للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمير المؤمنين يكلمك تقول مثل هذه المقالة؟ فقال: إن كان يريد أن يصنع بي خيرا فهو لك وإن كان يريد غير ذلك فلا أحل حبوتي حتى يقضي ما هو قاض. فأتاه فأخبره فقال: رحم الله أبا محمد. أبى إلا صلابة.

قال عمرو بن عاصم في حديثه هذا الإسناد قال: فلما استخلف الوليد بن عبد الملك قدم المدينة فدخل المسجد فرأى شيخا قد اجتمع الناس عليه فقال: من هذا؟ فقالوا: سعيد بن المسيب. فلما جلس أرسل إليه فأتاه الرسول فقال: أجب أمير المؤمنين. فقال: لعلك أخطأت باسمي أو لعله أرسلك إلى غيري. قال فأتاه الرسول فأخبره فغضب وهم به. قال وفي الناس يومئذ بقية فأقبل عليه جلساؤه فقالوا: يا أمير المؤمنين. فقيه أهل المدينة وشيخ قريش وصديق أبيك لم يطمع ملك قبلك أن يأتيه.

قال فما زالوا به حتى أضرب عنه.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: أخبرنا ميمون بن مهران قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: قدم عبد الملك بن مروان المدينة فامتنعت منه القائلة واستيقظ. فقال لحاجبه: انظر هل في المسجد أحد من حداثنا من أهل المدينة؟ قال فخرج فإذا سعيد بن المسيب في حلقة له. فقام حيث ينظر إليه ثم غمزه وأشار إليه بإصبعه. ثم ولى. فلم يتحرك سعيد ولم يتبعه فقال: أراه فطن. فجاء فدنا منه ثم غمزه وأشار إليه وقال: ألم ترني أشير إليك؟ قال: وما حاجتك؟ قال: استيقظ أمير المؤمنين فقال انظر في المسجد أحد من حداثي. فأجب أمير المؤمنين. فقال: أرسلك إلي؟ قال: لا ولكن قال اذهب فانظر بعض حداثنا من أهل المدينة. فلم أر أحدا أهيأ منك. فقال سعيد: اذهب فأعلمه أني لست من حداثة. فخرج الحاجب وهو يقول: ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا. فأتى عبد الملك فقال له: ما وجدت في المسجد إلا شيخا أشرت إليه فلم يقم فقلت له إن أمير المؤمنين قال انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي. فقال إني لست من حداث أمير المؤمنين. وقال لي أعلمه. فقال عبد الملك: ذاك سعيد بن المسيب فدعه.

قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا داود بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الله قال: كان سعيد بن المسيب إذا سئل عن هؤلاء القوم قال: أقول فيهم ما قولني ربي: «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا» الحشر: ١٠. حتى يتم الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>