للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن سعد عن أبيه كلّهم عن النبي صلى الله عليه وسلم خرّجه عنهم مسلم وغيره. وقوله كنت له شهيداً شفيعاً أو شهيداً يحتمل أن يكون أحد المحدثين شك أيّ الكلمتين قال، ويحتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلّم بالكلمتين جميعاً فيكون شهيداً بالصبر وبالخير أو يكون شفيعاً إن احتاج إلى الشفاعة، فكأنهما ضربان من الناس، ويحتمل أن تكون أو بمعنى الواو وقد حمل قوله تعالى " إلى مائة ألف أو يزيدون " على ذلك، وتكون الشفاعة على هذا التأويل الشفاعة بالإراحة من الموقف الشاملة للمؤمنين لأنهما شفاعتان والشفاعة الأخرى للمذنبين من أمّته. وأصل اللأواء من لأي إذا عطف وهي الشدة التي تعطف الناس بعضهم على بعض.

أنشد أبو علي " ١ - ١١، ١٠ " لسلامة بن جندل:

حتى تركنا وما يثنى ظعائننا

قال المؤلف وقبل البيت:

كنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قرع الظنابيب

وشدّ كور على وجناء ناجية ... وشدّ سرج على جرداء سرحوب

يقال محبسها أدنى لمرتعها ... وإن تعادى ببكء كلّ محلوب

حتى تركنا وما يثنى ظعائننا ... يأخذن بين سواد الخطّ واللوب

قوله كان الصراخ له قرع الظنابيب: يريد الجدّ في نصرته. يقال قرع لذلك الأمر ظنبوبه إذا جدّ فيه ولم يفتر. قال السليك بن السلكة:

بخثعم ما بقيت وإن أبوه ... أوار بين بيشة والجفار

أوار تجمع الرجلان منه ... إذا ازدحمت ظنابيب الحضار

يريد إذا جدّ الحضار من قولهم قرع لذلك الأمر ظنبوبه. وتجمع الرجلان منه: يريد

<<  <  ج: ص:  >  >>