للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أودى سوداة يجلو مقلتي لحم ... باز يصرصر فوق المرقب العالي

فارقته حين غض الدهر من بصري ... وحين صرت كعظم الرمة البالي

قال محمد بن يزيد الصواب: يصعصع فوق المرقب العالي أي يصوت، ويروى: فوق المربإ، ويروى: كيف العزاء وقد فارقت أشبالي. وروى محمد بن يزيد: هذا سوادة يجلو! ولا أعلم أحدا رواه لكن سواده إلا أبا علي، وقد ردت أيضا رواية أبي العباس لأن قوله هذا إنما يكون للحاضر والصواب: ذاكم سوداة.

وأنشد أبو علي لرؤبة:

ألأمه صياغة وأرذله ... أوقص يخزى الأقربين عيطله

ثم قال العيطل: طويل العنق.

ع هذا وهم بين، وتصحيف ظاهر، كيف يكون أوقص طويل العنق؟ وإنما هو يخزى الأقربين عطله أي عنقه، وقد تقدم أن العطل العنق، وذكرت الشاهد على ذلك من رجز أبي النجم، وهو قوله:

طار عن المهر نسيل ينسله ... عن مفرع الكتفين حلو عطله

أي عنقه، يقال فرس حسن العطل: أي العنق. ولا أعلم هذين الشطرين في رجز رؤبة.

وأنشد أبو علي لمضرس بن قرط بن الحارث المزني قصيدة، أولها:

أهاجتك آيات عفون خلوق ... وطيف خيال للمحب يشوق

ع هكذا قال أبو علي: مضرس بن قرط، والمحفوظ بن قرظة، كذلك قال الآمدي والأصبهاني، وهو شاعر محسن مقل إسلامي. وفي الشعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>