للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن، وأما إبراهيم فأمه مارية القبطية التي أهداها إليه المقوقس عظيم قبط مصر.

وقد توفي أبناؤه جميعا صلى الله عليه وسلّم في حياته سوى فاطمة- رضي الله عنها- فقد تأخرت بعده بستة أشهر ثم لحقت به.

في كسبه- صلى الله عليه وسلم-

لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه، إلا أن المشتهر عنه أنه كان يرعى الغنم وكان قد رعاها في بني سعد فيما يروى، وكان يرعاها في مكة على قراريط، وقد عمل بالتجارة في مال خديجة رضي الله عنها، وذلك ما ينبئ به الرسول عن نفسه.

[في ما كان يشتغل به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوج خديجة]

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم» فقال له أصحابه وأنت يا رسول الله؟ قال: «وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط» رواه البخاري عن أحمد بن محمد المكي عن عمرة بن يحيى به.

ثم

روى البيهقي من طريق الربيع بن بدر- وهو ضعيف- عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص»

وروى البيهقي من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أن أبا خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو- أظنه- قال سكران ثم

قال البيهقي: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي حدثني عبد الله بن أبي عبيد بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن مقسم بن أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل إن عبد الله بن الحارث حدثه أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وما يكثرون فيه يقول: أنا أعلم الناس بتزويجه إياها، إني كنت له تربا وكنت له إلفا وخدنا. وإني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة أجزنا على أخت خديجة وهي جالسة على أدم تبيعها، فنادتني فانصرفت إليها ووقف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أما بصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة؟ قال عمار فرجعت إليه فأخبرته فقال «بلى لعمري» فذكرت لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت اغدوا علينا إذا أصبحنا، فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة وألبسوا أبا خديجة حلة، وصفرت لحيته، وكلمت أخاها فكلم أباه وقد سقي خمرا فذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانه وسألته أن يزوجه فزوجه خديجة وصنعوا من البقرة طعاما فأكلنا منه ونام أبوها ثم استيقظ صاحيا. فقال: ما هذه الحلة وما هذه الصفرة وهذا الطعام فقالت له ابنته التي كانت قد كلمت عمارا هذه حلة

<<  <  ج: ص:  >  >>