للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمشق في اللغة تأثير الشيء بسرعة. قال ذو الرمة:

فكر يمشق طعناً في جواشنها ... كأنه الأجر في الإقبال يحتسب

وكثر ذلك في كلامهم حتى صار كل مستلب شيئاً قد مشقه. قال الأخطل:

والخيل تمشق عنهم أسلابهم ... في كل معترك وكل مغار

وقالوا: درج يدرج درجاً بمعنى أدرج وليست بالجيدة وكله من الإسراع، ومنه درج الرجل إذا مات ولا نسل له.

يقال: طمست الكتاب أطمسه طمساً إذا عميت خطه حتى لا يقرأ. وقيل: طمس وطمس بمعنى واحد، كما قيل جبذ وجذب. وطمس الله بصره إذا أذهب نوره وأخفاه. قال القطامي:

وليلة قد بت ما أناملها ... في بلدة طامسة أعلامها

وقوله عز وجل: " من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها ". قال المفسرون: نجعلها كأقفائها منبتاً للشعر مثل وجوه القردة، وقد نجعل وجوههم إلى ظهورهم مكان القفا. وطمست الأثر محوته، عن أبي زيد والأصمعي. وطلس الكتاب وطلسه أيضاً محاه. والطلسة السواد. وبعض أهل اللغة يقولون: هو لون يقارب السواد. وأكثر ما يوصف بالطلسة الذئب، يقولون: ذئب أطلس. والرياح الطوامس التي تذهب بمعالم المنازل تطمسها. ويقال: درس ما في الكتاب يدرس، إذا خفي شيء بعد شيء، حتى يذهب

<<  <   >  >>