للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول، بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم محرّشا على فاطمة. للذي صنعت. مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أنّي أنكرت ذلك عليها. فقال «صدقت صدقت. ماذا قلت حين فرضت الحجّ؟» قال قلت: اللهمّ! إنّي أهلّ بما أهلّ به رسولك. قال «فإنّ معي الهدي فلا تحلّ» قال: فكان جماعة الهدي]

[ (١) ] .

روي أيضاً عن ابن هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد والعباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: وما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله وأما خالد: فإنكم تظلمون خالدا، قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل، وأما العباس فهي عليّ ومثلها معها، ثم قال: يا عمر أما شعرت أنّ عمّ الرجل صنو أبيه؟.

الثالث: في شهوده مع النبي- صلى الله عليه وسلم- العقبة وهو على دين قومه.

روى ابن إسحاق وابن قتيبة وابن سعد وأبو عمرو- رحمهم الله تعالى- جاء قوم من أهل العقبة يطلبون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لهم: في بيت العباس، فدخلوا عليه، فقال العباس: إن معكم من قومكم من هو مخالف لكم، فاخفوا أمركم حتى يتصدع هذا الحاج، ونلتقي نحن وأنتم فنوضح لكم هذا الأمر فتدخلون فيه على أمر بين، فوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة التي سفر صبيحتها عن النفر الآخران أسفل العقبة، وأمرهم أن لا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا فخرج القوم تلك الليلة يتسللون، وقد سبقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه العباس وليس معه غيره، وكان يثق به في أمره كله، فلما اجتمعوا كان أول من تكلم العباس بكلام فيه طول وبلاغة، فقال البراء بن معرور: قد سمعنا ما قلت، أما والله لو كان في أنفسنا غير ما تنطق به لقلناه لكن نريد الوفاء والصدق ونبذل مهج أنفسنا دون رسول الله صلى الله عليه وسلّم يؤكد له البيعة تلك الليلة على الأنصار وفي رواية الشعبي- رضي الله تعالى عنه- قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم إلى السبعين الذين أسلموا وبايعوا عند العقبة تحت الشجرة والعباس معه فذكره. انتهى.

الرابع: في سروره- رضي الله تعالى عنه- بفتح خيبر على رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وسلامته وشدة حزنه حين بلغه خلاف ذلك.

[أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال: «لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجّاج بن علاط: يا رسول الله، إن لي بمكة مالا، وإن لي بها أهلا، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن نلت منك أو قلت شيئا؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء، فأتى إلى امرأته حين قدم فقال: اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن اشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم


[ (١) ] أخرجه مسلم ٢/ ٨٨٦- ٨٩٢ (١٤٧/ ١٢١٨) .