للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجماعة الأولى]

محمد محدادي- الجزائر

إن ما نعانيه اليوم من اضطراب وفوضى في فهم الدين الذي أدى بدوره إلى

الفرقة والاختلاف إنما سببه عدم معرفة قواعد الحق وسبيل النجاة، قال تعالى:

[ومَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى] [النساء: ١١٥] ، فهذه حجة دامغة وبيان واضح بوجوب اتباع سبيل

المؤمنين الذين كانوا عند نزول هذه الآية هم الصحابة، فهم الحَكَم الفصل في

مواضيع العقيدة من الإيمان والتوحيد والغيبيات، وهم الضابط في المنهاج والسبيل

وعلى كل جماعة أو طائفة تعمل لصالح الإسلام أن يكون ولاؤها التام للجماعة الأم، وهم الصحابة والسلف الصالح، لأن من أبرز الصفات للجماعة الناجية

الاستمرارية، قال تعالى: [والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ] إشارة إلى تاريخ بدء هذه

الجماعة، وقوله تعالى: [والَّذِينَ اتَّبَعُوهُم] إشارة إلى استمرارية ذلك الوجود

بشرط الاتباع.

ولهذا فإن أي طائفة تقر أنها تأسست منذ كذا وكذا، ولا تعلن أنها استمرارية

لمنهج الصحابة في فهم الإسلام وأن ولاءها التام للجماعة الأولى، فقد حكمت على

نفسها بعدم اتصافها بصفة الطائفة المنصورة.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الطائفة المنصورة لا نحيد عن طريقهم إن شاء

الله.