للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً﴾ يَقُولُ: فَضِيلَةً.

قَوْلُهُ: ﴿أَفْرِغْ﴾ أَنْزِلْ) ثَبَتَ هَذَا أَيْضًا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ، وَهُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾ أَيْ أَنْزِلْ عَلَيْنَا.

قَوْلُهُ: ﴿وَلا يَئُودُهُ﴾ لَا يُثْقِلُهُ) هُوَ تَفْسِيرُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذُكِرَ مِثْلُهُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ، وَلِسُقُوطِ مَا قَبْلَهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ صَارَ كَأَنَّهُ مِنْ كَلَامِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ لِعَطْفِهِ عَلَى تَفْسِيرِ الْكُرْسِيِّ، وَلَمْ أَرَهُ مَنْقُولًا عَنْهُ.

قَوْلُهُ: (آدَنِي: أَثْقَلَنِي، وَالْآدُ وَالْأَيْدُ الْقُوَّةُ) هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلا يَئُودُهُ﴾ أَيْ لَا يُثْقِلُهُ، تَقُولُ: آدَنِي هَذَا الْأَمْرُ أَثْقَلَنِي، وَتَقُولُ: مَا آدَكَ فَهُوَ لِي آيِدٌ أَيْ مَا أَثْقَلَكَ فَهُوَ لِي مُثْقِلٌ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ﴾ أَيْ ذَا الْقُوَّةِ.

قَوْلُهُ: (السِّنَةُ النُّعَاسُ) أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قَوْلُهُ: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ لَمْ يَتَغَيَّرْ) أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُهُ قَالَ: لَمْ يَحْمُضِ التِّينُ وَالْعِنَبُ وَلَمْ يَخْتَمِرِ الْعَصِيرُ بَلْ هُمَا حُلْوَانِ كَمَا هُمَا، وَعَلَى هَذَا فَالْهَاءُ فِيهِ أَصْلِيَّةٌ، وَقِيلَ: هِيَ هَاءُ السَّكْتِ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ يَتَسَنَّنُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُونِ أَيِ الْمُسْتَنِّ، وَفِي قِرَاءَةِ يَعْقُوبَ لَمْ يَتَسَنَّ بِتَشْدِيدِ النُّونِ بِلَا هَاءٍ أَيْ لَمْ تَمْضِ عَلَيْهِ السُّنُونَ الْمَاضِيَةُ كَأَنَّهُ ابْنُ لَيْلَةٍ.

قَوْلُهُ: ﴿فَبُهِتَ﴾ ذَهَبَتْ حُجَّتُهُ) هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَهُ فِي قَوْلِهِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ قَالَ: انْقَطَعَ وَذَهَبَتْ حُجَّتُهُ.

قَوْلُهُ: ﴿خَاوِيَةٌ﴾ لَا أَنِيسَ فِيهَا) ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِنَحْوِهِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ وَهِيَ خَاوِيَةٌ قَالَ: لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ.

قَوْلُهُ: ﴿عُرُوشِهَا﴾ أَبْنِيَتِهَا) ثَبَتَ هَذَا وَالَّذِي بَعْدَهُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ بِمَعْنَاهُ.

قَوْلُهُ: (نُنْشِرهَا: نُخْرِجُهَا) أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ بِمَعْنَاهُ فِي قَوْلِهِ كَيْفَ نُنْشِرهَا يَقُولُ: نُخْرِجُهَا، قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ رِيحًا فَحَمَلَتْ عِظَامَهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ذَهَبَ بِهِ الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ فَاجْتَمَعَتْ، فَرُكِّبَ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ وَهُوَ يَنْظُرُ، فَصَارَ عَظْمًا كُلَّهُ لَا لَحْمَ لَهُ وَلَا دَمَ.

(تَنْبِيهٌ): أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ وَقَعَتْ لِعُزَيْرٍ، وَهُوَ قَوْلُ عِكْرِمَةَ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ قِصَّةً فِي ذَلِكَ، وَأَنَّ الْقَرْيَةَ بَيْتُ الْقُدْسِ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَمَّا خَرَّبَهُ بُخْتَنَصَّرَ. وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَمَنْ تَبِعَهُ: هِيَ أَرْمِيَاءُ، وَسَاقَ ابْنُ إِسْحَاقَ قِصَّةً فِي الْمُبْتَدَأِ.

(تَكْمِلَةٌ): اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ بَعْضُ أَئِمَّةِ الْأُصُولِ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْقِيَاسِ بِأَنَّهَا تَضَمَّنَتْ قِيَاسَ إِحْيَاءِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَأَهْلِهَا وَعِمَارَتِهَا لِمَا فِيهَا مِنَ الرِّزْقِ بَعْدَ خَرَابِهَا عَلَى إِحْيَاءِ هَذَا الْمَارِّ وَإِحْيَاءِ حِمَارِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا بِمَا كَانَ مَعَ الْمَارِّ مِنَ الرِّزْقِ.

قَوْلُهُ: ﴿إِعْصَارٌ﴾ رِيحٌ عَاصِفٌ تَهُبُّ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ كَعَمُودِ نَارٍ) ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ، عَنِ الْحَمَوِيِّ وَحْدَهُ، وَهُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ﴾ قَالَ: الْإِعْصَارُ رِيحٌ عَاصِفٌ إِلَخْ، وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْإِعْصَارُ رِيحٌ فِيهَا سَمُومٌ شَدِيدَةٌ.

قَوْلُهُ: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﴿صَلْدًا﴾ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ) سَقَطَ مِنْ هُنَا إِلَى آخِرِ الْبَابِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ، وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ: ﴿صَلْدًا﴾ وَصَلَهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ، وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَتَرَكَهُ يَابِسًا لَا يُنْبِتُ شَيْئًا.

قَوْلُهُ: (قَالَ عِكْرِمَةُ وَابِلٌ: مَطَرٌ شَدِيدٌ، الطَّلُّ النَّدَى، وَهَذَا مِثْلُ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ) وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بِهَذَا، وَسَيَأْتِي شَرْحُ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعَ عُمَرَ فِي ذَلِكَ قَرِيبًا.

قَوْلُهُ: (يَتَسَنَّهْ: يَتَغَيَّرُ) تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَمَّا عَنْ عِكْرِمَةَ فَذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ رِوَايَتِهِ.