للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما العدد من الحديث ممن لا يعرف أحد من أصحابهما، وليس قد شاركهم في الصحيح الذي عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله أعلم" (١) .

[المطلب الثالث: نماذج لأحاديث أعلها الإمام البخاري بالتفرد]

رأينا في النماذج السابقة أن التفرد من دلائل العلة، ولكن قد يكون الحديث صحيحاً لقرائن أخرى تنضم إليه، كما سبق تفصيله.

وفي هذا المطلب اذكر نماذج أخرى لما يتفرد به الراوي، وتنضم إليه قرائن أخرى يكون الحديث معلولاً عند الإمام البخاري - رحمه الله -.

المثال الأول:

حديث النبي صلى الله عليه وسلم " الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد" (٢) . فمتن هذا الحديث معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة، وقد خرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق مختلفة. لكن هذا الحديث رواه كريب عن أبي أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معي واحد" (٣) .


(١) المصدر نفسه انظر مقدمة صحيح مسلم ص٧.
(٢) رواه البخاري، في كتاب الأطعمة، باب المؤن يأكل في معي واحد، ج٩ ص٤٤٦-٤٤٧ (مع الفتح) ، ورواه مسلم، في كتاب الأشربة، باب المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء، ج٣ ص١٦٣١.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه: ج٣ ص١٦٣٦، وابن ماجه في سننه، حديث رقم (٣٢٥٨) من رواية أبي كريب، وأخرجه الترمذي في العلل الصغير: ج٥ ص٧٦٠ (مع الجامع) ، والعلل الكبير ص٣٠٣.

<<  <   >  >>