للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما كان لا يطالع نجم أبداً إلا بسقوط نظيره نقلوه من الطالع فجعلوه للذي يغرب وهذه المنازل كلها تقطع من المشرق إلى المغرب في كل يوم وليلة مرة وهو دور الفلك ولكن النوء ينسب إلى المنزل الذي يظهر من تحت الشعاع ويتفق طلوعه مع الغداة كما ذكرت لك ولا يتفق ذلك لكل واحد منهما إلا في السنة مرة.

فالربع الأول ابتداؤه في تسعة عشر يوما من آذار وبعضهم يقول في عشرين يوما وفيه إستواء الليل والنهار يطلع يوم العشرين مع الغداة فرغ الدلو الأسفل ويسقط العوا والعرب تنسب نوءه إلأى العوا وهو الغارب وكذلك سائر الأنواء فنذكرها على مذاهبهم والعواء تمد وتقصر وهي خمسة كواكب كأنها ألف معطوفة الذنب ولذلك سميت العواء للانعطاف الذي فيها يقال عويت الشيء إذا عطفته وقال بعضهم سميت العواء كأنها خمسة كلاب تعوي خلف الأسد وهي في برج السنبلة. والثاني السماك وهما سما كان الأعزل والرامح فالأعزل كوكب يقدمه يقال هو رمحه وهو في برج الميزان وسمي الآخر أعزل لأنه لا كوكب معه شبه بالرجل الأعزل وهو الذي لا رمح معه وقيل سمي أعزل لأن القمر لا ينزل به وسمى سماكا لارتفاعه وعلوه وهو اسم خص به ولا يقال لغيره من الأشياء إذا علا سماك والسماك الرامح لا نوء له. والغفر ثلاثة كواكب غير زهر منها كوكبان قدام الزبانيين والزبانيان قرنا العقرب وإنما سمى الغفر من الغفرة وهو الشعر الذي في طرف ذنب الأسد وقيل إنما سمى الغفر لأنهما كأنهما ينقصان بنقصان ضوئها من قولك غفرت الشيء إذا غطيته لأنه لما خفى صار كالمغفرة وقال أبو عبيدة الغفر شعر صغار دون الكبار وريش صغار دون الكبار سمى بذلك لأنه يغطي الجلد لأنه دون ما فوقه والغفر النكس في المرض وسمى النكس غفراً لتغطيته العافية. والزباني كوكبان مقتونان وهما قرنا العقرب وبعضهم يسميها يدي العقرب واشتقاقها من الزبن وهو الدفع لأن كل واحد منهما مرتفع مندفع عن صاحبه غير مقارن له. والإكليل ثلاثة كواكب مصطفة على رأس العقرب فلذلك سميت الإكليل والقلب وهو كوكب أحمر نير وسمى بذلك لأنه في قلب العقرب. والشولة كوكبان مقترنان أحدهما مضيء سمى بذلك لأنه ذنب العقرب وذنب العقرب وذنب العقرب شائل أي مرتفع ومنه يقال شال الميزان أي ارتفع وأهل الحجاز يسمون الشولة الإبرة وهي التي تسميها العامة

<<  <   >  >>