للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد فإنه لما قلت النسخ المطبوعة من فتح الباري في المكاتب التجارية وعز على القارئ تحصيله، رغب إليَّ جم غفير من القراء أن أتوسط في طبعه مرة أخرى على نفقة الراغبين في طبعه ليسهل تناوله، ويعم النفع به.

وذلك لما لهذا الكتاب الجليل من المنزلة الرفيعة بين أهل العلم، لما اشتمل عليه من إيضاح ما أشكل في الجامع الصحيح، وتخريج ما فيه من الأحاديث والآثار المعلقة، وبيان كثير من مسائل الإجماع والخلاف المتعلقة بأحاديث الكتاب، والتنبيه على كثير من أوهام بعض شراح الجامع الصحيح وغيرهم، وغير ذلك من الفوائد الكثيرة، والفرائد النادرة التي اشتمل عليه هذا الشرح العظيم. فبادرت إلى تحقيق هذه الرغبة والمساهمة في إبراز هذا الكتاب العظيم الشأن إلى متناول أيدي القراء، وأعلنت ذلك في بعض الصحف المحلية وساهم في ذلك جم غفير من العلماء والقراء وغيرهم.

ولما كانت الطبعات السابقة غير خالية من الأخطاء، رأيت من المصلحة العامة أن أجتهد في المقابلة والتصحيح لهذا الكتاب على ما أمكن من النسخ المعتمدة، وأن أعلق على بعض المواضع التي تمس الحاجة إلى التعليق عليها، حتى تكون إن شاء الله هذه الطبعة أكثر إتقانا وأكمل فائدة من الطبعات السابقة. وأخبرت فضيلة الشيخ أخينا محب الدين الخطيب بهذا العزم وطلبت منه أن يكون طبع هذا الكتاب في مطبعته المطبعة السلفية، فحبذ الفكرة ولبى الطلب ووعد بالاجتهاد في إبراز هذا الكتاب بالمظهر اللائق به، وشجع على مقابلته وتصحيحه قبل الطبع، فقبلت مشورته، واجتهدت في التماس نسخة خطية للمقابلة وتصحيح عليه مع الطبعة الأميرة المطبوعة ببولاق سنة ١٣٠٠ هـ لكونها أصح الطبعات السابقة.

وبعد السؤال والتنقيب عن نسخ خطية أخبرني الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل الشيخ بأن في مكتبة أبيه شيخنا الشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵏ قطعة كبيرة خطية من فتح الباري، فاستعرتها من فضيلته، فتفضل بذلك ضاعف الله ولأبيه المثوبة، فألفيت القطعة المذكورة في مجلدين ضخمين: أحدهما يبتدئ من أول الكتاب وينتهي إلى كتاب الزكاة، والثاني يبتدئ من الأضاحي وينتهي إلى أثناء شرح باب الصراط جسر جهنم وليس في المجلدين المذكورين تاريخ واضح لوقت كتابتهما ولكن ذُكر في المجلد الأول ما نصه: بلغ مقابلة على حسب الطاقة في يوم الجمعة في شهر ذي الحجة سنة ١٢٣٤ هـ كتبه عبد الله بن أحمد. وذُكر في أول المجلد المذكور ما نصه: وقف الإمام فيصل بن تركي. والناظر عليه الشيخ عبد الرحمن بن حسن، بشهادة الشيخين علي بن حسين ومحمد بن مقرن، وكتبه عبد الله بن جبر سنة ١٢٥٠ هـ انتهى