للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الرابع في سجوده- صلى الله عليه وسلّم- لقراءة غيره- إذا سجد القارئ وسجوده للتلاوة في الصلاة المكتوبة وما كان يقوله في سجود التلاوة

روى سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قرأ رجل عند رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فلم يسجد فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «أنت قرأتها ولو سجدت سجدنا معك» .

وروى الإمام الشافعي والبيهقي من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن عطاء بن يسار- رحمه الله تعالى- قال: بلغني أن رجلا قرأ بآية من القرآن فيها سجدة، عند رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-[فسجد الرجل، وسجد النبي- صلى الله عليه وسلم- معه، ثم قرأ آخر آية فيها سجدة، وهو عند النبي- صلى الله عليه وسلم] فانتظر الرجل أن يسجد النبي- صلى الله عليه وسلم- فلم يسجد، فقال الرجل: يا رسول الله قرأت السجدة فلم تسجد، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «كنت أمامنا فلو سجدت سجدنا معك» [ (١) ] .

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي بسند صحيح عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في سجود القرآن بالليل، يقول في السجدة مرارا:

«سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته- زاد البيهقي فتبارك الله أحسن الخالقين» [ (٢) ] .

وروى الترمذي والطبراني عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «جاء رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله. إني رأيت الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فكأني قرأت سجدة، وفي رواية البيهقي فقرأت سورة (ص) فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها تقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع وفي لفظ: احطط عني بها وزرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها كما تقبلتها من عبدك داود» ، فقال ابن عباس: فقرأ النبي- صلى الله عليه وسلّم- سجدة، ثم سجد، فسمعته يقول مثل ما أخبره الرجل عن الشجرة» [ (٣) ] .

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: «صليت خلف رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- ثلاث مرات فقرأ السجدة في المكتوبة» [ (٤) ] .


[ (١) ] أخرجه الشافعي في المسند (١/ ١٢٢) حديث (٣٥٩) والبيهقي ٢/ ٣٢٤.
[ (٢) ] أحمد في المسند ٦/ ٣٠ وأبو داود ٢/ ٦٠ (١٤١٤) والترمذي ٢/ ٤٧٤ (٥٨٠) والبيهقي ٢/ ٣٢٥.
[ (٣) ] أخرجه الترمذي ٢/ ٤٧٢ (٥٧٩) .
[ (٤) ] قال الهيثمي في المجمع ٢/ ٢٨٥ فيه جابر الجعفي وفيه كلام.