للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب ما يجري عليه العدد في تذكيره وتأنيثه]

قال أبو محمد " وتقول سار فلان خمس عشرة من بين يوم وليلة " وأنشد للنابغة الجعدي يصف بقرة أخذ الذئب ولدها فطلبته:

فطافت ثلاثا بين يوم وليلة ... وكان النكير أن تضيف وتجأرا

يريد فطافت هذه البقرة ثلاثة أيام جؤدرها حين أخذه الذئب ولم يكن عندها من الإنكار إلا أن تشفق وتصيح والإضافة الشفقة أضاف إضافة والجؤار الصوت مع خضوع ويروى أقامت.

[باب ما لا ينصرف]

أعلم أن أصل الأسماء أن تكون منصرفة وما لا ينصرف منها مشبه بالفعل من وجهين لأن الفعل فرع على الاسم من وجهين فلا يدخله جر ولا تنوين لأنهما لا يدخلان الفعل ويكون جره كنصبه والأسباب التي تمنع الصرف تسعة كلها فروع وثوان لا وائل وهي وزن الفعل والتعريف والانيث اللازم والألف والنون المضارعتان لألفي التأنيث والوصف والعدل والجمع والعجمة والتركيب فكل اسم اجتمع فيه اثنان من هذه أو واحد يقوم مقام اثنين امتنع من الصرف بأن لا يدخله جر ولا تنوين أن تدخله الألف واللام أو الإضافة فإنه حينئذ ينصرف لأنهما من خواص الأسماء فبطل بها شبه الفعل وعاد الاسم بهما إلى أصله ومنهم من يقول انجر ولا يقول انصرف ويقول المقصود بمنع الصرف التنوين لأنه علامة للأخف والجر تابع للتنوين فإذا أمن دخول التنوين دخله الجر فإن احتج على من قال انصرف بحروف الجر أنها تختص بالاسم ولا توجب له الصرف فإن الألف واللام والإضافة أشد اختصاصا بالاسم من حروف الجر من حيث أن المضاف والمضاف إليه كالاسم الواحد ألا ترى أنه يكتسي من المضاف إليه التعريف والتنكير والاستفهام والشرط وأما حرف التعريف فإنه جعل كبعض حروفه بدليل أنه جعل أولا لئلا يتطرق عليه

<<  <   >  >>