للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يلتهم الجيش اللهام وحده ... كأنه متشح ببرده

لو صادم الطرد المنيف هده ... أو صافح السيف الحسام قده

يأوي إلى طير له معده ... يمزج فيه صبر بشهده

ترضعه من مقلة مسوده ... يمدها جار كثيف العده

كأنه الليل إذا استمده ... مقلتها مكحولة بنده

قوله: " كأنه الليل إذا استمده " ن يشبه قول ابن الرومي يصف حبر أبي حفص الوراق:

كأنه ألوان دهم الخيل ... حبر أبي حفص لعاب الليل

يسيل للإخوان أي سيل ... بغير ميزان وغير كيل

وعلى ذكر الخبر فإنا نذكر قول بعض الوراقين:

ولجة بحر أجم العباب ... بادي تياره يزخر

تثور إذا جاش من قعرها ... بذورتها حمم تفطر

فأكرم ببحر له لجة ... جواهرها حكم تنثر

وقال بعضهم: إنما سمي الحبر حبراً لأنه تحبر به الأخبار. أنشدني الحمدوني لنفسه:

ثنتان من أدوات العلم قد ثنتا ... عنان شأوي عما رمت من وهممي

أما الدواة فأودى حملها جسدي ... وقلم المال مني حرفة القلم

وحبرت في صحف الحرف محبرة ... تذود عني سوام المال والنعم

ونحوه، وليس هو، مما قصدناه في كتاب الكتاب، ولكنه

<<  <   >  >>