للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بريد القراء]

د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف

منتدى القراء الألعاب الإلكترونية ... والغزو الانحلالي

إن الغزو الملحوظ والخطير للألعاب الإلكترونية يعد نوعاً خطيراً من أنواع الغزو الذي يؤثر على عقيدة وسلوك وأخلاق وهوية وعادات الأطفال والمراهقين لدى المجتمعات الإسلامية المحافظة اليوم؛ فمحتويات هذه الألعاب تتضمن صوراً خليعة ومقاطع بذيئة وقصصاً فاحشة وخيالية، وطرق العنف المختلفة والمتنوعة، وأساليب لعب القمار وكيفية شرب الخمر. فمثلاً شريط المصارعة يحتوي على فتيات يلبسن ملابس فاضحة ويقمن بحركات ماجنة، وهو الأمر الذي يمثل غواية لأطفالنا وأبنائنا المراهقين، ونلاحظ أن الأنثى حاضرة دائماً بمجونها وإثارتها وإغرائها عبر هذه الأشرطة.

ويمكن القول إن هذه الألعاب الإلكترونية أصبحت تستحوذ على عقول أطفالنا وهمومهم، فلا يكاد يخلو بيت منها حتى أصبحت جزءاً من أثاث غرفة الطفل.

فقد أظهرت دراسة أجنبية مؤخراً أن ألعاب الكمبيوتر لها أضرار كبيرة على عقلية الطفل الذي يعتاد النمط السريع في تقنية وألعاب الكمبيوتر؛ حيث يواجه صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير؛ مما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي سواء في المدرسة أو في المنزل.

وأكد علماء النفس والاجتماع مراراً وتكراراً خطورة هذه الأجهزة التي أصبحت بدورها تخرج لنا شخصيات ناقصة وغير قادرة على الإنتاج والإبداع والابتكار وهذا ما يتمناه الغرب والأعداء.

أخيراً يمكن القول إن مشكلتنا تتمثل في عدم وجود خطة واضحة ومحددة لكيفية شغل أوقات فراغ أطفالنا، مما يحمِّل الأسرة العبء الأكبر في تلافي أضرار هذه الألعاب؛ وهذا مصداق لقول الرسول #: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فعلى الوالدين أن يختاروا ما يكون مناسبًا للطفل في عمره، ولا يحتوي على ما يخل بدينه وصحته النفسية. والله ولي التوفيق.

عبادة نوح

Nooh٢٢@hotmail.com

وراء كل محنة: ابتلا

ء ونعمة

التاريخ دروس وعبر، فيه سنن الله الماضية التي لا تتبدّل بتبدّل الأيام، يقرؤه ليستفيد منه كل عاقل حصيف نبيه، والفَطِنُ الأريب من يستفيد من أخطائه وتجاربه، ويتّعظ بمن حوله من الناس، ويعلم أن بكل رزيّة وبليّة فائدة ونعمة.

ونحن الآن وفي هذه الظروف العصيبة التي تمرُّ بالأمة الإسلامية، من حروب واستعمار وقتل وتشريد وإذلال وهدم وحرق وسلب وتسلّط وتحكّم وتضييق ومنع للحقوق ودعاوى للتغريب والتنصير.. يجب علينا أن نطرح هذه الأزمات على مائدة الدراسة والتشريح لتمييز ما فيها من نافع وضارّ؛ مع البعد عن الآنيَّة واللحظية.

وأنا معك أيها القارئ الكريم، أن أغلبها ضارٌّ ومقيتٌ وموجع، ولكن! لا تخلو المحنة من منحة، ودعونا نختصر المسافات ونبدأ بالنافع، ونقصر الحديث عليه؛ ليس لشيء من التقليل والتهوين من خطر الضار؛ بل لمعرفتنا به ولاتّفاقنا واجتماعنا عليه.

وكذلك لأن النافع قد يخفى على معظم أبناء الأمة الإسلامية لشدّة مكابدتهم للضار من هذه المصائب. لذلك فإن مصبَّ حديثنا اليوم عن المنافع التي من وراء تلك الحروب والأزمات تأكيداً لها وتنبيهاً عليها وفتحاً لباب الأمل والرجاء.

لقد فرضت أمريكا على نفسها سياسة متعجرفة ضد البشرية والإنسانية، لا يجهل ذلك عاقل، ولكنها حين فرضت تلك السياسة فاتَها جانبٌ لم ولن تستطيع أن تسوسه لنفسها، أو دعونا نقول: فتحت على نفسها باباً لا تستطيع مهما صنعت أن تغلقه.

فهي اليوم وبسياستها تلك تسهم في شدِّ انتباه العالم للإسلام ومبادئه؛ فكم من الآلاف الذين قد أسلموا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وهي أيضاً تسارع في صنع النفوس الأبيّة التي ترفض سياستها، وتبني في المجتمعات الإسلامية حواجز تمنع من أن يخترقها كل معادٍ لها، وفتحت باباً للوعي بين الشعوب بحقوق كل شعب وفرد، وصعدت المقاومة ضدها وضد أيّ استعمار، ومكّنت الشعوب من حقها في التعبير عن مشاعر الرفض لسياستها، وأعطت أبناء المجتمعات الإسلامية فكرة كاملة عن الأنظمة الوضعية التي تُحكَم بها تلك المجتمعات، وعمن يحكم بها.

وأمريكا اليوم وبسياستها تلك تصنع ما صنعه ملك أصحاب الأخدود لذلك الغلام الذي عرف الله فعبده، ودعا جليس الملك فأسلم بعد أن أعاد له بفضل الله بصره، فلما بلغ أمرهم الملك أتى بهم خوفاً من أن يُسْلِمَ قومه كلهم فعذّبهم وقتل الراهب والأعمى، وحاول أن يقتل الغلام ـ بعد أن عذّبه ـ فلم يفلح إلا بطريقةٍ وصفَها الغلام للملك كانت سبباً لإسلام قوم الملك.

وهذه القصة معروفة (١) ، لكن لعله فات الكثير منا أن ينتبه لها وأن يقارن بينها وبين أمريكا اليوم، وما تصنعه من سياسة تحاول فيها القضاء على الإسلام والمسلمين.

وأخيراً: أقول: إن دين الله لا بد أن يُنشر بين الناس، فإن لم نكن نحن من ينشره؛ فإن الله سينشره بغيرنا.

وفاء مرزوق

(١) للاطلاع على تفاصيل تلك القصة يرجع ـ مثلاً ـ لكتاب: صحيح القصص النبوي للدكتور عمر الأشقر، ص ٣٠٣.

«السلام قاعدة والحرب استثناء»

إن السلام ليس نقيضاً للحرب؛ لأن الحرب تقابل السلم، وهذا الأخير يعني أن الناس يمكن أن يعيشوا في حالة السلام الجزئي في ظل اضطراب الأوضاع وسوء الأحوال وغياب الاستقرار. وأما السلام فمفهوم شامل وحالة متكاملة لها أبعادها الإنسانية وأسسها المركزية ومراكزها الأساسية وقواها التي تنظمها وتضبط حركتها في منأى عن رجحان الاقتتال والمواجهات العسكرية؛ وذلك من خلال تحقيق سلام الفرد وسلام الأسرة وسلام المجتمع وسلام العالم، وما في ذلك من توفير عوامل ديمومة الأمة والاستقرار والطمأنينة. والسلام وفق هذا المفهوم يعني حالة من الاستقرار الدائم الذي يشمل العالم بأسره وهو قاعدة الإسلام الدائمة واستراتيجيته المستمرة في كل زمان، وغايته الأسمى في الدنيا والآخرة. ولا يخفى على أحد أن السلام تحية الإسلام «السلام عليكم: أي عليكم منا الأمان والطمأنينة» وتأتي الإجابة «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» ومعناها أن عهدنا وعهدكم واحد بأن يتناول الاستئمان والرحمة والمودة في ظلال وارفة من رحمة الله.

والحرب في الإسلام لا تقوم على أساس الظلم والتوسع والعدوان على الآخرين أو السيطرة على مقدراتهم وثرواتهم، أو نهب خيراتهم، أو سلب معتقداتهم، أو الإطاحة بعروش حكامهم، أو رغبة في الإجهاز على حضارتهم أو إفنائهم أو الاعتداء على صوامعهم وأديرتهم، بل هي حرب تقوم على من يقف حجر عثرة في وجه الدعوة السمحة. قال الله ـ تعالى ـ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢١٦] ، وهكذا نرى أن الحرب ضرورة يمليها جحود من يقف شاهراً سيفه في وجه الدعوة. قال الله ـ تعالى ـ: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: ١١٤] . أجل الحرب ضرورة، والسلم قاعدة، والسلام استراتيجية لها ركائزها وأجندتها. قال الله ـ تعالى ـ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإنِ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٩٣] .

سليمان محمد الناصر

[بريد القراء]

- الأخت الفاضلة أم عبد الرحمن (القصيم ـ السعودية) : نشكر لك حسن ظنك وثناءك على منهج المجلة، وهو طريق سارت عليه المجلة ما يربو على عشرين عاماً، وبتثبيت من الله وعونه ثم بك وبأمثالك تستمر مسيرة العطاء. ومرحباً بكِ قارئة للمجلة.

- الأخ الكريم مصطفى عبد الحافظ (المنوفية ـ مصر) : مرحباً بك قارئاً للمجلة، ونشكر لك ثناءك على ما تحتويه من مقالات، وبخصوص اقتراحكم (إصدار دائرة معارف إسلامية) فهذا مشروع كبير يحتاج جهوداً وإمكانات فلعلها تنال حكمها من الدراسة إن شاء الله.

- الأخ الفاضل محمد آل تميرك: اقتراحك محل نظر هيئة التحرير.

- الأخ العزيز إبراهيم محمد المسلم (السعودية) : نشكر لك غيرتك، والموضوع بحق كبير ويحتاج إلى معالجة، ولعل الله أن ييسر ذلك.

- الأخ (أبو رؤى) محمد الحكمي: نشكر لك جميل عبارتك، وموضوع الأسرى المسلمين تناولته المجلة في ملف متكامل ضمن العدد ٢٠٥، ومع ذلك نشاطرك الرأي أن الموضوع بحاجة إلى أن يطرق بأكثر من صورة، وأن تتعاون وسائل الإعلام المختلفة وبخاصة التي تحمل هموم الأمة في ذلك.

- الأخ الفاضل نجيب الحيدري (السعودية) : نشكر لك اقتراحك القيّم وهو محل اهتمام هيئة التحرير، ولعلك تراه في المستقبل بإذن الله.

- الأخ العزيز تركي العثمان (الرياض) : نشكر لك غيرتك على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولعلك ترى ملفاً متكاملاً حول هذا الموضوع في أحد الأعداد القادمة بإذن الله.

- الأخ الفاضل الأمين الحاج محمد رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان: نشكر لك غيرتك على صفاء المنهج، وقد أُرسلت لك رسالة عبر البريد الإلكتروني حول ما ورد في الرسالة، ومرحباً بك كاتباً وقارئاً للمجلة.

- تردنا أحياناً بعض المقالات غير الموقعة بأسماء أصحابها أي (بدون اسم) ولهذا السبب نعتذر عن نشرها.