للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى الديلمي عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم هذا عمي، وصنو أبي، وخير عمومة العرب، اللهم أسكنه معي في البيت الأعلى» .

[الحادي عشر: في منزلته في الجنة.]

روى ابن ماجة والحاكم في الكنى وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله- عز وجل- اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة تجاهين، والعباس بيننا، مؤمن بين خليلين» .

وروى ابن عساكر عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن له- يعني العباس- في الجنة غرفا كما تكون الغرف، يطل عليّ يكلمني وأكلمه» .

الثاني عشر: في ملازمة العباس- رضي الله تعالى عنه- رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- آخذا بلجام بغلته يوم حنين.

[عن كثير بن عباس بن عبد المطلب عن أبيه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم حنين فلزمته أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلم نفارقه، والنبي صلى الله عليه وسلم علي بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي. فلما التقى المسلمون والكفّار ولى المسلمون مدبرين وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار،

قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «يا عبّاس ناد يا أصحاب السّمرة» . قال عبّاس: وكنت رجلا صيّتا فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة؟ قال فوالله لكأنّ عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا: يا لبّيك. يا لبيك. قال فاقتتلوا هم والكفّار والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث. قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على بغلته وهو كالمتطاول عليها إلى قتالهم، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا حين حمي الوطيس» ،

قال: ثم أخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ثم قال: انهزموا وربّ محمد! قال فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال فو الله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحصياته ثم ركب فإذا حدّهم كليل وأمرهم مدبر حتى هزمهم الله] [ (١) ] .

الثالث عشر: في استسقاء الصحابة بالعباس- رضي الله تعالى عنه-.

روى البخاري أن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- كان إذا قحطوا استقوا


[ (١) ] الطبقات لابن سعد (٤/ ١٣.