للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الحادي والثمانون في وفود بني كلاب إليه صلى الله عليه وسلم]

روى ابن سعد في الطبقات [ (١) ] عن خارجة بن عبد الله بن كعب قال: قدم وفد بني كلاب في سنة تسع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة، وجبّار بن سلمى فأنزلهم دار رملة بنت الحدث، وكان بين جبّار وكعب بن مالك خلّة، فبلغ كعبا قدومهم فرحّب بهم وأهدى لجبّار وأكرمه، وخرجوا مع كعب فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّموا عليه بسلام الإسلام، وقالوا: إن الضحّاك بن سفيان سار فينا بكتاب الله وبسنّتك التي أمرت بها، وإنه دعانا إلى الله فاستجبنا لله ولرسوله وإنه أخذ الصّدقة من أغنيائنا فردّها على فقرائنا.

[الباب الثاني والثمانون في وفود بني كلب إليه صلى الله عليه وسلم]

روى ابن سعد [ (٢) ] عن رجل من بني ماويّة من كلب عن أبي ليلى بن عطية الكلبي عن عمه قالا: قال عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي: شخصت أنا وعاصم- رجل من بني رقاش من بني عامر- حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الإسلام فأسلمنا وقال: «أنا النبي الأمّيّ الصادق الزّكيّ، والويل كلّ الويل لمن كذّبني وتولّى عنّي وقاتلني، والخير كلّ الخير لمن آواني ونصرني، وآمن بي وصدّق قولي، وجاهد معي» .

قالا: فنحن نؤمن بك ونصدّق قولك، وأنشأ عبد عمرو ويقول:

أجبت رسول الله إذ جاء بالهدى ... وأصبحت بعد الجحد بالله أوجرا

وودّعت لذّات القداح وقد أرى ... بها سدكا عمري وللهو أهدرا

وآمنت بالله العليّ مكانه ... وأصبحت للأوثان ما عشت منكرا.

[تنبيه: في بيان غريب ما سبق:.]

أوجر: بهمزة مفتوحة فواو ساكنة فجيم فراء، يقال وجرته بالسيف وجرا أي طعنته. قال في النهاية: والمعروف في الطّعن أوجرته الرّمح ولعله لغة فيه.

القداح: بقاف مكسورة فدال مهملة فألف فحاء مهملة جمع قدح بكسرها أيضا وهو السّهم الذي كانوا يستقسمون به وهو المراد هنا وهو السّهم الذي يرمى به عن القوس.

سدكا: بسين فدال مهملتين فكاف أي مولعا.

أهدر: بهمزة مفتوحة فهاء ساكنة فدال مهملة فراء: أي أبطل.


[ (١) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢/ ٦٤.
[ (٢) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات ٢/ ٩٨.