للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأت بارقات بالأكف كأنها ... مصابيح سرج أوقدت بمداد

يريد بدهن أمدت به كثر الأستعمال لما تمد به الدواة فقلب كل شيء غيره فإذا قيل: مداد، لك يعرف شيء غيره وقال بعض الكتاب يمدح المداد:

من كان يعجبه في صحن عارضه ... مسك يطيب منه الريح والنسما

فإن مسكي مداد فوق أنملتي ... إذا الأصابع مني مست القلما

وقال آخر:

وما روض الربيع وقد زهاه ... ندى الأسحار يأرج بالغداة

بأعبق أو بأطيب من نسيم ... تؤديه الألاقة من دواة

وقالوا: " المداد خضاب الرجال ". وقال آخر:

إنما الزعفران عطر العذارى ... ومداد الدواة عطر الرجال

حدثني يعقوب بن بيان قال: كتب إبراهيم بن العباس يوماً كتاباً فأراد محو حرف منه، فلم يجد سبيلاً فمحاه بكمه، فقيل له في ذلك، فقال: المال فرع والقلم أصل، فهو أحق بالصون منه، وإنما بلغنا هذه الحال واعتقدنا الأموال بهذا القلم والمداد ثم قال:

إذا ما الفكر أظهر حسن لفظ ... وأداه الضمير إلي العيان

رأيت حلى البنان منورات ... تضاحك بينها صور المعاني

<<  <   >  >>