للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: أن الله تعالى خصه بالملوحة ليكون الباعث عليها الملح الإيمانيّ، ولو جعله عذباً جداً لغلب الطبع البشري، وبهذا يردّ على أبي العلاء المعرّي [ (١) ] قوله:

لك الحمد أمواه البلاد بأسرها ... عذاب وخصّت بالملوحة زمزم

ومنها: أن من حثى على رأسه منها ثلاث حثيات لم تصبه ذلّة أبداً.

رواه الفاكهي عن بعض ملوك الروم أنه وجد ذلك في كتبهم.

[ذكر بعض أسماء زمزم]

قال الفاكهي رحمه الله تعالى: أعطاني أحمد بن محمد بن إبراهيم كتابا ذكر أنه عن أشياخه من أهل مكة فكتبته من كتابه فقالوا: هذه تسمية أسماء زمزم. هي: زمزم وهزمة جبريل، وسقيا إسماعيل، لا تنزف ولا تذم، وبركة، وسيدة، ونافعة، ومضنونة وعونة، وبشرى، وصافية، وبرّة، وعصمة، وسالمة، وميمونة، ومباركة، وكافية، وعافية، ومغذية، وطاهرة، وحرمة، ومروية، ومؤنة، وطعام طعم، وشفاء سقم. انتهى.

زاد غيره: طيبة، وتكتم وشبّاعة العيال، وشراب الأبرار، وقرية النمل، ونقرة الغراب الأعصم، وهزمة إسماعيل، قال البكري: الهزمة تطامن في الأرض، وهزمة الأرض: حفرتها، والهزائم: الآبار. انتهى.

وحفرة العباس. ذكر هذا الاسم ياقوت في المشترك. وهمزة جبريل بتقديم الميم على الزاي ذكره السّهيلي، وسابق.

قلت: وزاد البكري: الشّيّاعة. قال: بتشديد الشين المعجمة وتشديد الياء أخت الواو وبالعين المهملة. هذا نصه ولم يتعرض لحركات الحروف وهي في خط مغلطاي في «الزهر» بثلاث فتحات. وذكره الزمخشري كذلك في أسماء الأماكن والمياه ثم نقل عن الخارزنجي:

شياعة بضم الشين وفتح الياء مخففتين.

وركضة جبريل، وحفيرة عبد المطلب ونقل ذلك عن أبي عمر الزاهد رحمه الله تعالى.


[ (١) ] أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخيّ المعري: شاعر فيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدريّ صغيرا فعمي في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. ورحل إلى بغداد سنة ٣٩٨ هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر. وهو من بيت علم كبير في بلده. ولما مات وقف على قبره ٨٤ شاعرا يرثونه.
وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم. وكان يحرّم إيلام الحيوان، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: «لزوم ما لا يلزم» ويعرف باللزوميات، و «سقط الزند» و «ضوء السقط» وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة. توفي سنة ٤٤٩ هـ. الأعلام ١/ ١٥٧.