للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الرابع في ذكر سيدنا القاسم ابن سيدنا ومولانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-

وكان القاسم أكبر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وبه كان يكنى فهو أول أولاده، وأول من مات منهم، ولد بمكة قبل النبوة ومات صغيرا، وقيل: بعد أن بلغ سن التمييز.

قال الزبير بن بكار وحدثني محمد بن نضلة عن بعض المشايخ قال: عاش القاسم حتى مشى.

وقال مجاهد: عاش القاسم سبع ليال وخطأه الملا في ذلك.

وروى (ابن سعد) عن محمد بن جبير بن مطعم، قال: مات القاسم، وله سنتان، وروي أيضاً عن قتادة نحوه، وعن مجاهد: أنه عاش سبعة أيام.

قال المفضل بن غسان: هذا خطأ والصواب أنه عاش سبعة عشر شهراً.

وقال السهيلي: بلغ المشي غير أن رضاعته لم تكمل.

واختلفوا هل أدرك زمن النبوة،

فروى يونس بن بكير في زيادات المغازي عن أبي عبد الله الجعفي وهو جابر عن محمد بن علي بن الحسين- رضي الله تعالى عنه- قال: كان القاسم بلغ أن يركب الدابة، ويسير على النجيدة، فلما قبض،

قال العاص بن وائل: لقد أصبح محمد أبتر فنزلت إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر/ ١] عن مصيبتك يا محمد بالقاسم فهذا يدل على أن القاسم مات بعد البعثة.

وروى الطيالسي، وابن ماجه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال: لما هلك القاسم قالت خديجة: يا رسول الله، درت لبينة القاسم، فلو كان الله أبقاه حتى يتم رضاعه قال: إن إتمام رضاعته في الجنة، زاد ابن ماجة (فقالت) : لو أعلم ذلك يا رسول الله ليهون علي، فقال: إن شئت دعوت الله تعالى، فأسمعك صوته فقالت: بل أصدق الله تعالى ورسوله،

قال الحافظ: وهذا ظاهر جدا في أنه مات في الإسلام، ولكن في السند ضعف.

وروى البخاري في تاريخه «الأوسط» من طريق سليمان بن بلال عن هشام بن عروة- رضي الله تعالى عنه- أن القاسم مات قبل الإسلام.

وروى ابن أبي عاصم وأبو نعيم: ما أعفى أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أسد، قيل ولا القاسم قال: ولا القاسم ولا إبراهيم، وكان إبراهيم أصغرهما. قال الحافظ: هذا وأثر فاطمة بنت الحسين يدل على خلاف رواية هشام بن عروة.