للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشد أبو محمد بيتاً للنجاشي قبله:

ونصر وسعد فاستغاث شريدها ... إلى الصليان الجون والعلجان

بواديمان ينبت الشث صدره ... وأسفله بالمرخ والشبهان

الباء من قوله بواد متعلقة باستغاث والشثّ شجر طيب الريح مر الطعم ينبت في جبال الغور وتهامة قال الشاعر يصف النساء:

فمنهن مثل الشتّ تعجب ريحه ... وفي غيبه مر المذاقة والطعم

والصليان والعلجان ضربان من النبت والجون الأسود ونصر وسعد قبيلتان وفرارها من فر منها وانهزم لجأ إلى هذه الأماكن وصدره أعلاه والمرخ أقدح العفار بالمرخ ثم اشدد إن شئت أو ارخ وقال الأعشى:

زنادك خير زناد الملوك ... صادف منهن مرخ عفارا

والشبهان الثمام أو نبت يشبه الثمام لغة يمانية يقول في حرب صفين.

قال أبو محمد وقال الأعشى:

ضمنت برزق عيالنا أرماحنا ... ملء المراجل والصريح الأجردا

وقبله:

جعل الآلة طعامنا في مالنا ... رزقاً تضمنه لنا لن ينفدا

يريد أنهم فرسان ذوو نجدة يكثرون الغزو فرزقهم مما تفيء عليهم رماحم وقوله ملء المراجل تبيين لقوله برزق عيالنا ونصبه على البدل من موضع الباء أي ضمنت ملء المراجل وهي القدور الواحد مرجل واشتقاقه من الرجل وهي القطعة من الجراد لأنها تطبخ فيه والصريح الأجرد اللبن الخالص أخذ من النخلة الجرداء وهي التي لا ليف عليها والمعنى أنهم يغزون فينغمون الإبل فيشربون ألبانها ويأكلون لحومها.

<<  <   >  >>