للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخامس: في أن له ظئرا تتم رضاعه في الجنة.]

روى ابن ماجة بسند ضعيف عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن له مرضعاً في الجنة، ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي

انتهى.

[السادس: في الرد على من زعم أنه لقنه.]

اشتهر على الألسنة أنه لقن ابنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم بعد الدفن وهذا شيء لم يوجد في كتب الحديث،

وإنما ذكره المتولي، في «تتمته والإبانة» بلفظ روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفن إبراهيم قال: «قل: الله ربي، ورسولي أبي والإسلام ديني» فقيل: يا رسول الله، أتت تلقنه فمن يلقننا؟

فأنزل الله تعالى يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ [إبراهيم/ ٢٧] الآية

والأستاذ أبو بكر بن فورك في كتابه المسمى «النظامي» ولفظه: عن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفن ولده إبراهيم وقف على قبره، فقال: «يا بني القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول ما يسخط الرب، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، يا بني قل: الله ربي، والإسلام ديني، ورسول الله أبي» فبكت الصحابة وبكى عمر بن الخطاب بكاء ارتفع له صوته، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عمر يبكي وأصحابه فقال: «يا عمر، ما يبكيك؟» فقال: يا رسول الله، هذا ولدك

وما بلغ الحلم ولا جرى عليه القلم، ويحتاج إلى ملقن فمثلك تلقن التوحيد في مثل هذا الوقت، فما حال عمر وقد بلغ الحلم، وجرى عليه القلم، وليس له ملقن مثلك أي شيء يكون صورته في تلك الحالة؟ فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وبكت الصحابة معه، فنزل جبريل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب بكائهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله عمر وما ورد عليهم من قوله صلى الله عليه وسلم فصعد جبريل، ونزل، وقال: ربك يقرئك السلام وقال يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ [إبراهيم/ ٢٧] يريد بذلك وقت الموت، وعند السّؤال فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الآية فطابت الأنفس، وسكنت القلوب وشكروا الله، وهذا كما ترى منكر جدا، بل لا أصل له.

[السابع في أنه لو عاش لكان نبيا.]

روى البخاري وابن ماجة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لابن أبي أوفى: هل رأيت السيد إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: مات صغيرا، ولو قضي أن يكون نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم لعاش ابنه إبراهيم ولكن لا نبي بعده ورواه الإمام أحمد بلفظ سمعت ابن أبي أوفى، يقول: لو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم، ولكن لا نبي بعده.

وروى ابن سعد بسند على شرط مسلم قال: أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن حماد، وموسى بن إسماعيل، التبوذكي قالوا: أخبرنا أبو عوانة أخبرنا إسماعيل السدي قال: سألت أنس