للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صوتا، يا أيها الناس اتقوا الله، ثم طار وأتى من الغد وفعل ذلك، ثم ما رؤي بعدها ومات رجل من بعض أكوار الأهواز، فسقط طاير على جنازته، وصاح بالفارسية، إن الله قد غفر لهذا الميت ومن حضر جنازته انتهى.

[وجود الله سبحانه]

غن التصديق بوجوده تعالى من أجلى البديهيات، كما قال، " أفي الله شك فاطر السموات والأرض " كذلك تصور كنه الحقيقة أو ما ما يقرب من الكنه من أمحل المحالات " ولا يحيطون به علما " كيف وسيد البشر صلوات الله عليه وآله يقول: " ما عرفناك حق معرفتك " وقال عليه السلام " إن ن الله اجتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار، وإن الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه لأنتم ": وما أحسن قول ابن أب الحديد:

تاه الأنام بسكرهم ... فلذاك صاحي القوم عربد

تالله لا موسى الكليم ... ولا المسيح ولا محمد

كلا ولا جبريل وهو ... إلى محدل القدس يصعد

علموا ولا النفس البسيطة ... ولا العقل المجرد

من كنه ذاتك غير أنك ... أو حدى الذات سرمد

فليخسأ الحكماء عن ... حرم له الأملاك سجد

من أنت يارسطو ومن ... أفلاط قبلك يا مبلد

ومن ابن سينا حين هذب ... ما أتيت به وشيد

ما أنتم إلا الفراش ... رأى السراج وقد توقد

فدنا فأحرق نفسه ... ولو اهتدى رشدا لأبعد

والحاصل أن كل ما يتصوره العالم الراسخ فهو عن كنه الحقيقة بفراسخ. وكل ما وصل إليه النظر العميق، فهو غاية مبلغة من التدقيق، وسرادقات الذات عن ذلك بمراحل وأميال، لا يستطيع سلوكها بريد الوهم والخيال. وللله در من قال:

فيك يا أغلوطة الفكر ... تاه عقلي وانقضى عمري

سافرت فيك العقول فما ... ربحت إلا أذى السفر

رجعت حسرى وما اطلعت ... لا على عين ولا أثر

<<  <  ج: ص:  >  >>