للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو نؤاس

خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام

مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام

إنما العاقل من ... ألجم فاه بلجام

شبت يا هذا وما ... تترك أخلاق الغلام

والمنايا آكلات ... شاربات للأنام

لبعضهم في قاض اسمه عمر، عزل عن القضاء وولى مكانه آخر اسمه أحمد لمال بذله لذلك:

(أيا عمر استعد لغير هذا ... فأحمد بالولاية مطمئن)

(وتصدق فيك معرفة وعدل ... ولكن فيه معرفة ووزن)

لبعضهم:

(لا تحقرن صغيرا في مخاصمة ... غن الذبابة أدمت مقلة الأسد)

[رأي النصارى في الأقاليم]

النصارى مجمعون على أن الله تعالى واحد بالذات، ويريدون بالأقانيم الصفات مع الذات ويعبرون عن الأقانيم بالأب والإبن وروح القدس، ويريدون بالأب الذات مع الوجود ويريدون بالإبن الذات مع العلم ويطلقون عليه اسم الكلمة، ويريدون بروح القدس الذات مع الحياة. وأجمعوا على أن المسيح ولد من مريم، وصلب، والإنجيل الذي هو بأيديهم: إنما هو سيرة المسيرة عليه السلام جمعه أربعة من أصحابه وهم متى، ولوقا، وماريوس، ويوحنا. ولفظة الإنجيل معناها البشارة، ولهم كتب تعرف بالقوانين وضعها أكابرهم يرجعو إليها في الأحكام من العبادات والمعاملات ويصلون بالمزامير، والمشهور من فرقهم ثلاثة: الأولى الملكانية يقولون قد حل جزء من اللاهوت في الناسوت واتحد بجسد المسيح وتدرع به، ولا يسمون العلم قبل تدرعه إبناً، وهؤلاء قد صرحوا بالتثليث وإليهم الإشارة بقوله تعالى: " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " وهؤلاء قالوا إن القتل والصلب وقع على الناسوت لا على اللاهوت. الثانية اليعقوبية قالوا إن الكلمة انقلبت لحماً ودماً فصار المسيح هو الإله وإليه الإشارة بقوله تعالى: " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>