للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدد الروايات المفردة خمسًا وأربعين رواية والذي صح إسناده منها ثمان روايات فقط، مما يدل على مبلغ التزيد والوضع في هذه القضية، التي كانت فرصة جيدة للمذهب الشيعي في الدعاية له والاجتماع حول مبادئه، واستغلال عواطف الناس ومشاعرهم بهذه القضية المؤثرة، والمتابع لنشأة ة التشيع وتطوره، يجد أنه قد دخل في طور وتحوّل فكري جديد بعد حادثة مقتل الحسين، وأنه اتخذ هذه الحادثة معلما من المعالم المتجددة في كل عام، ومأتما يظهرون به الجزع والحزن لإثارة العامة وكسب مشاعرها (١).

وهذا القسم يشكل جزءًا مستقلا، عَنْوَنَه بقوله: مقتل الحسين صلوات الله عليه وفي آخره قال: آخر مقتل الحسين بن علي رحمه الله (٢).

أما ترجمة ابن الزبير فقد شغلت إحدى وثلاثين لوحة ذات وجهين (٣) من المخطوطة، استوعب فيها نواحي متعددة من حياة عبد الله بن الزبير، عن ولادته ونشأته، وأولاده، وفضائله، ومشاركته في الحياة العامة، وزهده وعبادته وموقفه من الأحداث في عصره، وموقفه من بيعة يزيد بن معاوية، ثم مبايعته بالخلافة بعد موت يزيد، والأحداث التي تمت في خلافته، مثل بناء الكعبة، وثورة التوابين، ومقتل المختار، ومعركة مرج راهط، وانتزاع عبد الملك بن مروان العراق، ومقتل مصعب بن الزبير، ويختم الترجمة بوصف مقتله والأحداث التي صاحبت ذلك، ويصف الساعات الأخيرة وصفا تسجيليا دقيقًا، وقد يكون فيها مبالغة، ولكن رواته هنا أمثل قليلا من رواته


(١) ما ساقه المؤلف في مقتل الحسين - رغم ما فيه من التزيد والكذب - هو أمثل ما أشاعته الرافضة، ودوّنه الأخباريون في مصرع الحسين، ولهذا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ٨/ ٢٠٢، وللشيعة والرافضة في صفة مصرع الحسين كذب كثير وأخبار باطلة، وفيما ذكرنا كفاية، وفي بعض ما أوردناه نظر، ولولا أن ابن جرير وغيره من الحفاظ والأئمة ذكروه ما سُقته، وأكثره من رواية أبي مخنف لوط بن يحيى.
(٢) أورد ذلك في خمس وعشرين لوحة من المخطوطة (ل ٤٩ - ٧٥).
(٣) انظر مخطوطة الطبقات (أحمد الثالث) (ل ٨٣ - ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>