للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بجهلهم يعترضون بعيرا من الإبل الصحيحة فيكوون مشفره وفخذه وعضده يرون أنهم إذا فعلوا ذلك ذهب القرح من إبلهم يقول فأنا بريء وغيري السقيم المذنب فحملتني ذنبه وأعفيته ضربه مثلا.

قال أبو محمد " الطعم الطعام والطعم الشهوه " وأنشد لأبي خراش:

أردّ شجاع البطن قد تعلمينه ... وأوثر غيري من عيالك بالطعم

وأغتبق الماء القراح فأتنهي ... إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم

يخاطب امرأته أم الأديبر شجاع البطن حية تكون فيه والطعم ما أكل وشجاع البطن في الحقيقة إنما هو لذع الجوع وليس هناك حية وإنما هذا شيء كان يعتقده أهل الجاهلية ويسمونه الصفر وقد أبطله النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " لا عدوى ولا طيرة ولا صفر " والماء القراح الخالص يقال لكل خالص من ماء أو غيره مما يؤكل ويشرب قراح والمزلج المدفع ويقال لكل ما لا يبالغ فيه مزلج وذا طعم طيبا في فيه وقوله فأنتهي أي أكف نفسي عن الطعام إذا شربت الماء القراح وإذا كان الزاد طيبا في المزلج فأنا أشرب الماء القراح وأوثر أضيافي باللبن. ومثله بيت عروة بن الورد: أقسّم جسمي في جسوم كثيرة وأحسو قراح الماء والماء بارد ويقال زاد ذو طعم إذا كان طيباً.

قال أبو محمد " والحور النقصان " وأنشد لسبيع بن الخطيم التيمي:

لولا الآله ولولا مجد طالبها ... للهو جوها كما نالوا من العير

واستعجلوا عن حثيث المضغ فازدردوا والذم يبقى وزاد القوم في حور أغار بنو صبح على إبل سبيع فاستغاث بزيد الفوارس الضبي عليهم فانتزعها منهم فمدحه يقول لولا الآلة ولولا شرف زيد وكرمه لأخذ هؤلاء القوم إبلي والهوجة ألا يبالغ في انضاج اللحم يريد أكلوا لحمها غير نضيج وابتلعوه من غير مضغ جيد والازدراد الابتلاع يريد الذم يبقى على الأيام والأكل يذهب.

<<  <   >  >>