للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بني هاشم. ثم خرج في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد إلى البصرة.

فأقام بها يظهر ذكر الحسين بن علي. فأخبر بذلك عبيد الله بن زياد. فأخذه فجلده مائة جلدة ودرعه عباءه. وبعث به إلى الطائف (١). فلم يزل بها حتى قام عبد الله بن الزبير ودعا إلى ما دعا إليه. فقدم عليه. فأقام معه من أشد الناس قتالا وأحسنهم (٢) نية ومناصحة فيما يرون. وكان يختلف إلى محمد ابن الحنفية. ويسمعون منه كلاما ينكرونه. فلما مات يزيد. ومات المسور ابن مخرمة (٣). ومصعب بن عبد الرحمن. استأذن المختار ابن الزبير في الخروج إلى العراق. فأذن له. وهو لا يشك في مناصحته وهو مصر على الغش له. فكتب ابن الزبير إلى عبد الله بن مطيع. وهو عامله على الكوفة.

يذكر له حاله عنده ويوصيه به (٤). فكان يختلف إلى ابن مطيع. ويظهر مناصحة ابن الزبير ويعيبه في السر. ويذكر محمد بن الحنفية فيمدحه. ويصف حاله ويدعو إليه. وحرض الناس على ابن مطيع واتخذ شيعة يركب في جماعة وخيل. فعدت خيله على خيل ابن مطيع فأصابوهم. وخافه ابن مطيع فهرب. فلم يطلبه المختار. وقال: أنا على طاعة ابن الزبير. فلأي شيء خرج ابن مطيع؟. وكتب إلى ابن الزبير يقع بابن مطيع ويجنبه. ويقول: رأيته مداهنا لبني أمية فلم يسعني أن أقره على ذلك. لما حملت في عنقي من بيعتك.

فخرج من الكوفة وأنا ومن قبلي على طاعتك. فقبل منه ابن الزبير وصدقه.


(١) انظر الخبر في سير أعلام النبلاء: ٣/ ٥٤٤ والبداية والنهاية: ٨/ ٢٩٠.
(٢) في المخطوطة، وأحسنه،. وما أثبت مقتضى السياق.
(٣) كان موت المسور بن مخرمة في اليوم الذي وصل فيه خبر وفاة يزيد إلى مكة وجيش أهل الشام محاصر لابن الزبير. ثم لما بلغهم خبر وفاته فكوا الحصار ورجعوا إلى الشام.
(٤) في تاريخ الطبري: ٦/ ٩ - ١٢ سياق آخر. حيث يذكر أن المختار سجن في ولاية عبد الله بن يزيد عامل ابن الزبير على الكوفة بسبب تشيعه. ثم أطلق بشفاعة من عبد الله بن عمر بن الخطاب وكانت تحته صفية بنت أبي عبيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>