للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو محمد " وتقول عيرتني كذا ولا يقال عيرتني بكذا " قال النابغة:

وعيرتني بنو ذبيان رهبته ... وهل عليّ بأن أخشاك من عار

ويروى خشيته قال أبو عبيدة أحمى النعمان أحمى النعمان بن الحارث الأصغر بن الحارث الأوسط وهو الأعرج بن الحارث بن أبي شمر الغساني وهو الأكبر ذا أقر قال وهو واد نخل أي واسع وهو مملوء حمضاً ومياها ويقال له أيضا سبطر أي كثير البنات فاحتماه الناس فتربعه بنو ذبيان فنهاهم النابغة وخوفهم أغارة الملك فعيروه خوفه النعمان وأبوا فتربعوه وكان النابغة منقطعاً إليه فلما مات وكان يكنى أبا حجر رثاه النابغة بقوله: دعاك الهوى واستجهلتك المنازل قال أبو عبيدة وقيل بل أغار حصن بن حذيفة في بني اسد وغطفان على بعض نواحي الشام فنزلوا ذا أقر فنهاهم النابغة عن ذلك وحذرهم إغارة الملك فعصوه فبعث إليهم النعمان بن الحارث الغساني جيشاً عليهم ابن الجلاح الكلبي فأغار عليهم بذي اقر فقال النابغة في ذلك قصيدة اولها:

لقد نهيت بني ذبيان عن أقر ... وعن تربعهم في كل أصفار

يقول وعيرتني بنو ذبيان البيت أقر جبل وذو أقر واد وتربعهم إقامتهم في الربيع وقال في كل أصفار لأن الربيع وافق صفرا في ذلك الوقت وقال أبو عبيدة في كل إصفار حين يتصفر الماء ويتزيل الشجر ويبرد الليل وذلك في آخر الصيف. وأنشد أبو محمد للمتلمس:

تعيرني أمي رجال ولن ترى ... أخا كرمٍ إلا بأن يتكرما

كان المتلمس في أخواله بني يشكر يقال أنه ولد فيهم ومكث عندهم حتى كادوا يغلبون على نسبه فسأل الملك عمرو بن هند مضرط الحجارة الحارث بن التوأم اليشكري عن المتلمس وعن نسبه فوقع فيه الحارث فقال الملك أواناً يزعم أنه من بني يشكر واوانا يزعم أنه من بني ضبيعة أضجم فقال عمرو بن هند ما هو إلا كالساقط بين فراشين يقول أنه لغير رشدة لا يعرف أبوه فبلغ ذلك المتلمس فقال الأبيات أي لن ترى أنسانا له كرم وحسبٌ إلا يتكرم عن الشيء الذي يبلغه ويعفو

<<  <   >  >>