للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طب

[دواعي إعطاء الحليب المعدل]

د.محمد هليِّل

كنا قد بينا مزايا حليب الأم على الحليب المعدل، ومردود الإرضاع الطبيعي

على الطفل والأم معاً، وأرجو ألا يفهم من هذا أن الحليب المعدل ضار، أو أنه

يفتقر إلى كثير من خواص الحليب الطبيعي، وإلا لما كنا نسمح للأطفال بتناول هذا

الحليب، والسؤال الذي يطرح نفسه: متى يصح أن نعطي الطفل حليباً معدلاً؟

والإجابة على هذا السؤال تتطلب أن نتعرف على السبب الذي يدفعنا للجوء

إلى الحليب المعدل، هل هو كبديل أم هو كغذاء مساعد، وفي كلتا الحالتين ننصح

الأمهات ألا يباشرن أطفالهن حليباً معدلاً إلا بعد الاستشارة الطبية؛ لأن إعطاء

الطفل حليباً معدلاً يفقده الاهتمام بحليب أمه وبالتالي ينقطع عنه نهائياً.

إن الحالات التي تضطرنا للحليب المعدل كمصدر للغذاء - هي قليلة من

الناحية الطبية ونستطيع أن نجملها في النقاط التالية:

يمكن إعطاء الحليب المعدل كغذاء مساعد بالإضافة لحليب الأم إذا كانت كمية

الأخير لا تسد حاجة الرضيع لوجود توأمين مثلاً، أو بسبب تغيب الأم عن الطفل

لفترة من الزمن بسبب عملها خارج البيت، كالتدريس، أو التمريض، حيث يمكن

إعطاء الطفل رضعة واحدة أو اثنتين من الحليب المعدل ريثما تعود الأم من عملها.

أما الحالات التي يتطلب الأمر فيها وقف الرضاعة الطبيعية والاستعاضة عن

حليب الأم بالحليب المعدل فهي نادرة نسبياً ومؤقتة في معظم الأحيان ويجب ألا يلجأ

إليها إلا بعد الاستشارة الطبية وهي تتلخص فما يلي:

- أمراض قد تصيب الأم فتمنع الإرضاع الطبيعي:

* الأمراض المعدية: كالتدرن الرئوي النشط، وحمى التيفويد، أو انتانات

الدم (Septcaemia) أو خُرَّاج الثدي الأيمن والأيسر.

* أمراض عامة وشديدة: كقصور القلب، وفرط نشاط الغدة الدرقية

(Thyrotoxicosis) والأورام الخبيثة والقصور الكُلوي المزمن، والهزال

الشديد.

* الجنون والأمراض العصبية كالصرْع.

* الحمل: لا سيما بعد دخول الأم الثلث الثاني من الحمل.

* تناول الأم لأدوية ضرورية لصحتها قد تؤثر على الرضيع.

- أما إذا أصيب الطفل الرضيع ببعض أمراض الأيض الخَلْقية: (in born

errors of metabolism) (وهي حالات نادرة الحدوث) فإنه يعطَى حليباً خاصاً

بدل حليب أمه.

تمنع الرضاعة كلياً عن الطفل الخديج الذي لم يكتمل نموه وقت ولادته حتى

يشتد عوده ويكبر حجمه ويزداد وزنه، ويعطى المحاليل المغذية الخاصة بالوريد.

مهم جداً أن نعرف أن بعض أصناف الحليب المعدل لا تناسب إلا فئات

عمرية معينة، فهي ذات تركيب وعناصر تغذية تتلاءم مع هذه الفئات دون غيرها، ويجب ألا تعطى لأطفال يقلون عن تلك الأعمار، وإلا أضرت بهم.

مما سبق نرى أن إضافة الحليب المعدل كغذاء مساعد أو كبديل لحليب الأم -

يكون في حالات محددة وطبية، وليس بناءً على رغبة اجتماعية أو مظهر جمالي

تود الأم أن تحتفظ لنفسها به أو انسياقاً وراء وسائل الدعاية المختلفة.