للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معي. يكن لك ما لهم. وعليك ما عليهم. قال له الحصين بن نمير: إني والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي. أقدم الشام فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعتك. وقاتلت من عصاك. وإن وجدتهم مجتمعين على غيرك أطعته وقاتلتك ولكن سر أنت معي إلى الشام أملكك رقاب العرب.

فقال ابن الزبير: أو أبعث رسولا.

قال: تبا لك سائر اليوم. إن رسولك لا يكون مثلك.

[بيعة أهل الأمصار لابن الزبير بعد موت يزيد]

وافترقا وأمن الناس ووضعت الحرب أوزارها. وأقام أهل الشام أياما يبتاعون حوائجهم. ويتجهزون. ثم انصرفوا راجعين إلى الشام. فدعا ابن الزبير من يومئذ إلى نفسه (١). فبايع الناس له على الخلافة. وسمي أمير المؤمنين (٢). وترك الشعار الذي كان عليه. ويدعى به. عائذ الله. ولا حكم إلا لله. قبل أن يموت مصعب بن عبد الرحمن بن عوف والمسور بن مخرمة.


(١) أخرج البخاري في التاريخ الكبير: ٢/ ١٣٤. وابن عساكر في تاريخ دمشق (ص: ٤٤٣) عن جويرية بن أسماء سمع بردا مولى الزبير قال: لم يزل ابن الزبير لا يدعو بالخلافة حتى هلك يزيد. وانظر أيضا تاريخ خليفة (ص: ٢٥٧، ٢٥٨).
(٢) لأنه قد اجتمع عليه الناس ما عدا طائفة يسيره من أهل الشام. وبويع لمروان في الشام بعد عقد البيعة لابن الزبير. وحتى مروان كان قد عزم على المبايعة لابن الزبير. ولكن صده عن ذلك بعض أنصار بني أمية. قال ابن كثير: ٨/ ٢٣٨ وعند ابن حزم وطائفة أن ابن الزبير أمير المؤمنين في هذا الحين. ونقل ابن عبد البر. في ترجمة مروان. من كتابه الاستيعاب (ص: ٩١٠) عن مالك أنه قال:
ابن الزبير كان أفضل من مروان وكان أولى بالأمر من مروان ومن ابنه.
وقال النووي في شرح صحيح مسلم: ١٦/ ٩٩: ومذهب أهل الحق أن ابن الزبير كان مظلوما. وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه.
ونقل السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص: ٢١٢) عن الذهبي أنه قال: إن مروان لا يعد في أمراء المؤمنين. بل هو باغ خارج على ابن الزبير. ولا عهده لابنه بصحيح. وإنما صحت خلافة عبد الملك من حين قتل ابن الزبير. وقال السيوطي: إنه الأصح. وانظر قول ابن حزم في أسماء الخلفاء والولاة (ص: ٣٥٩) ضمن جوامع السيرة ورسائل أخرى. وأخرج ابن عساكر (ص: ٤٥٦) بسنده إلى عبد الله بن شعيب الحجبي. أن أمير المؤمنين المهدى لما جرد الكعبة. كان فيما نزع كسوة من ديباج مكتوب عليه: لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين. وانظر الخبر في العقد الثمين: ٥/ ١٧٤.
ويرى آخرون أن أيامه أيام فتنة كما في تاريخ الخلفاء لمحمد بن يزيد (ص: ٣٠) وتاريخ دمشق لابن عساكر (ص: ٤٩٥) نقلا عن نافع مولى ابن عمر (ص: ٤٩٩) نقلا عن تاريخ أبي حفص الفلاس. وقد امتنع عن بيعته عبد الله ابن عباس ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عمر بن الخطاب. واعتبروا أيامه أيام فتنة وقالوا له: لا نبايع حتى يجتمع عليك الناس. انظر مواقفهم مفصلة في:
عبد الله بن الزبير والأمويون (١١٩ - ١٣٢)، رسالة ماجستير في قسم التاريخ. كلية الآداب. جامعة الملك سعود. إعداد عبد الله عثمان الخراشي عام ١٤٠٨ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>