للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو يقعُ في الإسناد غالبًا. وقد يَقعُ في المَتْن.

لكنْ قَلّ أنْ يَحْكُمَ المُحَدِّثُ على الحديث باضطرابٍ بالنسبة إلى اختلافٍ في المَتْنِ دونَ الإسناد.

وقد يقعُ الإبدال عَمْدًا لِمَنْ يُرادُ اختبارُ حِفْظِهِ امتحانًا مِن فاعله، كما وقع للبخاري (١) والعُقَيْلي (٢) وغيرهما.

وشرطُه ألَّا يستمرّ عليه بل ينتهي بانتهاء الحاجة، فلو وقعَ الإبدالُ عَمْدًا لا لمصلحةٍ بل للإغراب مثلًا فهو من أقسام الموضوع، ولو وقع غَلَطًا فهو من المقلوب أو المُعَلَّل.

أو إن كانتِ المُخالَفةُ بتغيير حرفٍ أو حروف مع بقاء صورة الخطِّ في السِّياق فإن كان ذلك بالنسبة إلى النَّقْطِ فالمُصحَّف.

وإن كان بالنسبة إلى الشكل فالمُحَرَّف (٣).

ومعرفَةُ هذا النوعِ مُهِمَّة، وقد صنَّف فيه العسكري (٤) والدارقطني


(١) امتحان البخاري أنه لمَّا وَرَد مدينة بغداد قلبوا له مئة حديث وعرضوها عليه، فأعاد كل حديث إلى الصواب فأذعنوا له.
انظر التفصيل في تاريخ بغداد: ٢: ٢٠ وطبقات الشافعية: ٢: ٢١٨ وغيرهما.
(٢) هو محمد بن عمرو بن موسى، الحافظ المتقن الكبير، مُحَدِّث الحرَمَين، (ت ٣٢٢). من كتبه: الضعفاء (ط).
وقصة امتحانه -كما ذَكَر مَسْلَمة بن قاسم- أنه كان يقول لِمَنْ يَتلقَّى عنه: اقرأْ من كتابِك، ولا يُخْرِجُ أصلَه، فتكلَّمْنا في ذلك، وقُلنا: إمّا أنْ يكون من أحفظِ الناس أو من أكذب الناس، فاتفقنا على أن نكتب له أحاديث من روايته ونزيد فيها وننقص، فأتيناه لنمتحنه، فقرأتُها عليه فلما أَتيتُ بالزيادة والنقص فَطِن لذلك، فأَخذ مني الكتاب وأخذ القلم فَأَصْلَحها من حفظه، فانصرفْنا من عنده وقد طابتْ نفوسُنا، وعلمْنَا أنه من أحفظ الناس.
(٣) المُصَحِّف: هو ما غُيِّر فيه النَّقْط.
والمُحَرّف: ما غُيِّر فيه الشَّكْل مع بقاء الحروف.
ويُطلَق المُصحَّف والتصحيف على ما يشمَلُ الأمرَين فتنبّه.
(٤) هو الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ولد (٢٩٣) راوِيَة علَّامة مُحدِّث، من=

<<  <   >  >>