للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من صدره ووجهه فرجعت الجارية وهي تقول: من لا يطيق مشاهدة غبار نعالنا، كيف يطيق مطالعة جمالنا.

أقول: وما أشبه هذه القصة بقصة موسى على نبينا وعليه السلام: " ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني، فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقاً ".

قيل لبعض العارفين: هل تعرف بلية لا يرحم من ابتلي بها ونعمة لا يحسد المنعم عليه بها؟ قال هي الفقر؟ ويقال إنه لما سمع بعض العارفين الكلام المشهور: نعمتان مكفورتنان: الصحة والأمان، قال: إن لهما في ذلك ثالثاً لا يشكر عليه أصلاً، بخلاف الصحة والأمن، فإنه قد يشكر عليهما، فقيل: ما هو؟ فقال ذلك الفقر، فإنها نعمة مكفورة من كل من انعم عليه به، إلا من عصمه الله.

[الوقت باصطلاح الصوفية]

، هي الحال الحاضرة التي يتصف السالك بها، فإن كان سروراً فالوقت يكون سروراً، وإن كان حزيناً، فيكون حزيناً، وهكذا، وقولهم: الصوفي ابن الوقت، يريدون به أنه لا يشتغل في كل وقت إلا بمقتضياته من غير التفات إلى ماض، أو مستقبل.

لا أدري

اديرت علينا بالمعارف قهوة ... يطوف بها من جوهر العقل خمار

فلما شربناها بأفواه فهمنا ... أضاءت لنا منه شموس وأقمار

وكاشفنا حتى رأيناه جهرة ... بأبصار صدق لا تواريه أستار

فغبنا به عنا فنلنا مرادنا ... ولم يبق عنا عند ذلك آثار

لبعضهم:

يا مالكا ليس لي سواه. . وكم له في الورى سوائي

وليس لي عنه من براح ... في العسر واليسر والرجاء

ظهرت للكل لست تخفى ... وأنت أخفى من الخفاء

وكل شيء أراك فيه ... بلا جدال ولا مراء

فعن يميني وعن شمالي ... ومن أمامي ومن ورائي

<<  <  ج: ص:  >  >>