للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حييا كريما، فرجع، قال عمر: فجاء عمار بن ياسر حتى انتزعها من حجرها وفي لفظ: «ففطن لذلك عمار بن ياسر وكان أخاها لأمها فانتشط زينب من حجرها فقال:

هاتي وفي لفظ: دعي عنك هذه المسقوحة التي منعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم

أتاها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجعل يقلب بصره في البيت فلم ير الصبية في حجرها وكان اسمها زينب، فقال: أين زناب، فقالت: جاء عمار فأخذها وفي حديث أبي بكر فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:

«تجداني أتيتكم الليلة» ، قالت: فوضعت ثقالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرن، وأخذت شحما فعضدت به فبات ثم أصبح فقال حين أصبح: «إن لك على أهلك كرامة إن شئت أن أسبع لك سبعت للنساء» .

قال عمر: فكانت في النساء كأنها ليست منهن لا تجد من الغيرة شيئا.

وروى الطبراني برجال الصحيح عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- أتاها فلفّ رادئها وجعله على أسكفة الباب واتّكل عليه، وقال: هل لك يا أم سلمة؟ قالت: إني امرأة شديدة الغيرة، وأخاف أن يبدو للنبي- صلى الله عليه وسلم- ما يكره، فانصرف، ثم عاد فقال: هل يا أم سلمة؟ إذا كان لك الزيادة في صداقك، زدناك، فعادت لقولها، فقالت: أمّ سلمة: يا أمّ عبد، تدرين ما يتحدث به نساء قريش، يقلن: إنما ردّت محمدا، لأنها شابة من قريش أحدث منه سنّا، وأكثر منه مالا، فأتت رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فتزوّجها.

وروى ابن سعد عنها- رضي الله تعالى عنها- قالت: قلت لأبي سلمة: ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة، ثم لم تتزوّج بعده إلّا جمع الله تعالى بينهما في الجنة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك ألا تتزوّج بعدي ولا أتزوّج بعدك، قال: أتطيعيني، قلت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك قال: فإذا أنا مت فتزوجي، ثم قال: اللهم ارزق أمّ سلمة بعدي رجلا خيرا مني حتى لا يحزنها ولا يؤذيها، قالت: فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة، فلبثت ما لبثت، فجاء رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فقام على الباب فذكر نحو ما سبق [ (١) ] .

الرابع: في دخولها فيما سأله رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأهل بيته.

روى الإمام أحمد والدولابيّ عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت: أغدف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على عليّ وفاطمة والحسن، والحسين- رضي الله تعالى عنهم-: خميصة سوداء، ثم قال: اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي قالت: قلت: وأنا يا رسول الله؟ قال: وأنت

[ (٢) ] ،


[ (١) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات ٨/ ٧٠.
[ (٢) ] أخرجه أحمد ٦/ ٣٠٤.