للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هل تضرب إسرائيل

المفاعل النووي الباكستاني؟

عدنان محمد عبد الرزاق

نسأل الله تعالى ألا نكون عن عدونا غافلين ولا نكون كذلك من المهولين، فقد

ذاق العرب سابقاً وبال أمرهم إذ كانوا من الغافلين والمستهينين بقدرة عدوهم، وبعد

ذلك انقلبوا مهولين خائفين من قوته وهذا ما أراده العدو لهم بل ما أرادوه لأنفسهم.

والحقيقة أن إسرائيل تخطط وتعمل ليل نهار وتنفذ بالوقت المناسب، وما عملية

ضرب المفاعل النووي العراقي وقصر المنظمة في تونس وإنقاذ الرهائن في

عنتيبي (أوغندا) .

والذي لا بد من قوله: أن الإستراتيجية الغربية (إنكلترا سابقاً وأمريكا لاحقاً)

حين ساعدوا إسرائيل في البناء ساعدتها لتكون جزءاً منها فأي اعتداء على إسرائيل

أو تهديد لن ترضى عنه دول الغرب والعكس كذلك، وهذا الربط يقودنا إلى السعي

الجاد والمستمر الذي تسعاه أمريكا للضغط على باكستان من أجل إيقاف أو تأخير أو

إفشال برنامجها النووي.. لماذا تلهث أمريكا وراء ذلك وهي الساكتة عن برامج

الهند النووية وإسرائيل؟ وهذا لا يخفى على أحد من أن الخوف أشد الخوف من أن

يتمكن الباكستان من صنع تلك القنبلة والتي يمكن أن تهدد أمن إسرائيل بشكل أو

بأخر.

والباكستان وإن كانت عن الإستراتيجية الغربية ليست بعيدة، إلا أنها عن

استراتيجيتها وهواجسها الخاصة وتاريخها ومستقبلها في المنطقة يفرض عليها أن

تكون قوة متوازنة مع أعدائها وفي مقدمتهم الهند.

هذا ما يفسر لنا أن من أهم أسباب دعم الباكستان للمجاهدين الأفغان لعل

أفغانستان تصبح عمقاً استراتيجياً لباكستان إزاء الهند وهذا ما لا ترضاه أمريكا

وكان من نقاط الخلاف مع القادة البكستانيين ابتداء من ضياء الحق حتى اليوم.

وأمريكا وإن كانت تدرك تماماً ظروف باكستان ولا تذهب مذهب إسرائيل من

أن هذه القنبلة سوف تهدد أمن إسرائيل إلا أنها (أمريكا) تخشى أن يفلت الأمر من

يدها وهذا ما نشهد بداياته الآن؛ فأمريكا التي كانت تحتضن الباكستان وتدعمه

وتؤدبه عند الغرور فقد عجزت رغم كل ثقلها عن إنجاح بي نظير بوتو لتفوز

كرئيسة للوزراء، والبكستانيون وإن كانوا من أقل الشعوب تأثراً بالأحداث التي

تدور في العالم اليوم إلا أن رياح التغيير لامست وجوههم فأفرزت الانتخابات

الأخيرة التي توقع لها الشعب أن تضع حلولاً لمشاكلهم المستعصية وثار غضب

أمريكا وخشيت أن يتسلل للسلطة بعض الإسلاميين وحذرت إن لم توقف الباكستان

برنامجها النووي فسوف تقطع عنها المساعدات ولكن كما ذكرنا سابقاً هذا موضوع

غير قابل للنقاش وفعلاً قطعت أمريكا مساعداتها العسكرية والغذائية وبدأت في

باكستان مرحلة ضائقة اقتصادية خانقة حبست الحكومة في اعتباراتها الأولى وهو

بداية الأزمات التي تخطط لها أمريكا وحلفاؤها ومع تشابك الخيوط في الخليج وما

حوله ومع فشل محاولات الضغط الأمريكية على باكستان يصبح الخيار العسكري

والذي كانت تطالب به إسرائيل قائماً وهو ضرب المفاعل النووي الباكستاني والذي

قد خطط له سابقاً بمعاونة فنية من الهند والتي كانت تدعو إسرائيل له وهذا الأمر لن

يفاجئ باكستان إذ أنها هددت إسرائيل سابقاً من أنها سترد رداً مؤلماً ولكن المضحك

المبكي أن تهدد باكستان (١٢٠ مليون نسمة) وعلى بعد آلاف الأميال من إسرائيل

وتخشاها وتحتج كما تحتج على الحكم الشيوعي في أفغانستان حين تسقط على

أراضيها صواريخ سكود ويقتل عشرات الأبرياء إلى متى ذلك أما آن الأوان لكي

نُهَدِدْ ولا نُهَدَد ونخيف ولا نخاف والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول:

«نصرت بالرعب مسيرة شهر» فهلا نتبع خطاه وننصر وليس أمام الباكستانيين إذا أرادوا العزة في الدنيا والآخرة غير تقنين شرع الله فالدنيا الآن تجاهر بكفرها فعلينا أن نجاهر بتطبيق شرع ربنا القائل [وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ] .