للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسمار جديد في نعش الشيوعية]

جاء في تقرير قدمه (اليكسي شكولنيكوف) رئيس لجنة الرقابة الشعبية أنه

بعد ٢٠ شهراً من تولي (ميخائيل جورباتشوف) سلطات الحكم لا يزال الاقتصاد

المحلي عرضة لانعدام الانضباط، وأنه تم طرد (١٣) ألف مسؤول اقتصادي في غضون عام واحد بتهمة استغلال النفوذ.

وقال (شكولينكوف) في كلمة أمام مجلس السوفييت الأعلى أنه تمت إدانة

(١٠٠) ألف مسؤول آخر خلال الفترة نفسها بتهمة عدم الانضباط وتزوير الأوراق

الرسمية والاختلاس.

وتضم لجنة الرقابة (٤٦٠٠) خلية تضم بدورها مليونين من العاملين. وأنشئ

هذا الجهاز في إبريل عام ١٩٨٤.

وقال شكولينكوف: إنه تفقد في العام الماضي نشاط ٧ محطات إقليمية للسكك

الحديدية حيث اكتشف تزويراً في الأوراق الرسمية تتعلق بحوالي ٧ ملايين طن من

البضائع. وأضاف: إن عدداً كبيراً من موظفي هذا الفرع قد عزلوا من مناصبهم.

وأنتجت المصانع ٣٥٠ ألف طن من المعادن من بينها (٣٨) ألف كيلومتر من

الكابلات بيد أنها لم تسجلها في الدفاتر مما شجع على حدوث سرقات على نطاق

واسع.

وندد واضع التقرير باستغلال النفوذ في توزيع المساكن ونوعية البناء التي

تدعو إلى الأسف فقال: إنه في مدينة الماتا [كازاخستان] استغلت إحدى لجان

البلدية ٢٦ عمارة سكنية، بينما كانت تنقصها تركيبات الغاز والكهرباء.

وأشار شكولينكوف الى أن إنتاج ملابس الأطفال انخفض خلال الخطة الثانية

عشرة [١٩٨١ - ١٩٨٥] بعد أن رأى الصناع أن هذا النشاط لا يدر أربحاً وفيرة،

وفيما يتعلق بأدوات المنزل فإن انتاجها انخفض في العام الماضي بنسبة ٣٧ مليون

وحدة عنه منذ عشرة أعوام.

نشرت الصحف هذا التقرير في ٢٠/١١/١٩٨٦ نقلاً عن وكالة الأنباء:

ا. ف. ب.

ونشرت الصحف [عن وكالات الأنباء] في ٢٣/١١/١٩٨٦ الخبر التالي:

أعلن مسؤولون سوفييت أن ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين عامل

سيفتتحون مشروعات عمل خاصة بهم العام القادم بعد الموافقة على قانون جديد

يسمح للعامل السوفييتي بالعمل لحسابه الخاص.. وختم المسؤولون السوفييت

حديثهم بقولهم:

ليست هناك قيود على العمل الخاص في وقت الفراغ.

تعليق:

المسؤول الذي لا يؤمن بالله ولا يخشاه سوف يسرق، ويغش، وينهب، ولن

يخشى صرامة القانون لأن الذين يشرفون على تنفيذ هذا القانون مثله، لصوص،

وقطاع طرق، والأرقام التي ذكرها " اليكسي شكولينكوف " متواضعة وغير

صحيحة ومع ذلك فإنها تدل على أن النظام السوفييتي يعاني مشكلات مزمنة،

وتتفاقم هذه المشكلات يوماً بعد آخر، ورغم السرية والكبت والإرهاب فقد اضطر

المسؤول السوفيتي إلى الاعتراف بتراجع الإنتاج وكثرة الاختلاس.

والسماح لملايين العمال بالعمل في القطاع الخاص فيه دليل آخر على هزيمة

النظام السوفييتي أمام الفطرة التي فطر الله الناس عليها.. ولا نقول: إن النظام

الشيوعي قد فشل، لا نقول هذا لأن الشيوعية التي تحدث عنها كارل ماركس لم

تطبق في الاتحاد السوفييتي، رغم الأخاديد التي حفرت والمجازر التي ارتكبت،

وملايين الأرواح التي أزهقت.

فالملكية الخاصة والبنوك والادخار وما إلى ذلك موجود في السوفييت منذ

القديم، وهذا الذي ذكرناه دليل جديد نتمسك به ونواجه به الشيوعيين الملاحدة في

عالمنا الإسلامي، الذين لا يفكرون إلا بعقول قادة الكرملين ... ومثل هذه الهزائم

تأتي بعد تراجع الصين عن النظام الشيوعي، وبعد فشل نبؤات ماركس وتروتسكي

ولينين ويضاف إلى هذا كله ازدياد نشاط المسلمين في الاتحاد السوفييتي رغم

سياسة الكبت والاضطهاد التي تمارس ضدهم.