للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبيد منزف بكسر الزاي أي قد شرب شرابه حتى أنفده يقال أنزف الرجل إذا نفدت خمره.

قال أبو محمد " ومرّة يجعلونه الصوت قال ذو الرمة ":

أرى ناقتي عند المحصب شاقها ... رواح اليماني والهديل المرجع

المحصب الموضع الذي يرمى فيه بحصى الجمار والحصباء الحصى الصغار وشاقها هيج شوقها ورواح اليماني يعني نفرهم واليماني ينفر قبل النفر بيوم والهديل صوت الحمام يقول لما رأت الإبل نحدج وسكعت الهديل اشتاقت.

قال أبو محمد " وأبو براقش طائر يتلون ألواناً " وأنشد بيتا قبله:

أن يغدروا أو يبخلوا ... أو يجبنوا لا يجفلوا

يغدو عليك مرجلي ن كأنهم لم يفعلوا

كأبي براقش كل لو ... ن لونه يتخيل

يهجو قومه يقول إذا فعلوا هذه المقابح والمخازي لم يبالوا ولم يستحيوا للؤمهم وحمقهم وكانوا بمنزلة من لم يفعل فعلا يذم به وقوله مرجلّين يقال رجّل فلان شعره إذا سرحه ودهنه ويقال للمشط المرجل والمسرح ويتخيّل يظن ويروى يتحول أي يتغير من حال إلى حال يقول يتنقلون في المذام كلها ولا يقتصرون منها على البعض كتنقل لون هذا الطائر إلى كل لون.

قال أبو محمد " والواق بكسر القاف الصرد سمى بحكاية صوته " قال:

وجدت أباك الخير بحراً بنجوة ... بناه له مجد أشمّ قماقم

سنان معد في الحروب إذا لها ... وقد طاح منهم سادة ودعائم

وليس بهياب إذا شد رحله ... يقول عداني اليوم واق وحائم

ولكنه يمضي على ذاك مقدما ... إذا صد عن تلك الهنات الخثارم

هذه الأبيات رواها أبو عبيد لخثيم بن عدي بن عطيف بن تويل ابن عدي بن حباب الكلبي ولقبه الرقاص ويقال إن الرقاص حمل حمالة فسأل فيها قومه فلم يعطه أحد منهم كبير شيء فحملها مسعود بن بحر فقال الرقاص هذه الأبيات. النجوة الموضع المرتفع والأشم الطويل والقماقم العظيم الضخم

<<  <   >  >>