للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأخ الكريم مدير تحرير مجلة " البيان "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كم سررت عندما اطلعت على العدد الأول من هذه المجلة الغراء.. وكم

طربت لمقدمتها التي تبين فيها منهاجها، وخاتمتها التي تطالب فيها جميع المسلمين

- بلا تفريق بينهم - بالمشاركة في المجلة، وتفتح أبوابها للجميع، وهي نغمة

جديدة لم نتعود سماعها، ولذلك فكلنا أمل أن تستمر هذه المجلة على هذا الطريق،

وأن تلقى من المسلمين المحل الذي تستحقه..

كان خير مقالات المجلة - في نظري - الرسالة المفتوحة إلى المجاهدين

الأفغان، وآمل أن تكثر هذه النوعية من المقالات..

هنالك ملاحظات لابد منها - وإن كان ذلك لا يقلل من قيمة المجلة - خاصة

وأن المجلة في بدايتها الأولى، فالأولى والأحرى أن نشدد عليها الآن؛ كي يستقيم

عودها وتشق طريقها على أحسن وجه:

١- المجلة - فيما يظهر - مترددة بين أن تكون مجلة مقالية، يطالع فيها

القارئ وجهات نظر شخصية لكاتبيها، أو أبحاثاً متخصصة تتميز بالطابع العلمي،

ولا تمس الواقع المعاصر - أعني الأحداث السياسية الجارية - هذه وجهة..

والأخرى أن تكون مجلة خفيفة تعالج مشاكل المسلمين دون أن تتوجه نحو البحث

العميق، وتنشر الأبحاث القصيرة.. من مثل: الرسالة المفتوحة أو موضوع

المجاعة.. والذي أراه أن كلا الجانبين مهم، لكن لكل النوعين قراؤه الراغبون فيه، والذي أخشاه أن يعرض عنها الأكاديميون العلميون؛ لأنها صحيفة المقالة الخفيفة، وأن يعرض عنها كذلك عامة الناس؛ لأنها جافة تتحدث بمنطق علمي لا صلة له

بالواقع.

٢ - ذكر أن المجلة تصدر كل شهرين مؤقتاً، والذي نرجوه أن تصدر كل

أسبوع في أقرب فرصة - بإذن الله - فإن حاجة الساحة الإسلامية لمثل هذا العمل

شديدة جداً.

٣ - إخراج المجلة لم يعطَ من العناية ما يستحق.. فإن في الساحة مجلات

سياسية لها طابعها في الإخراج، وفيها أيضاً مجلات علمية لها أيضاً طابعها المميز.. والمجلة لم تسلك هذا الطريق أو ذاك بل ظهرت أشبه بكتاب دوري! !

٤ - من مظاهر عدم العناية بالإخراج نوعية الحرف المستخدم في الطباعة..

فقد استخدم حرف كبير، بحيث يستهلك المقال القصير العديد من الصفحات.. وذلك - في نظري - عيب لا شك فيه، فالذي أراه أن يعاد النظر تماماً في الإخراج وأن تخرج بطريقة تشبه - مثلاً - الكثير من المجلات الثقافية المشهورة (العربي أو غيرها) ، كما أرى أن يزداد من عدد صفحات المجلة وأبوابها، ويزداد من تنوع المواضيع وطريقة صياغتها.. مع استخدام العناوين الجانبية، والتنسيق بالكلمات ذات البنط العريض.. إلخ، ويستعان في ذلك بالأشكال والزخارف التي تزيد من وضوح الفكرة، وتزيل السأم عن القارئ، مع عدم مخالفتها للشرع حسب اجتهادكم.

٥ - عنوان المقال في كثير من الأحوال يدفع الناس لقراءته أو لعدم قراءته..

ولقد كانت عناوين مقالات العدد الأول ذات طابع تقليدي غير مشوق، وأرجو

أن لا يغضبكم هذا، فإنما هي النصيحة، فعناوين مثل: الإرجاء، مفهوم الحرية،

والبلاغة والبيان ... إلخ، ليس لها وقع في النفوس، مثل وقع: قضايا معاصرة،

مع القراء، المنتدى الأدبي، لكل مشكلة حل.. إلخ.. ثم وضع هذه العناوين على

شكل (فهرس) في صفحة كاملة في مدخل المجلة، كل ذلك من الأشياء التي لا

تعطي انطباعاً بالتشويق والتجديد..

وختاماً - إخوتي الأحبة! - ليست هذه الكلمات تثبيطاً لكم، ولا هي استهانة

بجهودكم، ولا استخفافاً بقيمة عملكم.. كلا.. كلا، لكنها كلمات المحب المخلص

الغيور، الذي يطمع أن يرتقي بالجهود إلى القمة المنشودة.

ومَن يتهيب صعود الجبال ... يَعِشْ أبد الدهر بين الحُفَر!

أخوكم عبد العزيز الخليفة

البيان:

جزى الله الأخ عبد العزيز الخليفة كل خير على ما جاء في رسالته الكريمة،

ونؤكد للأخ بأن المجلة ليست مترددة بين نوعين من المقالات، وقد درست هذه

الأمور بعناية قبل إصدار المجلة، والحرف الذي استُخدم في الكتابة ليس كبيراً كما

وصفه الأخ.. وبقية نصائحك وملاحظاتك سوف تكون موضع اهتمامنا، ونحن لا

نستغني عن مشاركتك ومشاركة كل مخلص قادر على الكتابة، والمجلة مجلتك -

ياأخى! - لأن أهدافنا واحدة والحمد لله.