسجد بموقع متوسط في المناطق التي يسكنها المسلمون في المدينة، ويغلب عليه المنهج السلفي ـ بحمد الله ـ ويتمتع بشعبية طيبة من الجالية الإسلامية على اختلاف عروقها. وقد عقد في هذه الجمعية العديد من المؤتمرات والمحاضرات بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية، والجامعات الإسلامية. ويغلب على المجلس والمسجد الإدارة اللبنانية ذات العقيدة السليمة والحماس المنضبط في نشر الدعوة.

ثالثاً: مركز رابطة الشباب الإسلامي (جي آي واي سي) : Global Islamic Youth Centre (GIYC)

يوجد هذا المركز في مدينة سدني، وهو موجه لخدمة وتغطية الأحياء الواقعة في الجهة الشرقية لمدينة سدني؛ حيث تتمركز الجالية اللبنانية. وقد تبنى إنشاء المركز الشيخ (فايز نشار) خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهذا المركز يقتصر على دعوة محاضرين من داخل أستراليا، وقد قام المركز بتسخير بعض أجزائه لصالة ألعاب، ومركز حاسب آلي؛ لجذب الشباب للأنشطة باعتبار أنهم المستهدف الرئيس.

رابعاً: جمعية اتحاد المسلمين (أمة) :

United Muslim Association (UMA)

هذه الجمعية أنشأها الشيخ شادي سليمان، وهو إمام تلقى تعليمه في سوريا. والجمعية صغيرة الحجم ومركزها منطقة لوكمبي في مدينة سدني، ولها تعاون مع جمعية المسلمين اللبنانيين. وهي تقدم أنشطة موجهة إلى الشباب. وقد نجحت الجمعية في جذب الشريحة غير المتعلمة من الشباب أصحاب المشاكل والقضايا الأخلاقية، ويضم المركز مكتبة ومركزاً رياضياً ومطعماً؛ لإبقاء الشباب داخل المركز معظم الوقت.

خامساً: اتحاد رابطة الطلبة والشباب المسلمين في أستراليا (فامسي) :

Federation of Australian Muslim Students and Youth (FAMSY)

بدأ تاريخ فامسي في عام ١٩٤٦م مع تأسيس جمعية الطلبة المسلمين في ولاية كوينزلاند الأسترالية ومقرها جامعة كوينزلاند، وخلال مؤتمر أفيس في عام ١٩٦٦م اقترحت جمعية الطلبة المسلمين في كوينزلاند أن تقوم كل جامعة أسترالية بتأسيس جمعية طلابية إسلامية، ومع الوقت تم تأسيس جمعيات طلبة إسلامية في كل من جامعة أدليد، وأرمديل، وملبورن، ونيوكسل، وتازمينيا. وقامت جمعيات الطلبة الست مجتمعة في عام ١٩٦٨م بتأسيس اتحاد للجمعيات الطلابية الإسلامية وأطلق عليها في عام ١٩٩٣م (اتحاد الجامعات الأسترالية) وفتحت عضويتها للطلاب غير المسلمين، وأطلق عليها اسم فامسي. وتصدر فامسي مجلة شهرية تدعى (سلام) ، وتعقد محاضرة سنوية كجزء من مؤتمرها الوطني، وعمل الاتحاد في السابق مشاريع متنوعة مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

سادساً: جمعية الدعوة لغرب أستراليا:

Dawah Association of Western Australia

تقوم جمعية الدعوة لغرب أستراليا بنفس الدور الذي يؤديه المركز الإسلامي للمعلومات والخدمات في أستراليا (إيسنا) من حيث إنها تركز على دعوة غير المسلمين وتصحيح الفهم الخاطئ لدى الغرب عن الإسلام. وتعتبر الجمعية ناجحة ولها ظهور ونشاط في مدينة بيرث الأسترالية، وقد قامت الجمعية بتنظيم العديد من المحاضرات بالتعاون مع مركز (إيسنا) ، واستضافت محاضرين من خارج أستراليا.

سابعاً: جمعية التطوير الإسلامي في أستراليا (أدكا) :

Islamic Development Committee of Australia (IDCA)

شُكلت أدكا على طريقة ومنهج المركز الإسلامي للمعلومات والخدمات في أستراليا (إيسنا) والتي مقرها مدينة ملبورن، وتقع أدكا في مدينة سدني أكبر المدن الأسترالية، ولكن نشاطها مقتصر ومحدود على نطاق معين وقد نجحت في تغطيته، وتطمح الجمعية حالياً إلى التوسع، وتتركز أنشطتها الرئيسة على الحلقات والدروس الأسبوعية الموجهة إلى الشباب المسلم ممن يتحدث اللغة الإنجليزية.

ثامناً: الجمعيات الإسلامية النسائية:

يوجد هناك العديد من الجمعيات النسائية على مستوى أستراليا أشهرها جمعية النساء المسلمات في أستراليا، والجمعية الوطنية للمسلمات في أستراليا. بالإضافة إلى ذلك يوجد العديد من الجمعيات النسائية الموجهة للمسلمات في كل مدينة. ففي مدينة سدني ثلاث جمعيات نسائية إحداها سلفية المنهج وتدعى (جمعية الرفاهة النسائية الإسلامية «أيوا» ) . وفي ملبورن أيضاً جمعيتان نسائيتان.

تاسعاً: الجمعيات الصوفية:

هناك مع الأسف العديد من الجمعيات الصوفية في أستراليا، تتمركز في مدينة سدني وملبورن. وباعتقادنا أن المراكز الإسلامية تحد من نشاطها في تلك المدينتين. وتعمل الجمعيات ذات العقيدة السليمة على إظهار عقائدهم الباطلة لدى الشباب.

عاشراً: طائفة الأحباش:

قال رئيس طائفة الأحباش والتي تدعى (الجمعية الإسلامية للمشاريع الخيرية) في مقابلة مع التلفزيون الأسترالي في سدني: «إن طائفة الوهابية والطائفة الأخرى المسماة الجماعة الإسلامية يشكلون خطراً على الحكومات الغربية والتي هي على علم وإحاطة بذلك الخطر، ولكون هاتين الطائفتين موجودتان في أستراليا فنحن في خطر بالغ، وعلينا العمل والاستعداد لذلك الخطر» . وتكمن خطورة طائفة الاحباش في امتلاكهم لمحطة راديو تبث على مدار الأربع والعشرين ساعة، ويعتبرها بعض غير المسلمين المحطة الإسلامية، ولكن العامة من المسلمين يعتبرونها طائفة منشقة ومنحرفة المبدأ وخاصة بين اللبنانيين؛ لأن الطائفة منشؤها لبنان.

- نواحي القوة، والضعف، والفرص والتهديدات في وضع الإسلام والمسلمين في أستراليا:

أولاً: نواحي القوة:

١ - أن الجالية الإسلامية في أستراليا في مرحلة تجديد وخاصة بين الشباب.

٢ - بالرغم من أن هناك جالية إسلامية صغيرة في أستراليا؛ إلا أن المنشآت والخدمات تعتبر جيدة؛ فهناك العديد من المدارس الإسلامية على سبيل المثال.

٣ - أن الحكومة الأسترالية تدعم الإسلام والمسلمين مقارنة ببقية الدول الغربية؛ وذلك بناءً على سياستها العامة في دعم وتأييد الطوائف والعقائد المختلفة في أستراليا.

ثانياً: جوانب الضعف:

١ - ضعف المستوى التعليمي للمسلمين الذي أوقعهم في العديد من المشاكل، بل جعلهم في مناصب أقل من الديانات الأخرى.

٢- انتشار البطالة بين المسلمين، بالإضافة إلى أن المرتبات التي يتقاضونها اقل من مرتبات الطوائف الأخرى؛ لضعف تعليمهم. وهذا بدوره يؤثر على المسلمين في دعم أنفسهم وتحقيق رغباتهم من حيث الدعوة إلى الله.

٣ - الضعف الرئيس الذي يكمن في عدم وجود العلماء المتمكنين الذين لهم المرجعية؛ بالرغم من أن العديد هم من خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة؛ إلا أن اثنين منهم فقط يتحدثان اللغة بطلاقة؛ للتواصل مع الشباب والمجتمع.

٤ - أن هناك العديد من المدارس الإسلامية المعتمدة على نفسها، ولكن القليل منها على المنهج الصحيح؛ حيث دروس الغناء وعدم عزل الجنسين ينتشر في هذه المدارس.

٥ - أن الجالية الإسلامية مبنية على مبدأ العرقية، وهذا بدوره خلق صعوبة للمسلمين الجدد والمسلمين أنفسهم للتعايش ضمن فهم مشترك، ولكن هذه المشكلة تضمحل مع الجيل الجديد.

ثالثاً: الفرص المتاحة:

١ - هناك طلب عالٍ على المدارس الإسلامية، خصوصاً المدارس التي هي أكثر انضباطاً. والشاهد على ذلك أن مدرسة دار العلوم في ملبورن عليها طلب عالٍ، وعندها قائمة انتظار مرتفعة؛ وهذا بدوره يؤيد الحاجة إلى المدارس الإسلامية ذات الطابع الشرعي.

٢ - أن هناك جيلاً جديداً من شباب المسلمين في الجامعات الأسترالية، والمأمول أن يتلقى هذا الجيل التربية الإسلامية الصحيحة والعلوم الإسلامية أثناء دراستهم بالجامعة، وسيعملون بعد تخرجهم في وظائف ذات تأثير وقوة في المجتمع الأسترالي مع احتفاظهم بشخصيتهم الإسلامية.

٣ - حادثة ١١ سبتمبر أعطت المسلمين الفرصة للمساهمة في الإعلام الأسترالي؛ وذلك إما للدفاع أو التعليق على الأحداث من منظور المسلمين. وهذه في حقيقة الأمر فرصة عظيمة أعطت المسلمين مجالاً للتواصل مع رجال الإعلام والصحافة والتي لم تكن متوفرة في السابق.

٤ - زيادة اهتمام الغرب بالإسلام بعد أحداث ١١ سبتمبر، وهذا بدوره يعطي الجالية الإسلامية في أستراليا القدرة على تقديم الصورة الإسلامية الصحيحة عن الإسلام.

رابعا: التهديدات:

١ - عدم وجود شخصية قيادية للمسلمين في أستراليا تتميز بالعلم الشرعي ولها المرجعية لعامة المسلمين.

٢ - أن هناك تحيزاً وتخوفاً من الحكومة الأسترالية ضد من ينتمون لمنهج السلف خصوصاً بعد أحداث ١١ سبتمبر، وهذا التحيز أيده وشجعه العرقيات والطوائف الإسلامية الأخرى في أستراليا ممن سخر الإعلام للتهجم وانتقاد المنهج السلفي المسمى هناك بالوهابي.

٣ - الاتحاد الأسترالي للجمعيات الإسلامية والجمعيات المكونة له في الولايات الأسترالية لا يرغبون في التعاون أو العمل مع أي مجموعة من المجموعات التي تتصف بالسلفية.

٤ - انتشار الصوفية خصوصاً بين الشباب.

٥ - هجرة العديد من العراقيين والأفغان بعد الحرب يشكل تهديداً كبيراً على الجالية الإسلامية في أستراليا؛ لأن أغلب المهاجرين من الشيعة، وزادوا أعداد مساجد الشيعة، وحالياً يعملون في الدعوة للنمهج الشيعي وأكثرهم تأثيراً هم العراقيون بسبب قوة مستواهم التعليمي وتأثيرهم بالدعوة.


(*) باحث في مرحلة الدكتوراه في أستراليا.
(**) المدير التنفيذي لجمعية الدفاع عن الحقوق المدنية لمسلمي أستراليا.