للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: «إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا ألا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه فإن هم أطاعوا لك بذاك فأخبرهم إن اللَّه عز وجل قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم طاعوا لك بذلك فأخبرهم إن اللَّه قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإن هم طاعوا لك بذلك فإيّاك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللَّه حجاب» [ (١) ] . رواه الشيخان،

وروى البخاري عن عمرو بن ميمون أحد كبار التابعين المخضرمين رحمه اللَّه تعالى أن معاذا لمّا قدم اليمن صلّى بهم الصّبح فقرأ سورة النساء فلما قرأ: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا [النساء ١٢٥] قال رجل من القوم: لقد قرّت عين أم إبراهيم.

[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:]

العمل: بعين مهملة فميم مفتوحتين فلام: القيام بالأمور، والعامل للرجل القائم عنه في ملكه وعمله، ومنه قيل للذي يستخرج الزكاة: عامل.

شعرت: بشين معجمة مفتوحة فعين مهملة تفتح وتكسر فراء: علمت.

قلصت: بقاف مفتوحة فلام فصاد مهملة: ارتفعت.

المخلاف: بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وبالفاء المكسورة: الإقليم والرّستاق بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح الفوقية، بلغة أهل اليمن.

يسّرا ولا تعسّر وبشّرا، ولا تنفّرا. الأصل أن يقال: بشّر ولا تنذرا، وآنسا ولا تنفّرا، فجمع بينهما ليعمّ البشارة والنذارة والتأنيس والتنفير، فهو من باب المقابلة [المعنوية] قاله الطيبي. قال الحافظ: ويظهر لي أن النكتة في الإتيان بلفظ البشارة وهو الأصل وبلفظ التنفير وهو اللازم، وأتى بالذي بعده على العكس للإشارة إلى أن الإنذار لا ينفى مطلقا بخلاف التنفير فاكتفى بما يلزم عن الإنذار وهو التنفير فكأنه قال: إن أنذرتم فليكن بغير تنفير كقوله تعالى:

فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً [طه ٤٤] .

تطاوعا: كونا متفقين في الحكم.

البتع: بكسر الموحدة وسكون الفوقية فعين مهملة: نبيذ العسل.

ينبذ: يطرح.

يشتدّ: بشين معجمة يقوى.


[ (١) ] أخرجه البخاري ٢/ ١٥٨ ومسلم في كتاب الإيمان (١٠) .