للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والدفوف والغرابيل ويحرضن ويذكرنهم قتلى بدر ويقلن:

نحن بنات طارق … نمشي على النمارق

إن تقبلوا نعانق … أو تدبروا نفارق

فراق غير وامق (١)

قال: ودنا القوم بعضهم من بعض والرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل فتولى هوازن. فصاح طلحة بن أبي طلحة صاحب اللواء: من يبارز؟ فبرز له علي بن أبي طالب. رضي الله عنه. فالتقيا بين الصفين فبدره علي فضربه على رأسه حتى فلق هامته فوقع. وهو كبش الكتيبة. فسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك وأظهر التكبير.

وكبر المسلمون وشدوا على كتائب المشركين يضربونهم حتى نغضت صفوفهم.

ثم حمل لواءهم عثمان بن أبي طلحة أبو شيبة وهو إمام النسوة يرتجز ويقول:

إن على أهل اللواء حقا … أن تخضب الصعدة أو تندقا

وحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه بالسيف على كاهله فقطع يده وكتفه حتى انتهى إلى مؤتزره وبدا سحره. ثم رجع وهو يقول: أنا ابن ساقي الحجيج ثم حمله أبو سعد بن أبي طلحة فرماه سعد بن أبي وقاص فأصاب حنجرته فأدلع لسانه إدلاع الكلب فقتله. ثم حمله مسافع بن طلحة بن أبي طلحة فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فقتله. ثم حمله الحارث بن أبي طلحة فقتله الزبير بن العوام. ثم حمله أرطاة بن شرحبيل فقتله علي بن أبي طالب. ثم حمله شريح بن قارظ فلسنا ندري من قتله. ثم حمله صواب غلامهم وقال قائل: قتله سعد بن أبي وقاص. وقال قائل: قتله علي بن أبي طالب. وقال قائل: قتله قزمان. وهو أثبت القول.

فلما قتل أصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين لا يلوون على شيء.

ونساؤهم يدعون بالويل. وتبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاءوا


(١) كذا في مغازي الواقدي (٢٢٥)، وفي تاريخ الطبري (٢/ ٥١٠) هكذا:
نحن بنات طارق … إن تقبلوا نعانق
ونبسط على النمارق … أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق

<<  <  ج: ص:  >  >>