للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فضايل محمودة ينشرها زكي شيمهم لأن لتقلب الأحوال سكرة يظهر من الأخلاق مكنونها ويبرز من السرائر مخزونها، لا سيما اذهبت من دون تأهب وهجمت من غير تدرج.

قال الفضل بن سهل من كانت ولايته فوق قدره تكبر لها، ومن كانت ولايته دون قدره تواضع لها، وأخذ هذا المضمون بعض البلغاء، وزاد عليه، فقال الناس في الولاية اثنان: رجل يحل عن العمل بفضله ومروته، ورجل يجل بالعمل لنقصه ودنائته، فمن جل عن عمله ازداد به تواضعاً وبشراً، ومن جل عنه عمله تلبس به تجبراً وكبراً.

[من صفات الدنيا]

قال بعض الحكماء: الموت كسهم مرسل عليك وعمرك بقدر مسيره إليك.

من كلام بعض البلغاء الدنيا إن أقبلت بلت وإن أدبرت برت أو أطنبت بنت أو أركبت كبت أو بهجت هجت أو أسعفت عفت أو أينعت نعت أو أكرمت رمت أو عاونت ونت. أو ما جنت جنت، أو سامحت محت أو صالحت لحت أو واصلت صلت أو بالغت لغت، أو وفرت فرت أو زوجت وجت أو نوهت وهت أو ولهت لهت أو بسطت سطت.

الذي في أكثر التفاسير المحدث عنه بقوله تعالى: " عبس وتولى " هو النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ابن أم مكتوم، وعنده صناديد قريش، والقصة مشهورة وذهب بعضهم إلى أن المحدث عنه رجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي عبس لما دخل ابن أم مكتوم وهو يذهب الشريف المرتضي، قال ان العبوس ليس من صفاته صلى الله عليه وسلم، مع الأعداء المباينين فضلاً عن المؤمنين المسترشدين، وكذا التصدي للأنبياء، والتلهي عن الفقراء ليسا من سماته كيف وهو القائل: الفقر فخري والوارد في شأنه وأنك لعلي خلق عظيم.

وقد روى عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ان الذي عبس كان رجلاً من بني أمية لا النبي صلى الله عليه وسلم.

قال بعض الحكماء: ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحياءك من ربك وقال بعضهم. من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر، ودعا قوم رجلاً كان يألفهم في المداعبات، فلم يجبهم، وقال: إني دخلت البارحة الأربعين وأنا استحي من سني.

<<  <  ج: ص:  >  >>