للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الافتتاحية

[وقفة مراجعة]

ونحن ندلف إلى السنة الخامسة من عمر (البيان) نعود قليلاً إلى الوراء ونسأل

أنفسنا: هل قمنا بواجب الكلمة؟ وحتى لا نغمط أنفسنا حقها نقول: نعم، ولكن لا

زلنا نعتبر أنفسنا في بداية الطريق ولا يزال في النفس أشياء كثيرة لم تحقق، ومن

أول يوم بدأنا فيه كانت هناك آمال وطموحات وخطط بعيدة حققنا بعضها، ولم

نحقق البعض الآخر، ونحن مع شكرنا العميق لمن ساهم وشارك في الكتابة أو النقد

والتصحيح، فإننا نطالب أصحاب الأقلام القوية وأصحاب العلم والأدب أن يقدموا

ما يرونه واجباً عليهم تجاه دينهم وتجاه إخوانهم المسلمين في كل مكان.

والمعركة الإعلامية مع أعداء الإسلام معركة شرسة لا تغطيها مجلة شهرية أو

صحيفة يومية، بل تحتاج لأكثر من ذلك.

إن الإعلام في الغرب من أخطر الأسلحة لإقناع الجمهور بأفكار من يسيطر

على هذا الإعلام، فهل ينتبه من يستطيع أن يقدم شيئاً ذا بال ولا زال يتردد في

تقديمه؟

لقد تأكد لنا بعد هذه السنوات أن الصحافة هي مهنة المتاعب فعلاً، فنحن

نحاول المحافظة على التوازن القائم في البيان وهو توازن دقيق وصعب، فلا هي

بالمجلة الأكاديمية البحتة، ولا هي بالمجلة الخفيفة التي يتصفحها القارئ بسرعة ثم

يرمي بها جانباً، وليست مجلة إخبارية مصورة ولا هي المتخصصة بالسياسة..

نريدها أن تكون وسطاً جامعة مثقفة لطبقة المتعلمين من المسلمين.

بعض القراء يشكون من عدم وجود أقلام المشهورين من الكتاب، ونحن مع

احترامنا لهؤلاء المشهورين، لكن بعضهم لا يكتب للصحافة أبداً وبعضهم يستفيد

منه القراء في مجلات كثيرة فما الفائدة من التكرار؟ وشيء آخر هو وجود طاقات

مغمورة غير مشهورة ولكنها تحمل فكراً وعلماً، نريد من هؤلاء أن يبرزوا كما

نريد تشجيع الطاقات الشابة، وهي طاقات لا بأس بها ولكنها خجولة ومترددة.

هذا ما يقترحه القراء أو يلاحظونه، وأما نحن فنشكو من قلة القراء والقراءة، إننا ونحن نحاول استخلاص النافع المفيد من الإخوة الكتاب ومن واقع العالم

الإسلامي المعاصر نشعر بالأسى لقلة من يقرأ خاصة في بعض البلدان أو المناطق،

لقد سيطرت على الساحة الثقافية الكتيبات الصغيرة والمقالات الخفيفة السريعة،

والعجيب أن المجلات التي تمثل الفكر القومي أو العلماني أو القومي - الديني كما

يسمونه كلها مجلات متخصصة فكرية ليس فيها ألوان ولا صور، وكلها مقالات

طويلة، ودراسات جادة، فهل الإسلاميون هم الوحيدون الذين يريدونها قراءة خفيفة!

ونعود مرة أخرى إلى موضوع (المضمون والشكل) ونحن نعلم أن أي أمر لا

يجدد ولا يقع فيه التجديد دائماً سيتوقف عند مستوى معين ثم يبدأ التدهور والرجوع

الى الخلف، نحن مقتنعون بهذا ونعتقد أنه لابد أن نسعى دائماً إلى الأفضل ونرقى

بالمجلة شكلاً ومضموناً، وليس من المعقول أن يحرر المجلة عدد محدود فلا بد إذن

من المشاركة الفعالة، مشاركة من اكتوى بِحرِّ المعركة مع التغريب والضحالة

والسطحية ومن تعمق في فهم أصولنا وثقافتنا ومن عرف واقع المسلمين وواقع

أعدائهم، وهؤلاء كثر والحمد لله، ولعل القراء يلتقون بهم سواء في مجلتنا أو أي

مجلة إسلامية جادة.