للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خالد وهو أشد لك تعظيما من أن يحكي عنك شيئا أو يجد من شيء تقوله وإنما أنت بمنزلة الوالد له. فانكسر مروان وظن أن الأمر على ما حكت له وأنها قد صدقت.

ومكث حتى إذا كان بعد ذلك وحانت القائلة فنام عندها فوثبت هي وجواريها فغلقن الأبواب على مروان ثم عمدت إلى وسادة فوضعتها على وجهه فلم تزل هي وجواريها يغممنه حتى مات. ثم قامت فشقت عليه جيبها وأمرت جواريها وخدمها فشققن وصحن عليه وقلن: مات أمير المؤمنين فجأة. وذلك في هلال شهر رمضان سنة خمس وستين. وكان مروان يومئذ ابن أربع وستين سنة. وكانت ولايته على الشام ومصر لم يعد ذلك ثمانية أشهر. ويقال ستة أشهر. وقد قال علي بن أبي طالب له يوما ونظر إليه: ليحملن راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه وله أمره كلحسة الكلب أنفه.

وبايع أهل الشام لعبد الملك بن مروان فكانت الشام ومصر في يد عبد الملك كما كانتا في يد أبيه. وكان العراق والحجاز في يد ابن الزبير. وكانت الفتنة بينهما سبع سنين. ثم قتل ابن الزبير بمكة يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. واستقام الأمر لعبد الملك بن مروان بعده.

وكان مروان قد روى عن عمر بن الخطاب: من وهب وهبة لصلة رحم فإنه لا يرجع فيها.

وروى أيضا عن عثمان وزيد بن ثابت وبسرة بنت صفوان. وروى مروان عن سهل بن سعد الساعدي. وكان مروان في ولايته على المدينة يجمع أصحاب رسول الله يستشيرهم ويعمل بما يجمعون له عليه. وجمع الصيعان فعاير بينها حتى أخذ أعدلها فأمر أن يكال به. فقيل صاع مروان. وليست بصاع مروان إنما هي صاع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن مروان عاير بينها حتى قام الكيل على أعدلها.

٦١٨ - عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. ويكنى أبا عبد الرحمن

وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حزام بن سمال بن عوف بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور. فولد عبد الله بن عامر اثني عشر رجلا وست نسوة: عبد الرحمن لأم ولد درج. قتل يوم الجمل. وعبد الله مات قبل أبيه وعبد الملك وزينب وأمهم كيسة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها بنت أرطاة بن

<<  <  ج: ص:  >  >>