للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التنبيه الخامس والمائة:]

قوله فلما جاوزت نادى مناد: «أمضيت فريضتي وخفّفت عن عبادي» ، من أقوى ما يستدل به علي إن الله تبارك وتعالى كلّم نبيه صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بغير واسطة.

[التنبيه السادس والمائة:]

ظاهر سياق حديث شريك أن موسى هو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم:

«فاهبط باسم الله» ، لأنه ذكر عقب

قوله صلى الله عليه وسلم: «قد والله استحيت من ربي مما أختلف إليه» ،

قال: «فاهبط» ، وليس كذلك بل الذي قال له «اهبط باسم الله» جبريل، وبذلك جزم الدّاودي.

[التنبيه السابع والمائة:]

قال السهيلي: «فإن قيل: «كيف استباح النبي صلى الله عليه وسلم شرب الماء الذي في القدح وهو ملك لغيره، وأملاك الكفار لم تكن أبيحت يومئذ ولا دماؤهم؟» فالجواب أن العرب في الجاهلية كان في عرف العادة عندهم إباحة اللّبن لابن السبيل فضلا عن الماء وكانوا يعهدون بذلك إلى رعاتهم ويشترطونه عليهم عند عقد إجارتهم ألّا يمنعوا [الرّسل وهو] اللّبن من أحد مرّ بهم، فكيف بالماء؟ وللحكم بالعرف في الشريعة أصول تشهد له وقد ترجم البخاري عليه في كتاب البيوع وخرّج حديث هند بنت عتبة وفيه: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف» .

قلت: وذكر أئمتنا رحمهم الله تعالى في الخصائص أنه صلى الله عليه وسلم أبيح له الطعام والشراب من مالكهما المحتاج إليهما إذا احتاج صلى الله عليه وسلم إليهما فإنه يجب على صاحبهما البذل له صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [الأحزاب: ٦] .

[التنبيه الثامن والمائة:]

يأتي الكلام على حبس الشمس في المعجزات.

[التنبيه التاسع والمائة:]

قوله صلى الله عليه وسلم: «فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه»

إلى آخره كذا في رواية ابن عباس رضي الله عنهما عند الإمام أحمد والنسائي بسند صحيح، وفي رواية عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عند مسلم قال: «فسألوني عن أشياء لم أثبتها فكربت كربا لم أكرب مثله قط، فرفعه الله تعالى لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به» . وفي رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «فجلّى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه» . ومعنى «جلّى الله بيت المقدس» كشف الحجب بيني وبينه حتى رأيته، ويحتمل أن يريد أنه حمل إلى أن وضع بحيث يراه، ثم أعيد، ويؤيده رواية ابن عباس السابقة، وهذا أبلغ في المعجزات ولا استحالة في ذلك. وقد أحضر عرش بلقيس في أقل من طرفة عين. ووقع في حديث أم هانئ عند ابن سعد: «فخيّل إلى بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن