للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليقبلوا شهادة الله تعالى بطهارته، وإن كانوا من أتباع إبليس وجنوده، فليقبلوا إقرار إبليس بطهارته إنتهى كلام الإمام.

قيل للحسن البصري: كيف ترى الدنيا؟ فقال: شغلني توقع بلائها عن الفرح برخائها فأخذه أبو العتاهية فقال:

تزيده الأيام إن أقبلت ... شدة خوف لتصاريفها

كأنها في حال إسعافها ... تسمعه رقعة تخويفها

من كلام الحسن يا ابن آدم أنت أسير الدنيا رضيت من لذتها بما ينقضي، ومن نعيمها بما يمضي؛ ومن ملكها بما ينفد، ولا تزال تجمع لنفسك الأوزار، ولأهلك الأموال فإذا مت حملت أوزارك إلى قبرك. وتركت أموالك لأهلك.

[بعض ما قيل في النساء]

عيرت امرأة ديوجانس الحكيم بقبح المنظر فقال لها: يا هذه إن منظر الرجال بعد المخبر، ومخبر النساء بعد المنظر فخجلت.

ورأى يوماً امرأة قد حملها السيل فقال لأصحابه: هذا موضع المثل دع الشر يغسله الشرور ورأى امرأة تحمل ناراً فقال: الحامل أشر من المحمول.

ورأى يوماً امرأة متزينة يوم عيد، فقال هذه إنما خرجت لترى لا لترى. ورأى جارية تعلم الكتابة فقال: هذا سم يسقى سماً.

قال بعض أصحاب الإسكندر إنه دعاهم ليلة ليريهم النجوم، ويعرفهم خواصها وأحوال مسيرها فأدخلهم إلى بستان، وجعل يمشي معهم ويشير بيده إليها حتى سقط في بئر هناك فقال: من تعاطى علم ما فوقه بلي بجهل ما تحته.

قيل لدعبل الشاعر: ما الوحشة عندك؟ فقال النظر إلى الناس ثم أنشد:

ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم ... الله يعلم أني لم أقل فندا

إني لأفتح عيني حين أفتحها ... على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا

لبعضهم

تشك دهرك ما صححت به ... إن الغنى هو صحة الجسم

هبك الخليفة كنت منتفعاً ... بغضارة النيا مع القسم

لبعضهم

لقد عرفتك الحادثات نفوسها ... وقد أدبت إن كان ينفعك الأدب

ولو طاب الإنسان من صرف دهره ... دوام الذي يخشى لأعياه ما طلب

لبعضهم وهو ابن عبيد

يا أيها السائل عن منزلي ... نزلت في الخان على نفسي

كان عمر بن عبد العزيز يقول في دعائه اللهم أغنني بالإفتقار إليك ولا تفقرني بالإستغناء عنك.

الخنس والكنس التي أقسم الله سبحانه بهم في كتابه العزيز هم الخمسة المتحيرة من خنس

<<  <  ج: ص:  >  >>