للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{سبحان الذي خلق الأزواج كلها، مما تنبت الأرض ومن أنفسهم، ومما لا يعلمون} ثم أنشد:

(يا من يرى مد البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل)

(ويرى عروق نياطها في نحرها ... والمخ في تلك العظام النحل)

(اغفر لعبد تاب من فرطاته ... ما كان منه في الزمان الأول)

[علم التصوف]

التصوف علم يبحث عن الذات الأحدية، وأسمائه وصفاته من حيث إنها موصلة لكل من مظاهرها ومنسوباتها إلى الذات الإلهية. وموضوعه الذات الأحدية ونعوتها الأزلية، وصفاتها السرمدية، وبيان مظاهر الأسماء الإلهية والنعوت الربانية، وكيفية رجوع أهل الله تعالى إليه سبحانه، وكيفية سلوكهم ومجاهداتهم ورياضاتهم، وبيان نتيجة كل من الأعمال والأذكار في دار الدنيا والآخرة على وجه ثابت في نفس الأمر. ومبادئه معرفة حده، وغايته، واصطلاحات القوم فيه.

قال بعض العارفين: من كان نظره في وقت النعم إلى المنعم لا إلى النعمة، كان نظره في وقت البلاء إلى المبلى لا إلى البلاء، فيكون في جميع حالاته غريقا في ملاحظة الحق، متوجها إلى الحبيب المطلق، وهذه أعلى مراتب السعادة.

بعضهم:

(أرأيت ما قد قال لي بدر الدجى ... لما رأى طرفي يزيد سهودا)

(حتام ترمقني بطرف ساهم ... أقصر فلست حبيبك المفقودا)

ذكر في المعتبر: أن فاطمة صلوات الله عليها قبضت من تراب قبر النبي [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] فوضعته على عينيها وقالت:

(ماذا على من شم تربة أحمد ... ألا يشم مدى الزمان غواليا)

(صبت علي مصائب لو أنها ... صبت على الأيام صرن لياليا)

الأمي: من لا يكتب، منسوب إلى أمة العرب، المشهورين بعدم الخط والكتابة. ووصف نبينا محمد [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] بالأمي لذلك.

كان عمر بن فطر بن سهل الداري يغير أحيانا على مسارح النعمان بن المنذر، فطلبه زمانا فلم يقدر عليه، فأمنه وجعل له مائة ناقة إن دخل في السلم، فقبل ذلك، ودخل على

<<  <  ج: ص:  >  >>