للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الجنائز]

يستحب ذكر الموت والاستعداد له، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من ذكر هادم اللذات". ١ رواه البخاري.

ويكره الأنين، لما روي عن عطاء أنه كرهه. ولا يتمنى الموت لضر نزل به، للحديث، صححه الترمذي. و"يحسن الظن بربه"، لحديث جابر، رواه أبو داود. وقال معتمر عن أبيه: "أنه قال له عند موته: حدثني بالرخص".

ويستحب عيادة المريض، وإذا دخل على المريض دعا له ورقاه، لحديث ثابت عن أنس: "اللهم رب الناس مذهب الباس ... إلخ"، ٢ وحديث أبي سعيد في رقية جبرائيل، قال أبو زرعة: كلا الحديثين صحيح.

ويلقن إذا نزل به: "لا إله إلا الله"، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم: "لا إله إلا الله"". ٣ رواه مسلم. وقال الحسن: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: أن تموت يوم تموت، ولسانك رطب من ذكر الله ". رواه سعيد. ولا يكرر عليه ولا يضجره، إلا أن يتكلم بشيء فيعيد تلقينه، لتكون "لا إله إلا الله" آخر كلامه، نص عليه. قال أحمد: ويقرؤون عند الميت إذا حضر ليخفف عنه بالقرآن، ويقرأ "يس"، وأمر بقراءة "الفاتحة". ويوجه إلى القبلة، واستحبه مالك وأهل المدينة والأوزاعي وأهل الشام، وأنكره ابن المسيب؛ فإنهم لما أرادوا أن يحولوه إليها، قال: ألم أكن على القبلة إلى يومي هذا؟ والأول أوْلى، لأن حذيفة قال: "وجهوني إلى القبلة". و"تغمض عيناه"، لحديث أم سلمة، رواه مسلم.

ويسارع إلى تجهيزه إذا تيقن


١ الترمذي: الزهد (٢٣٠٧) , والنسائي: الجنائز (١٨٢٤) , وابن ماجة: الزهد (٤٢٥٨) , وأحمد (٢/٢٩٢) .
٢ البخاري: الطب (٥٧٤٢) , والترمذي: الجنائز (٩٧٣) , وأبو داود: الطب (٣٨٩٠) , وأحمد (٣/١٥١, ٣/٢٦٧) .
٣ مسلم: الجنائز (٩١٦) , والترمذي: الجنائز (٩٧٦) , والنسائي: الجنائز (١٨٢٦) , وأبو داود: الجنائز (٣١١٧) , وابن ماجة: ما جاء في الجنائز (١٤٤٥) , وأحمد (٣/٣) .

<<  <   >  >>